العراق.. المعترضون على نتائج الانتخابات يعلنون مطالبهم ويحذرون من مآلات "أخطر" والصدر يرفض التدخل الخارجي

دعت قوى سياسية عراقية رئيس الجمهورية برهم صالح إلى التدخل لتجنيب البلاد مآلات "أخطر" على خلفية أزمة نتائج الانتخابات البرلمانية، وطالبت بإعادة الفرز اليدوي في جميع المراكز بالاقتراع الذي أجري في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

جاء ذلك في بيان أصدره مكتب زعيم ائتلاف "دولة القانون" رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي باسم "القوى الوطنية المعترضة على نتائج الانتخابات"، عقب اجتماع عقد أمس الأحد في مكتب الائتلاف ببغداد.

وأكدت هذه القوى -في أول بيان يصدر باسمها- أنها اتفقت على تأكيد رفضها لما أعلن من نتائج ورفضها طريقة مفوضية الانتخابات "الانتقائية" في التعامل مع الطعون القانونية.

وطالب المعترضون المفوضية "بالنظر بجدية في جميع الطعون المقدمة لها وإجراء العد والفرز اليدوي الشامل ولجميع المحطات وبشفافية كاملة وتصحيح الأخطاء التي رافقت عملية احتساب الأصوات وإعلانها"، وفق البيان.

ودعوا رئيس الجمهورية برهم صالح إلى "التدخل باعتباره حاميا للدستور لمنع اتجاه الأحداث نحو ما هو أخطر".

أبرز المعترضين

ومن أبرز المعترضين على نتائج الانتخابات تحالف "الفتح"، وهو مظلة سياسية لفصائل شيعية عديدة خسرت الكثير من المقاعد، وكذلك تحالف "قوى الدولة" الذي يقوده زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.

وكانت القوى المعترضة قد حذرت الأسبوع الماضي من أن المضي بهذه النتائج "يهدد السلم الأهلي"، وهو ما أثار مخاوف من احتمال اندلاع اقتتال في البلاد.

وحسب النتائج الأولية، جاءت "الكتلة الصدرية" الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في المرتبة الأولى بـ73 مقعدا من أصل 329.

الكتلة الموالية لمقتدى الصدر حلت في المركز الأول بـ73 مقعدا (رويترز)

من جهتها، تقول المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إنها مستمرة في النظر بالطعون التي قدمتها الأطراف المعترضة على النتائج، وإن هذه الطعون سترسل مع التوصية إلى الهيئة القضائية لمفوضية الانتخابات للبت فيها وفق القانون.

وأضافت المفوضية في بيان أنها ستعلن النتيجة النهائية بعد انتهاء إجراءات العد والفرز اليدوي في الدوائر التي تحوم شكوك حول صحة نتائجها.

وأوضحت أنها ستبدأ إجراءات العد والفرز اليدوي للدوائر المطعون فيها، ابتداء من محافظة نينوى، واعتبارا من يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وستليها بقية المحافظات وفق جدول زمني تم إعداده مسبقا وبحضور ممثلي الكيانات السياسية.

اعتصام المنطقة الخضراء

في تلك الأثناء، واصل أنصار الفصائل المعترضة على نتائج الانتخابات اعتصامهم أمام المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد لليوم السادس على التوالي، بينما يسود ترقب لما بعد انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي منحتها اللجنة التنظيمية للاعتصام لمفوضية الانتخابات لاستعادة ما وصفته بالأصوات المسروقة.

من جهته، جدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفضه تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية للبلاد، مهددا باللجوء إلى الطرق الدبلوماسية الدولية لمنع ذلك.

وقال الصدر -الذي تقدمت كتلته على جميع الكتل المتنافسة في الانتخابات- في بيان وزع على الصحفيين أمس الأحد، إن سياسة العراق في التعامل مع دول الجوار في المرحلة المقبلة تقوم على أساس عدم تدخل هذه الدول في شؤونه الداخلية وعدم تدخله في شؤونها، وتفعيل العلاقات الثنائية في جميع المجالات الأمنية والتجارية والدبلوماسية.

وشدد على أن العراق سيعمل على حماية الحدود والمنافذ والمطارات، وقال إن صدور أي ردود فعل مما يعد مساسا بالسيادة العراقية سيكون بابا لتقليص التمثيل الدبلوماسي أو غيره من الإجراءات الصارمة المعمول بها دوليا وإقليميا.

المصدر : الجزيرة + وكالات