مفاوضات فيينا.. لجان العمل تبدأ اليوم مناقشة العقوبات المالية وكبير المفاوضين الإيرانيين: بداية الجولة الثامنة مشجعة

تبدأ اليوم الثلاثاء لجان العمل المشتركة مناقشة قضايا متعلقة بالعقوبات المالية على طهران، وذلك بعد انتهاء اليوم الأول من الجولة الثامنة في فيينا والتي وصف بدايتها كبير المفاوضين الإيرانيين بالمشجعة.

وانطلقت أمس في فيينا الجولة الثامنة من محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، وتناقش هذه المفاوضات رفع العقوبات، والتزامات إيران النووية، إلى جانب الضمانات بعدم انسحاب واشنطن مجددا من الاتفاق.

وقد شددت واشنطن على أن أولوية هذه المفاوضات هي العودة السريعة للالتزام الكامل بالاتفاق النووي.

بداية مشجعة

وعقب اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا أمس، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إن الجولة الحالية من المفاوضات تبحث رفع العقوبات وتقديم ضمانات لبلاده.

وأضاف باقري أن لجان العمل المشتركة ستبدأ الثلاثاء مناقشة قضايا متعلقة بالعقوبات المالية والمصرفية المفروضة على طهران، مشيرا إلى أن الجولة الثامنة بدأت بداية مشجعة.

وأضاف باقري بعد انتهاء اليوم الأول من الجولة أن الأطراف اتفقوا على وضع بند رفع العقوبات بشكل قابل للتحقق على رأس أجندة مفاوضات الجولة الحالية، بما في ذلك تقديم ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مستقبلاً.

من جانبه، قال المنسّق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا إن جميع الأطراف يظهرون "إرادة واضحة للعمل نحو نهاية ناجحة لهذه المفاوضات".

وأضاف مورا في تصريحات للصحفيين بعد بدء الجولة "إنها علامة جيدة للغاية… سنعمل بجدية كبيرة في الأيام والأسابيع المقبلة… سيكون الأمر شاقا".

وأوضح بعد الاجتماع أن المفاوضين سيعملون طوال الأسبوع لكنهم سيتوقفون من الجمعة إلى الأحد لأسباب لوجستية، وقال إنهم يتوقعون استئناف العمل الإثنين المقبل.

من جهته، قال السفير الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف الذي يرأس وفد بلاده في المفاوضات إن الوفود "اتفقت خصوصا على تكثيف عملية الصياغة من أجل الوصول إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن".

وكان أوليانوف قد قال في وقت سابق الاثنين إن هذه "من المحتمل أن تكون الجولة الأخيرة للمفاوضات".

الضمانات

وقبل ساعات من استئناف لقاءات التفاوض في فندق "باليه كوبورغ"، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "جدول الأعمال هو مسألة الضمانات والتحقق" من رفع العقوبات الأميركية بحال العودة للاتفاق، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" الإثنين.

وأضاف أن الأهم بالنسبة إلى طهران هو الوصول إلى نقطة يمكنها من خلالها التحقق من أن النفط الإيراني سيباع بسهولة ومن دون أي حدود، وأن الأموال لقاء هذا النفط ستحوّل بالعملات الأجنبية إلى حسابات مصرفية تابعة لإيران، وأنه سيمكنها الاستفادة من كل العوائد الاقتصادية في قطاعات مختلفة.

وعقدت وفود طهران وموسكو وبكين اجتماعا مشتركا "لمقارنة الملاحظات قبل البداية الرسمية للجولة الثامنة"، وفق ما أورد رئيس الوفد الروسي ميخائيل أوليانوف.

رفع العقوبات

وقبل ساعات من استئناف لقاءات التفاوض في فندق "باليه كوبورغ"، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن أي اتفاق قادم بشأن برنامج إيران النووي يجب أن يضمن بيع إيران للنفط، والحصول على العائدات دون أي عوائق.

وكشف عبد اللهيان أن مفاوضات فيينا ستبحث "مسودة مشتركة" بشأن العقوبات والإجراءات النووية.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن الوفد الإيراني المفاوض سيركز على بحث مسودة رفع العقوبات في الجولة الثامنة من المفاوضات النووية في فيينا.

وأضاف زاده -خلال مؤتمر صحفي في طهران- أن أي اتفاق لا بد أن يتضمن ضمانات حقيقية لرفع العقوبات.

وأجرى الأطراف المعنيون 6 جولات من المباحثات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران الماضيين، قبل أن تعلّق لنحو 5 أشهر بعيد الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي انتهت بفوز إبراهيم رئيسي، ثم استُؤنفت بدءا من 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

تحذير أميركي وتهديد إسرائيلي

وحذّر المفاوض الأميركي روب مالي من أن الهامش الزمني لا يتعدى "بضعة أسابيع"، ومن حدوث "أزمة" في حال فشل الجهود الدبلوماسية.

وكانت تقارير صحفية غربية أفادت بأن إسرائيل -المعارِضة بشدة للاتفاق النووي- أطلعت واشنطن على معلومات استخبارية تفيد بنيّة إيران رفعت التخصيب الى 90% ، وهي النسبة التي يمكّن بلوغها استخدام اليورانيوم المخصّب لأغراض عسكرية.

وجدد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد التأكيد الاثنين أن بلاده "لن تسمح لإيران بأن تصبح دولة عند العتبة النووية".

وأضاف أمام جلسة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست "بالتأكيد نفضّل التحرك من خلال التعاون الدولي، لكن إذا لزم الأمر، سندافع عن أنفسنا بأنفسنا".

المصدر : الجزيرة + وكالات