تسميم المعارض الروسي نافالني.. موقف مهادن لترامب وموسكو تتحدى تهديد الغرب بالعقوبات

An ambulance transporting Russian opposition leader Alexei Navalny drives out of a hospital in Omsk
نافالني خلال إجلائه من مدينة أومسك بسيبيريا نحو ألمانيا لعلاجه (رويترز)

تبنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفا أقل تشددا و"مهادنا" بشأن تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني بغاز الأعصاب، في حين تحدت روسيا تهديد دول غربية بفرض عقوبات عليها.

فخلال مؤتمر صحفي في واشنطن أمس، قال ترامب إنه لم يطلع بعدُ على الأدلة التي أعلنت عنها ألمانيا بشأن تسميم نافالني (44 عاما) الذي يُعالج في أحد مستشفيات ببرلين بعد إجلائه يوم 22 من الشهر الماضي بالطائرة من مدينة أومسك في سيبيريا.

وأضاف أنه يعتقد أن ما حدث لنافالني كان فظيعا ومأساويا، مشيرا إلى أنه سيكون غاضبا جدا إذا تأكد تسميم المعارض الروسي.

ورغم أنه قال إنه سيغضب إذا تأكدت عملية التسميم، ووعد بأن بلاده ستدرس هذا الملفّ بجدية بالغة، فإنه في المقابل دعا إلى التركيز على الصين وليس على روسيا.

وبدا موقف الرئيس الأميركي أقل قوة من الموقف الذي كانت عبرت عنه أمس الخارجية الأميركية عقب إعلان ألمانيا الأربعاء أن لديها أدلة قاطعة على أن نافالني تعرض للتسميم بغاز "نوفيتشوك" للأعصاب الذي تنتجه روسيا.

وقد أبلغ ستيفن بيغون، مساعد وزير الخارجية الأميركي، السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف أن استخدام موسكو سلاحا كيميائيا هو انتهاك واضح لالتزاماتها المنصوص عليها في معاهدة الأسلحة الكيميائية.

رد دولي
وكان حلف شمال الأطلسي (ناتو) شجب أمس بشدة وبالإجماع الهجوم على المعارض الروسي بغاز الأعصاب نوفيتشوك.

وقال الحلف في ختام اجتماع عرضت خلاله ألمانيا أدلة على تسميم نافالني، إن الهجوم يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي ويستلزم ردا دوليا، داعيا روسيا إلى التحلي بالشفافية الكاملة، وطالبها بتقديم المسؤولين إلى العدالة.

وفي حين رفضت ألمانيا مناقشة قضية نافالني في إطار ثنائي مع موسكو واعتبرتها قضية تخص المجتمع الدولي، طالبت فرنسا وألمانيا مجددا روسيا بتفسيرات بشأن تسميم نافالني، وبمحاكمة المتورطين في الهجوم.

تحد وإنكار
وفي مقابل التأكيدات الغربية بتعرض أليكسي نافالني للتسميم، استمرت روسيا في الإنكار رغم أن دوائر أمنية روسية لم تستبعد فرضية التسميم بغاز نوفيتشوك.

ونفى المتحدث باسم الرئاسية الروسية ديمتري بيسكوف أمس أن تكون روسيا وراء ما جرى لنافالني الذي يعد أحد أشرس معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال بيسكون إنه تم التفكير منذ البداية في فرضية التسميم ولكن لم يثبتها الأطباء الروس.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تتعامل مع التصريحات الغربية بشأن نافالني بنوع من التشكيك، مضيفا أن لا شيء لدى موسكو تخفيه.

واتهم لافروف الغرب بطرح مطالب "متعالية"، وقال إن وزارة العدل الألمانيّة لم تتشارك حتى الآن أي معلومات مع المدعين الروس، مضيفا أن موسكو سترد حين تتلقى جوابا.

وفي الأيام الأخيرة، طرحت شخصيات مؤيدة للكرملين العديد من النظريات المفاجئة بما فيها احتمال أن يكون نافالني تعرّض للتسميم بأيدي الألمان أو أنه سمّم نفسه.

وفي السياق، اعتبر الخبير الروسي في علم السموم ألكسندر ساباييف أمس أن صحة نافالني -الذي يرقد حاليا في غيبوبة اصطناعية في مستشفى ألماني- قد تكون تدهورت بسبب نظامه الغذائي أو الضغط النفسي أو الإجهاد أو الحمية.

وقبل عامين، اندلعت أزمة بين الغرب وروسيا عقب تعرض العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته للتسمميم بغاز نوفيتشوك في بريطانيا، وحينها نفت موسكو أيضا ضلوعها في الهجوم.

المصدر : الجزيرة + وكالات