قدر تكلفة غداء الأسرة بـ300 جنيه.. تصريح لمسؤول مصري يثير جدلا بمواقع التواصل

قفزت أسعار اللحوم والدواجن في مصر بنسبة 20 -30 بالمئة خلال الفترة الأخيرة / الجزيرة نت
أسعار اللحوم والدواجن في مصر قفزت بنسبة 20-30% مؤخرا (الجزيرة نت)

القاهرة- أثار تصور مسؤول مصري عن تكلفة وجبة غداء لأسرة مكونة من 4 أفراد وتحتوي على كيلو واحد من اللحوم إلى جانب بعض الأرز والخضروات والخبز، ردود فعل واسعة في الشارع المصري وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ففي معرض إجابته عن تكلفة وجبة غداء واحدة، قال مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، في مداخلة هاتفية لبرنامج "على مسئوليتي" على فضائية "صدى البلد" ليلة الأحد، "تتكلف الوجبة نحو 300 جنيه" أي نحو 19 دولارا، وهو ما دفع المذيع أحمد موسى الذي يعد أحد أقرب الإعلاميين للسلطة للرد قائلًا: "يبقى الأسرة تأكل مرة واحدة في الشهر".

وفيما تبدو محاولة لتبني خطاب الشارع المتململ من غلاء أسعار الغذاء بشكل كبير، نشر موقع القناة المداخلة تحت عنوان "مواجهة قوية بين أحمد موسى ونائب وزير الزراعة عن ارتفاع الأسعار".

حديث المسؤول المصري عن تكلفة وجبة واحدة فقط في اليوم دون أي مصروفات أخرى تتعلق بالصحة والسكن والتعليم والمواصلات والترفيه إلى آخره دفع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى الإشارة إلى أن الرقم الذي ذكره نائب الوزير يعني أن الأسرة المصرية تحتاج دخلا لا يقل في المتوسط عن 9 آلاف جنيه شهريا من أجل وجبة واحدة، في حين أن الحد الأدنى للأجور 2400 جنيه فقط (نحو 153 دولارا).

وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2019-2020، يبلغ متوسط دخل الفرد السنوي في مصر نحو 17 ألف جنيه بالمناطق الريفية تنخفض في المدن إلى نحو 14 ألفا.

ولذلك فإن تصريحات نائب وزير الزراعة، بحسب عدد من المغردين والنشطاء، كشفت حجم الهوة بين المواطن العادي البسيط، والمسؤولين، وأثارت ردود فعل ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأشعلت التصريحات حسابات بعض المتفاعلين مع تكلفة الوجبة البالغة 300 جنيه، وبدأت عمليات الضرب والطرح والقسمة، وتبارى البعض في تقديم تصوره الشخصي عن التكلفة الشهرية والسنوية للوجبات والمصروفات والالتزامات.

وشهدت الفترة الماضية ارتفاعا واضحا في أسعار الكثير من السلع دفعت صحفا ومواقع إلى نشر موضوعات تتحدث عن أوصاف مثل "جنون الأسعار" و"قفزات جنونية" خصوصا فيما يتعلق بأسعار اللحوم والأسماك والبيض، حيث بلغت نسبة الزيادة بين 20 و30% خلال الأسابيع الماضية، انضافت إلى زيادات أخرى منذ مطلع العام الجاري.

وقفز سعر كيلو الدواجن الحية بالأسواق إلى 35 جنيها، بينما وصل سعر كيلو صدور الدجاج المخلي 100 جنيه، وسجل سعر طبق البيض نحو 60 جنيها في بعض المناطق.

وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء، بنحو 20 و30 جنيهًا خلال شهر، ليصل إلى نحو 160 جنيها في المناطق الشعبية تزيد إلى 180 جنيها في المناطق الراقية.

 

وحسب صحف محلية، فقد أرجع عدد من المسؤولين والتجار والمنتجين هذه الزيادات المتتالية في الأسعار إلى ارتفاع أسعار الغذاء والأعلاف عالميا 30%، وكذلك عمليات النقل، وتستورد مصر حوالي 80% من الذرة والفول الصويا المستخدمة في علف الدواجن والحيوانات.

كذلك ارتفعت أسعار الحبوب والسكر والدقيق والزيوت متأثرة بارتفاع الأسعار العالمية وزيادة تكاليف الإنتاج والشحن، وقال حسن الفندي عضو غرفة الصناعات الغذائية إن أسعار السكر تشهد زيادة كبيرة بنحو أكثر من 3 آلاف جنيه للطن، حيث ارتفع إلى نحو 1050 جنيها.

وكان وكلاء لعدد من شركات مطاحن الحبوب في مصر، صرحوا للجزيرة نت، بأن أسعار الدقيق في ارتفاع مستمر بشكل ملحوظ منذ أغسطس/آب الماضي، حيث قفزت بأكثر من 25%، ويتراوح سعر الطن ما بين 7 آلاف جنيه و9 آلاف جنيه للطن الواحد بحسب النوع والجودة.

غلاء مستمر

زيادة اعتماد مصر على الواردات الغذائية، وعدم الاكتفاء الذاتي، يجعلها عرضة لهزات قوية وتقلبات شديدة في الأسعار، وسوف يترتب على ارتفاع أسعار الغذاء ارتفاع فاتورة واردات الدول، بحسب تقرير للمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية.

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار المواد الغذائية الدولية بنحو 45% خلال العامين الجاري والمقبل، منها 25% خلال العام الجاري، و20% خلال العام المقبل، ويعني ذلك زيادة تضخم أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية.

وانعكس ارتفاع أسعار السلع الغذائية بالفعل على معدلات التضخم في مصر التي تستورد أكثر من 60% من احتياجاتها، وزاد معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية بنسبة 8% لشهر سبتمبر/أيلول الماضي مقابل 3.3% للشهر ذاته من العام السابق 2020، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وفي محاولة لتهدئة الرأي العام وطمأنته، قالت الحكومة المصرية إنه لا صحة لوجود نقص في السلع الغذائية الأساسية بأي من الأسواق على مستوى الجمهورية، مشددةً على توافر كافة السلع الغذائية الأساسية بشكل طبيعي.

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي