وصوله مسألة وقت.. لا حديث يعلو على "أوميكرون" في أميركا

واشنطن- بعد عطلة امتدت 4 أيام بسبب عيد الشكر ومع عودة الملايين لأعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم ينتشر الفزع بين الأميركيين من متحور "أوميكرون" (Omicron).

وتتوجس الأوساط الأميركية المختلفة -سواء الاقتصادية أو التعليمية- من تبعات انتشار وتفشي "أوميكرون"، وما قد يتبع ذلك من احترازات ضرورية بدأت في جانب منها بحظر دخول مواطني بعض الدول، وسط مخاوف من حدوث إغلاقات مشابهة لما تشهده العديد من الدول الأوروبية في الوقت الراهن.

وسيتلقى الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الاثنين إحاطة من أعضاء فريقه الرئاسي لمواجهة فيروس "كوفيد-19" تتركز حول آخر التطورات المتعلقة بمتغير متحور أوميكرون، ويعقب ذلك إلقاء الرئيس بايدن كلمة لإطلاع الشعب الأميركي على مستجدات هذا المتحور.

انتهاء عطلات عيد الشكر

يعود ملايين الأميركيين اليوم إلى أماكن عملهم وللمدارس والجامعات بعد انتهاء عطلة عيد الشكر، حيث يسافر الملايين منهم بالطائرات للاحتفال بعدما تردد الكثير منهم في مشاركة عائلاتهم الاحتفال العام الماضي بسبب احترازات وإغلاقات انتشار فيروس "كوفيد-19".

ويعد عيد الشكر من أهم الأعياد التي يتجمع فيها كل الأميركيين بعيدا عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية، وهو ما يتسبب في ازدحام كبير نتجت عنه مخاوف كبيرة من انتشار وتفشي فيروس "كوفيد-19" بصورة مماثلة لارتفاع نسب الإصابات التي شهدتها الولايات المتحدة في فترة نهاية العطلة الصيفية في أغسطس/آب الماضي.

وتخشى السلطات أن يتبع تجمعات العائلات وازدحام المطارات والقطارات بالمسافرين وازدحام يوم "الجمعة السوداء" في المتاجر بدء موجه جديدة من ارتفاع نسب الإصابة بفيروس "كوفيد-19".

مسألة وقت

على الرغم من عطلة يوم الأحد تلقى الرئيس بايدن أمس الأحد من كبار أعضاء فريق مواجهة انتشار وتفشي فيروس "كوفيد-19" تقديرات مبدئية متفاوتة حول خطورة المتحور أوميكرون وقدرة اللقاحات المعتمدة على مواجهته، وذلك على الرغم من عدم إعلان الجهات الأميركية المختصة عن اكتشاف أي إصابات بهذا المتحور بعد.

من جانبه، أكد الدكتور أنتوني فاوتشي كبير أطباء الأمراض المعدية في البلاد وكبير المستشارين الطبيين للرئيس جو بايدن أمس أنه من المؤكد أن تكون هناك حالات في مرحلة لاحقة ما داخل الولايات المتحدة للمتحور أوميكرون.

وفي مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" (ABC) حذر فاوتشي الأميركيين من مغبة الاستهتار بمتحور أوميكرون، حتى بين من تلقوا اللقاحات.

وقال فاوتشي "كما نعلم جميعا أنه عندما يكون لديك فيروس وصل بالفعل إلى دول متعددة فإن وصوله للأراضي الأميركية يصبح حتميا، والسؤال الأهم هو: هل سنكون مستعدين لذلك؟".

وشدد على أن الكثير من الاستعداد لمواجهة متحور أوميكرون يشبه تلك الاحترازات التي اتبعت مع المتحور دلتا.

لكن مدير المعهد الوطني للصحة الدكتور فرانسيس كولينز أكد في لقاء له مع شبكة "سي إن إن" (CNN) أنه "لا يوجد سبب للذعر حتى الآن".

وقال إنه يعتقد أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالفعل سيكونون على الأرجح على ما يرام، بيد أنه من المحتمل أن يحتاج العلماء إلى أسبوعين أو 3 أسابيع للخروج بتقدير أكثر دقة.

وحث كولينز الأميركيين على ضرورة الحصول على التطعيم، وأولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل الحصول على الجرعات المعززة.

وحتى نهاية الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني تلقى 55% أو 182 مليون أميركي لقاح "كوفيد-19″، في حين تلقى 231 مليون أميركي (69.7%) جرعة واحدة على الأقل، في وقت بلغ فيه إجمالي عدد المصابين بالفيروس أكثر من 48 مليون شخص، توفي منهم ما يزيد على 777 ألفا.

مخاوف اقتصادية

وقد شهدت أسواق المال الأميركية انخفاضات هي الأكبر هذا العام يوم الجمعة الماضي بسبب تزايد المخاوف من تبعات متحور أوميكرون.

وانخفضت مؤشرات بورصة "وول ستريت" (Wall Street) في نيويورك بمعدل تخطى 2.5% ليصبح أكبر تراجع للأسواق المالية خلال هذه العام، وذلك على الرغم من عملها لنصف يوم فقط بسبب عيد الشكر.

كما انهارت أسعار النفط العالمية يوم الجمعة كذلك بما يقارب 13% بعد تجدد المخاوف من نتائج انتشار متحور أوميكرون على حجم الطلب العالمي، وسط مخاوف تضخم فائض المعروض العالمي من النفط والغاز خلال الأشهر القليلة القادمة.

بدء تقييد الدخول للولايات المتحدة

وابتداء من اليوم الاثنين ستحظر السلطات الأميركية دخول القادمين من دولة جنوب أفريقيا ومواطني 7 دول أخرى تقع في الجنوب الأفريقي، حيث تشير تقارير إلى أن جنوب أفريقيا هي مصدر المتحور أوميكرون.

ولم توقف شركات الطيران الثلاث التي تنقل المسافرين مباشرة وبلا توقف بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا رحلاتها بين الدولتين.

وأعلنت شركات طيران جنوب أفريقيا وشركتا دلتا (Delta) ويونايتد (United) الأميركيتان عن استمرار رحلاتها المباشرة بين مدن جوهانسبرغ وكيب تاون من جانب، وبين واشنطن ونيويورك وأتلانتا من جانب آخر، مع أخذ كل الاحترازات والاحتياطات الصحية الضرورية في الحسبان.