التقى زعماء وشارك بمؤتمرات دولية.. أسبوع حافل لشيخ الأزهر في الفاتيكان

شيخ الأزهر أحمد الطيب يلقي كلمة أمام المؤتمر السنوي "الدعاء من أجل السلام" (الصفحة الرسمية للأزهر)

القاهرة – في الوقت الذي تتعرض فيه مؤسسة الأزهر بمصر لحملات إعلامية بين الحين والآخر تحت شعار تجديد الخطاب الديني، شهد الأسبوع الماضي نشاطا خارجيا مكثفا لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تركز حول السلام العالمي والتعايش بين الأديان.

وكانت أبرز لقاءت شيخ الأزهر في الفاتيكان، حيث شارك في العديد من الأنشطة على رأسها قمة قادة الأديان بشأن المناخ والتعليم، والاجتماع الدولي "الدعاء من أجل السلام" في العاصمة الإيطالية روما، كما أنه أجرى للمرة الأولى حوارا مع إذاعة الفاتيكان.

كما أجرى شيخ الأزهر لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية الأوروبية والدولية، على رأسها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

حوار إذاعي مع الفاتيكان

وفي حواره الذي أذيع مساء أول أمس الجمعة مع إذاعة الفاتيكان، تناول الطيب تاريخ العلاقات بين الأزهر والفاتيكان وفترات توقفها وأسباب عودتها، ومبادرات الأزهر للحوار مع الفاتيكان.

وخلال الحوار، أوصى شيخ الأزهر كل من يريد أن يتعرف إلى تفاصيل القصة الكاملة بقراءة كتاب "الإمام والبابا والطريق الصعب" (كتبه القاضي محمد عبد السلام المستشار السابق لشيخ الأزهر)، كما تحدث عن تأثير نشأته في الأقصر على مسيرته الشخصية وطريقة قيادته للأزهر وسر تمسكه بالحوار مع أتباع الرسالات السماوية.

كما تحدث الطيب عن حقوق المرأة في الإسلام، والفرق بين الحقوق التي كفلها لها الإسلام في ظل بيئة يُشكل الدّين فيها أساسا لا يهتزّ في بناء ثقافتها وأنماط حياتها، وبين حقوق صاغتها حضارات معاصرة وأعطتها للمرأة بعد ما ضربت بأخلاق الدّين ومشاعر الفطرة الإنسانية عرض الحائط.

هجوم على سياسات كورونا

وحضر الطيب الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي لجمعية "سانت إيجيديو" (Sant’Egidio) المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما تحت عنوان "الدعاء من أجل السلام"، بحضور بابا الفاتيكان، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وعدد من قادة الأديان وممثليها.

وتحدث الطيب خلال الجلسة عن جائحة كورونا، وقال إنه مع أزمات المناخ وجائحة كورونا، والرّعب الذي عانته ولا تزال تعانيه كلّ أسرة، "توقّعنا أن يُهرع العالم بأسره إلى الاعتصام بالسماء ورحمتها الواسعة التي تجيب دعاء المضطرين، وتكشف كرب المكروبين، جنبا إلى جنب اعتصامهم بمصانع الأدوية، وتوفير اللقاح والأمصال الواقية من هذا الوباء الخطير".

وانتقد الطيب السياسات العالمية إزاء جائحة كورونا التي يرى أنها لا تُشير إلى أن وعيا حقيقيا بضرورة الالتجاء إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء، كما أن إنتاج اللقاح وفلسفة توزيعه على المستحقين لم يكن أي منهما على مستوى المسؤولية الإنسانية، كما أن الخلل الفادح في نظام التوزيع أدى إلى حرمان قارات بأكملها من الحصول على هذه اللقاحات.

وأكد شيخ الأزهر أن هذه الأزمة كشفت عن فقر شديد في مجال "الواجب والضمير والمسؤولية"، ارتكس فيه عالمنا المعاصر رغم الجهود التي تضطلع بها المؤسسات الدينية في العالم، ورموزها وقادتها لتعزيز فلسفة التعاون وتبادل الخير بين الناس، وتقديم مصالح المجموع على مصالح الأفراد.

 

انتقادات بسبب كشمير

لقاءات شيخ الأزهر الأخيرة، لم تحمه من انتقادات وجهها له رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عدم حديثه عن العنف والمجازر التي يواجهها المسلمون في الهند خلال الأيام الأخيرة.

وأكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أهمية أن يستغل شيخ الأزهر مكانته الكبيرة، وعلاقاته الدولية الواسعة، في الوقوف بجانب المسلمين في كشمير، والدفاع عنهم في مواجهة الاعتداءات التي يلاقونها، والتي أدت إلى مقتل الكثيرين.

يأتي ذلك في الوقت الذي شنت وسائل إعلام مصرية مؤخرا حملات انتقاد واسعة ضد الأزهر وبعضها تعرض لشيخ الأزهر نفسه، بسبب ما وصفتها عدم قيام الأزهر بدوره في تجديد الخطاب الديني ومواجهة الأفكار المتطرفة.

وتكررت الحملات الإعلامية ضد الأزهر في أوقات سابقة، خاصة مع رفض الأزهر إقرار الطلاق الشفهي على عكس رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي كررها مرات عدة.

ومنتصف سبتمبر/أيلول الماضي وخلال إطلاق "الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان"، أعاد السيسي التذكير بقضية الطلاق الشفهي، مؤكدا أن القانون يتيح له تمرير القرار، لكنه لم يرد الصدام مع المؤسسة الدينية، ومشيرا إلى أن تلك الأمور تحتاج المزيد من الوقت لإقناع المجتمع بها.

وسبق أن تجادل الرجلان على الهواء مباشرة قبل عامين خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، عندما دافع الطيب عن السنة النبوية وهاجم المشككين فيها، ليرد عليه السيسي بطريقة غير مباشرة بقوله "من أساء إلى الإسلام أكثر؛ الدعوة إلى ترك السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن فقط، أم الفهم الخاطئ والتطرف الشديد؟".

المصدر : الجزيرة