أزمة أوكرانيا.. اتصال مرتقب بين بايدن وبوتين ومخاوف أميركية من هجوم روسي محتمل

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حذر نظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي من أن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة وثمنا باهظا" من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، إذا شنت هجوما آخر على أوكرانيا.

قال كل من الكرملين ومصدر أميركي مطلع أمس السبت إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري اتصالا عبر الفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء المقبل، يأتي ذلك تزامنا مع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب على خلفية اتهام الأميركيين لروسيا بالتحضير لاجتياح وشيك لأوكرانيا.

وقال المصدر الأميركي إن الزعيمين يعتزمان بحث مخاوف الولايات المتحدة من الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، إلى جانب قضايا أخرى.

وأضاف أن بايدن سيؤكد مخاوف الولايات المتحدة من الأنشطة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، ويجدد دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.

وقال الكرملين لوكالة رويترز إن الجانبين سيناقشان أيضا العلاقات الثنائية، وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال قمة الزعيمين في جنيف في يونيو/حزيران الماضي.

كما سيناقش بايدن الاستقرار الإستراتيجي وقضايا إلكترونية وإقليمية. ولم يتم الكشف عن التوقيت الدقيق للمكالمة.

بايدن (يمين) وبوتين سيبحثان مخاوف واشنطن من الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا (الأوروبية)

تفاصيل وتوتر

من جانبها، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "تأكيده" أن الاجتماع سيتم الثلاثاء المقبل، في حين نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي أن اللقاء سيتم "مساء" (بتوقيت روسيا) على أن "يحدد الرئيسان المدة التي سيستغرقها".

ويأتي إعلان هذا الاجتماع الذي تحضر له موسكو وواشنطن منذ أيام عدة، في غمرة توتر بين روسيا والدول الغربية بشأن أوكرانيا.

ونفت موسكو مرارا أي نوايا عدوانية إزاء كييف، متهمة الدول الغربية بتكثيف "استفزازاتها"، وخصوصا عبر إجراء تدريبات عسكرية في البحر الأسود.

وأول أمس الجمعة، أكد بايدن أنه على "اتصال دائم" مع حلفاء الولايات المتحدة والأوكرانيين، وقال في البيت الأبيض "إنني أعد ما سيصبح، على ما أعتقد، مجموعة مبادرات ستكون الأكمل والأفضل ليصير من الصعب جدا جدا على بوتين أن يفعل ما يخشى الناس أنه يفعله".

توقعات

كما توقع بايدن إجراء محادثة مطولة مع بوتين، رافضا تحذيرات موسكو من أن نشر أسلحة أو قوات غربية في أوكرانيا هو خط أحمر بالنسبة لروسيا.

وقال الرئيس الأميركي في تصريحات للصحفيين مساء أول أمس الجمعة قبل مغادرته البيت الأبيض متوجها إلى منتجع كامب ديفيد الرئاسي بولاية ماريلاند الأميركية، "نحن على دراية بالتحركات الروسية منذ فترة طويلة، وتوقعاتي أنه ستكون هناك محادثة مطولة مع بوتين".

وعند سؤاله حول تحذير بوتين من أن نصب أنظمة دفاع صاروخية أو اتخاذ تدابير مضادة في أوكرانيا سيمثل خطا أحمر للكرملين، قال بايدن إنه لا يحترم الخطوط الحمر لبوتين.

وتشير وكالة بلومبيرغ للأنباء إلى أن تصريحات بايدن تأتي في ختام يوم حافل ذكر فيه مسؤولون بالبيت الأبيض أن الإدارة الأميركية تدرس فرض عقوبات اقتصادية، وتقديم المساعدة الأمنية إلى كييف، وذلك ردا على حشد القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا.

وقد أثار هذا الحشد العسكري الروسي مخاوف الدول الغربية بشأن إمكانية قيام موسكو بغزو أوكرانيا.

U.S. Secretary of Defense Lloyd Austin visits Georgia
أوستن: هناك مجال كبير أمام الدبلوماسية والقيادة للعب دور في قضية أوكرانيا (رويترز)

تخطيط والتزام

وقال مسؤول بارز في إدارة الرئيس بايدن إن أجهزة الاستخبارات الأميركية توصلت إلى أن روسيا تخطط لشن هجوم على أوكرانيا في أقرب وقت العام المقبل، وذلك بمشاركة 175 ألف جندي روسي.

ومن جانبه قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن ملتزمة بضمان أن يكون لدى أوكرانيا ما تحتاجه لحماية أراضيها.

وأضاف أن هناك مجالا كبيرا أمام الدبلوماسية والقيادة للعب دور في قضية أوكرانيا.

كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد حذر نظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي من أن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة وثمنا باهظا" من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، إذا شنت هجوما آخر على أوكرانيا.

المصدر : وكالات