وزير التعليم المصري: الحكومة لديها أولويات أخرى ونحتاج أموال الدروس الخصوصية

وزير التعليم المصري طارق شوقي
وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي (مواقع التواصل)

القاهرة – مع تواصل حالة الغضب في مصر بسبب المظاهر السلبية التي شهدها اليوم الأول من الدراسة في مصر والهجوم الشديد الذي شنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي على وزارة التربية والتعليم، ووزيرها طارق شوقي، حرص الوزير على الدفاع عن نفسه وعن وزارته عبر مداخلة طويلة مع الإعلامي -المقرب من السلطة- عمرو أديب عبر برنامجه "الحكاية"، المذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر" (MBC مصر) المملوكة للسعودية.

المكالمة شهدت دفاع الوزير عن وزارته وعن الحكومة التي قال إنها مثقلة بالأعباء، كما حرص على إلقاء اللوم على إرث سابقيه، وشن هجوما على أهالي الطلاب، وإصرارهم على صرف أموالهم على الدروس الخصوصية، تلك الأموال التي لو حصلت عليها الوزارة لأمكنها حل أزمة المعلمين، على حد قوله.

وشهد أمس الاثنين عدة مشاهد أغضبت المصريين، وتسببت في شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي موجات من النقد والهجوم الشديد على وزارة التربية والتعليم والعاملين بها في اليوم الأول لبدء الدراسة في المدارس المصرية، لدرجة دعت الوزير طارق شوقي للرد عبر تصريح وصف فيه مواقع التواصل بأنها "مكان ملوث ومؤذ".

 

إرث ثقيل

وزير التربية والتعليم المصري، طارق شوقي، ألقى باللوم على سابقيه في الزحام الشديد التي تشهده المدارس، ووصول كثافة الطلاب في بعض فصول المدارس إلى 100 طالب أو أكثر، وقال إن الوزارة ترث عجزا قدره 250 ألف فصل منذ عام 2017، وأنها تجتهد لحل مشكلة الكثافة داخل الفصول.

وقال شوقي -خلال المداخلة الهاتفية- إن تكلفة بناء الفصل الواحد نصف مليون جنيه، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب وجود أراضي متاحة وجاهزة للاستخدام و3 أعوام لبناء الفصول المطلوبة، على حد قوله.

ولفت الوزير إلى أن المنظومة التعليمية يضاف إليها كل عام 800 ألف طفل يحتاجون 28 ألف فصل في العام، قائلًا إن الوزارة تنفذ 14 ألف فصل كل عام، إضافة إلى الإحلال والتجديد والصيانة للفصول الموجودة.

أولويات الحكومة

المثير أن الوزير طارق شوقي دافع -خلال مداخلته مع عمرو أديب- عن عدم ضخ الدولة المبالغ اللازمة لسد الفجوة، في ظل الموازنات المطلوبة لتوفير عدد هائل من المستشفيات والتأمين الصحي للمواطنين، بالإضافة إلى فواتير اللقاح والأطباء والمحتوى الرقمي والتابلت وغير ذلك من التزامات الدولة.

وأكد أن تحميل موازنة الدولة 150 مليار جنيه أمر صعب، والمسألة ليست بالبساطة التي يراها العامة -على حد وصفه- مشيرا إلى أن الحكومة هي التي تحدد الأولويات.

أموال الدروس

وحسب وزير التربية والتعليم المصري، فإن فريقا من "جامعة كامبريدج" (Cambridge University) رصد حالة التعليم في مصر وقارن بين ما تنفقه الحكومة على التعليم وما ينفقه المواطنون، وخلص إلى أن المواطنين ينفقون على الكتب الخارجية والدروس الخصوصية 48 مليار جنيه.

وأوضح الوزير أن تعيين 30 ألف معلم يكلف خزينة الدولة مليار جنيه، مشيرا إلى أن الوزارة لو أنفقت 10 مليارات جنيه من أموال الدروس التي يقوم الأهالي بدفعها كل عام، ستقوم بتعيين كل ما تحتاج من معلمين.

ربط الكتب بالمصروفات

وحول إصرار الوزارة على ربط حصول الطلاب على الكتب المدرسية بدفع المصروفات، قال شوقي إن الوزارة تفرض مصروفات متواضعة للغاية على طلاب المدارس الحكومية، بمثابة رسوم لدفع التأمين الصحي للطلاب وتقديم بعض الأنشطة والخدمات لهم، مؤكدا أن تكلفة الخدمة التي يحصلون عليها تصل إلى 12 ألف جنيه.

وأشار الوزير إلى أن 65% من الطلاب ضمن 14 فئة معفاة من دفع المصروفات، لافتا إلى أن 35% فقط من الطلاب خارج تلك المجموعة ومطالبون بدفع 300 جنيه في العام، مشيرا إلى أنه لا يتم تحصيل سوى على 10% من المصروفات، فكان لا بد إما ربطها بالكتب أو حجب النتيجة عن غير المسددين للمصروفات.

واستنكر شوقي رفض المواطنين دفع مصروفات المدارس في الوقت الذي يدفعون فيه مقابل الدروس الخصوصية والكتب الخارجية.

سلوكيات الأهالي

انتقد وزير التربية والتعليم تصرفات أولياء أمور الطلاب التي قال إنها تتسبب في حالة من الفوضى بالمدارس، خلال حجز أماكن لأبنائهم للجلوس في الصف الأول (داخل غرفة الدراسة)، مؤكدا أنه لم ير مشهدا مماثلا في حياته سواء في مصر أو خارجها.

وأكد شوقي حقه -بصفته وزيرا- في الدفاع عن موظفي المدارس، وشدد على أهمية وجود تقديس لحرم المدرسة وعدم حدوث تلك المظاهر مرة أخرى.

وذكر الوزير أن وزارة التربية والتعليم بصدد منع دخول الأهالي إلى كل المدارس المصرية احترامًا للعملية التعليمية وهيئة التدريس وحفاظا عليهما، موضحًا أن الوزارة ستحدد آلية لذهاب أولياء الأمور إلى المدرسة بشكل منظم.

مؤامرة مدفوعة

واتهم الوزير المصري جهة لم يسمها بدفع أموال لنشر صورة "جلوس الطلاب على الأرض" في محافظة القليوبية مما أدى إلى انتشارها بعد الواقعة بساعة في العديد من المواقع الإخبارية.

وأوضح الوزير أن ما حدث كان في فصل واحد من مليون فصل، مؤكدا أن الوزارة تمكنت من حل المشكلة خلال 8 ساعات وتغيير مدير المدرسة وإجراء التحقيقات وتوفير مقاعد ملائمة للطلاب.

وأضاف الوزير أن ما وصفه بالسيناريو الخاص بنشر صور كثافة الطلاب وعجز المعلمين من العجائب المتكررة التي تشهدها مصر في بداية العام الدراسي، على حد قوله.

استمرار الهجوم

تصريحات الوزير لم تنجح في إيقاف موجة الانتقادات التي تتعرض لها وزارة التربية والتعليم والوزير كونه المسئول الأول عن العملية التعليمية بعيدا عن الأعذار التي يبديها.

إذ أكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على سوء إدارة طارق شوقي والعاملين بالوزارة للعملية التعليمية، وطالبوا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإقالة الوزير.

في المقابل، أكد فريق آخر أن الوزير يتعامل في بيئة صعبة ويواجه مقاومة شديدة من الأعداء وعلى رأسهم مافيا الدروس الخصوصية وأصحاب المدارس الخاصة، ويعوم ضد عشرات التيارات المختلفة والرافضة للنظام حفاظا على مكاسبهم.

المصدر : الإعلام المصري + مواقع التواصل الاجتماعي