بيروت تعول على وساطة عربية لحل أزمتها مع الخليج.. وزير لبناني: خيار استقالة قرداحي سيبحث باليومين المقبلين

قال وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين إن طرح استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي هو أحد الخيارات، وسيتم بحثها خلال اليومين المقبلين، فيما ذكرت رئاسة الوزراء اللبنانية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيوفد وزير الخارجية القطري إلى بيروت للبحث عن سبل حل الأزمة اللبنانية الخليجية.

وذكر وزير البيئة اللبناني في نشرة سابقة للجزيرة أن بلاده بحاجة لإعادة بناء الثقة بينها وبين دول الخليج، مضيفا أن بلاده تعول على جهد عربي بهذا الشأن.

وكانت قناة "الجديد" اللبنانية قالت عبر موقعها الإلكتروني، أمس الأحد، إن الوزير قرداحي أكد لها أن "استقالته من الحكومة غير واردة"، من دون أي تفاصيل.

وكان وزير الإعلام اللبناني رفض تقديم استقالته عقب الأزمة الدبلوماسية التي خلقتها تصريحاته -في برنامج تلفزيوني تبثه شبكة الجزيرة- بشأن دور السعودية والإمارات في حرب اليمن ودفاعه عن الحوثيين.

وقبل تعيينه وزيرا (في سبتمبر/أيلول الماضي)، قال قرداحي في مقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس/آب الماضي وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن حرب اليمن "حرب عبثية" وإن "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".

Poster of Lebanese Information Minister George Kordahi is seen on a billboard in Sanaa, Yemen
لافتة ضخمة بأحد شوارع صنعاء تشيد بتصريح وزير الإعلام اللبناني الذي وصف فيه حرب اليمن بالعبثية (رويترز)

وعقب تصريحات قرداحي، طردت الرياض السفير اللبناني، وحظرت جميع الواردات اللبنانية احتجاجا على تعليقات الوزير اللبناني، وحذت البحرين والكويت حذوها، في حين سحبت الإمارات دبلوماسييها من بيروت، وحظرت على مواطنيها السفر إلى لبنان.

دور قطر

وقبل تصريحات الوزير ياسين بساعات، ذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن لقاء جمع أمير قطر ورئيس الوزراء ميقاتي اليوم على هامش مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو، حيث جرى البحث في العلاقات بين البلدين.

وأضاف بيان صادر عن المكتب الإعلامي لميقاتي أن الشيخ تميم قال إنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريبا لبحث السبل الكفيلة بدعم لبنان، ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية الخليجية.

وأضاف البيان أن ميقاتي شكر أمير قطر على موقفه الداعم للبنان.

COP26 World Leaders Summit
صورة نشرتها رئاسة الوزراء اللبنانية للقاء جمع ميقاتي مع أمير قطر على هامش قمة غلاسكو للمناخ في أسكتلندا (الأناضول)

كما التقى ميقاتي اليوم أيضا في مدينة غلاسكو الأسكتلندية نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.

وأعرب رئيس الوزراء اللبناني عن حرصه على العلاقة مع مجلس التعاون الخليجي وعلى العمل لمعالجة أي ثغرة تعتريها بروح الأخوّة والتعاون، حسب تعبير البيان الحكومي اللبناني.

وعلى هامش قمة المناخ في غلاسكو، بحث ميقاتي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال دعم الاتحاد الأوروبي للبنان والخطوات الحالية والمتوقعة في هذا الصدد.

كما عقد رئيس الحكومة اللبنانية اجتماعا مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، والتي قالت خلال الاجتماع إن الصندوق عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية.

 

الحكومة باقية

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن حكومته باقية بدعم دولي رغم الأزمة التي أثارتها تصريحات الوزير قرداحي، واستغرب ما وصفها بالقساوة من طرف الرياض.

وقال بوحبيب في مقابلة مع قناة "الجديد" اللبنانية أمس الأحد إن خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة اللبنانية للتعامل مع أزمة تصريحات قرداحي بشأن حرب اليمن "انتهى أمرها ولن تجتمع مجددا".

ورأى أن الأزمة أصبحت "أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان" بسبب عوامل خارجية وداخلية، وأضاف أن هناك "قساوة سعودية لا نتفهمها"، وأن المشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار، لكن لم يحدث بين البلدين حوار، وفق تعبيره.

موقف السعودية

في المقابل، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن ما حدث لا يمكن وصفه بالأزمة، وأوضح أن بلاده ترى أن التعامل مع الحكومة اللبنانية في الوقت الحالي "غير مثمر وفاقد للجدوى".

وتابع -في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" (CNBC) الأميركية بثت أمس الأحد- أن السعودية وصلت إلى "خلاصة مفادها أن التعامل مع حكومة لبنان الحالية ليس مثمرا مع استمرار حزب الله في الهيمنة على الساحة السياسية".

وأضاف الوزير السعودي "مع ما نراه تلكؤا من قبل الحكومة الحالية والقادة السياسيين اللبنانيين عموما في تطبيق الإصلاحات الضرورية وفي القيام بالإجراءات الضرورية لدفع لبنان في اتجاه تغيير حقيقي".

ومنذ عامين، يعاني لبنان من أزمة سياسية واقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية.

المصدر : الجزيرة + وكالات