واشنطن بوست: نهاية ترامب تدنو بسرعة على وقع توبيخ لاذع

أنصار ترامب لدى اقتحامهم مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن (الأوروبية)

اعتبرت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) أن فترة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بلغت الآن -بعد حادث اجتياح مبنى الكونغرس- آخر فصولها، متسائلة في أي ظروف سيغادر ترامب البيت الأبيض؟ وكيف سيزيد هذا الرحيل إرثه الملوث أصلا طوال السنوات الأربع الماضية قبحا؟

وذكرت الصحيفة -في تحليل لكبير مراسليها دان بالز- أن نهاية ترامب باتت تقترب بطرق لم يكن يتخيلها قبل أعمال الشغب التي حدثت من قبل مناصريه الأربعاء الماضي في الكابيتول (مبنى الكونغرس)، في ظل دعوات من أطراف عدة -بينهم محافظون- لاستقالته من منصبه.

وأكدت أن أعضاء من حكومته وموظفين بالبيت الأبيض تخلوا عنه، رغم أن الأوان قد فاتهم على الأرجح للإفلات من تداعيات الوقوف إلى جانبه لفترة طويلة، كما حظر موقع تويتر حسابه الرسمي بشكل دائم مخافة تسببه في مزيد من التحريض على العنف، وحرمه من منصته المفضلة لبث الرسائل النارية وإطلاق الهجمات على خصومه.

والأخطر من ذلك أنه يواجه الآن احتمال محاكمته للمرة الثانية أمام أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين، بقيادة رئيسة المجلس نانسي بيلوسي، وهو مصير -إن حدث- سيجعل منه رئيس الولايات المتحدة الوحيد الذي يحمل "وصمة العار" هذه على جبينه للأبد.

وفي ظل عدم مبادرته بالاستقالة وغياب أي تحرك لعزله من قبل نائبه مايك بنس بموجب الفصل 25 من الدستور -وهو أمر لم يبد الأخير أي حماسة بشأنه- قد تتخذ إجراءات مساءلة ترامب نسقا سريعا، خاصة أن فكرة المساءلة برمتها انتقلت في غضون أيام قليلة من مشاورات أولية إلى احتمال اتخاذ إجراء محتمل أوائل الأسبوع المقبل إن لم يستقل الرئيس.

وترى الصحيفة أن دور ترامب في تأجيج الحشود التي غزت ثم دنست مبنى الكابيتول، الرمز الأكثر وضوحا للديمقراطية الأميركية، ترك الرئيس مع القليل جدا من المدافعين والحلفاء في الكونغرس.

كما أن علاقته بنائبه مايك بنس تدهورت كثيرا فقط لأن الأخير فعل الشيء "الصحيح" و"المحدد دستوريا" بعدم تدخله في عد أصوات المجمع الانتخابي التي أفرزت فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، وهو أمر يبدو أن ترامب لم يستطع استيعابه، خاصة أن غياب الالتزام بالدستور كان سمة وعيبا مستمرين خلال فترته الرئاسية.

وتؤكد واشنطن بوست أن اعتبارين أساسيين يبرران المساعي والتحركات الأخيرة لإجبار ترامب على التنحي، هما الخطر الواضح والقائم الذي قد يشكله بمواقفه وتصرفاته، ثم تجنب أي ضرر إضافي قد يحدثه رئيس هش بشكل مزاجي خلال أيامه الأخيرة في السلطة.

وتختتم الصحيفة بأن مساعي تنحية الرئيس أو غيابها سيكون لهما عواقب، والشيء الأكيد أن الوقت بات قصيرا جدا قبل إسدال الستار نهائيا على فترته الرئاسية، كما أن مسؤوليته في أحداث اجتياح مبنى الكابيتول لا يمكن إنكارها، ومهما كانت الطريقة التي سيغادر بها ترامب المشهد فإن شبح أيامه الأخيرة في البيت الأبيض سيبقى يطارده إلى الأبد.

المصدر : واشنطن بوست