9 أسئلة تشرح الرابط بين وفاة القاضية غينسبورغ والانتخابات الأميركية

U.S. Supreme Court Associate Justice Ruth Bader Ginsburg arrives to watch U.S. President Barack Obama's State of the Union address to a joint session of Congress in Washington, January 12, 2016. REUTERS/Joshua Roberts
القاضية روث بيدر غينسبورغ بالمحكمة العليا توفيت الجمعة الماضية (رويترز)

فوجئ الكثير من المتابعين للشؤون الأميركية حول العالم بردود أفعال واسعة وحادة من مختلف التيارات السياسية تعقيبا على وفاة القاضية بالمحكمة العليا روث بيدر غينسبورغ.

تعرض الجزيرة نت في صورة سؤال وجواب أبعاد هذه الأزمة التي أضفت المزيد من الإثارة على انتخابات رئاسية غير تقليدية.

ما هي المحكمة العليا؟ وما هي أهميتها في الحياة السياسية الأميركية؟

  • تتكون المحكمة العليا من 9 قضاة، رئيس و8 قضاة، يعينهم الرئيس الأميركي، ويوافق مجلس الشيوخ بالتصويت عليهم بالأغلبية البسيطة (50% +1)، ويبقى القضاة في مناصبهم مدى الحياة، ولا تنتهي خدمتهم إلا بالوفاة أو الاستقالة أو التقاعد، ولكل قاض صوت واحد، وتصدر قرارات المحكمة بالأغلبية البسيطة.
  • وتُعد المحكمة العليا بمثابة المحكمة الدستورية العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في الولايات المتحدة، وهي صاحبة الكلمة الأخيرة والفاصلة في القضايا الكبرى المثيرة للجدل.
  • ويأتي الإجهاض على رأس هذه القضايا منذ أن حكمت المحكمة بقانونيته عام 1973، وكذلك حق زواج المثليين جنسيا الذي جاء في قرار شهير عام 2013، كما كان قرار المحكمة حاسما في الخلاف حول عد واحتساب الأصوات في ولاية فلوريدا عام 2000 حين أدى قرارها بعدم فرز الأصوات في كل ولاية فلوريد إلى فوز المرشح الجمهوري جورج بوش على الديمقراطي آل غور.

هل يتمتع قضاة المحكمة العليا بالحياد السياسي والحزبي؟

  • يُعين القضاة في مناصبهم مدى الحياة، ولا يمكن تغييرهم أو إقالتهم، ونظريا يمنحهم ذلك قوة وعدم أخذهم في الحسبان الاعتبارات السياسية والأيديولوجية.
  • إلا أن الواقع غير ذلك، ويُختيار القضاة من الرئيس طبقا لميوله الأيديولوجي وسوابق قراراته القضائية.
  • يختار الرؤساء الجمهوريون قضاة يتبنون مواقف محافظة تتفق مع قواعد الانتخابية في ولايات الجنوب المتدين، في حين يختار الرؤساء الديمقراطيون قضاة ليبراليين منفتحين اجتماعيا على تفضيلات الناخبين التقدميين والشباب والأقليات.

هل هناك توازن حاليا بين قضاة المحكمة؟

  • بعد وفاة القاضية غينسبورغ، اختل توازن المحكمة التي تراوح تاريخيا بين 5 مقابل 4، وتغيرت فيه الأغلبية عدة مرات على مدار التاريخ، وأصبح هناك الآن 5 محافظين مقابل 3 ليبراليين، وذلك قبل أن يرشح الرئيس ترامب قاض محافظ يختل معه توازن المحكمة ليصبح 6 محافظين مقابل 3 ليبراليين.
  • في حال نجح ترامب في تعيين قاض محافظ سادس، سيضمن ذلك سيطرة الجمهوريين على القرارات الرئيسة لعقود قادمة، حيث يخدم قضاة المحكمة مدى الحياة، ما لم يقرروا التقاعد.

ما هي طبيعة الخلاف الذي نشأ عقب وفاة القاضية غينسبورغ؟

  • يرتبط الخلاف بتوقيت اختيار وتعيين قاض جديد، فالجمهوريون يريدون أن تُحسم هذه المسألة على وجه السرعة، في حين يريد الديمقراطيون أن يتم الانتظار ليقرر الرئيس الذي يفوز بالانتخابات القادمة اسم القاضي الجديد.
  • وفي حادثة مشابهة قبل 4 سنوات عقب وفاة القاضي المحافظ أنتوني سكاليا في فبراير/شباط، رفض زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ عقد أي جلسة أو البدء في إجراءات تعيين القاضي ميريك غارلاند الذي اختاره الرئيس باراك أوباما.
  • برر ماكونيل موقفه بتأكيده على أن مجلس الشيوخ لن يؤكد أي ترشيح للمحكمة العليا في عام انتخابات رئاسية احتراما لاختيار الناخبين.
  • ولا يريد الديمقراطيون إلا أن يلتزم ماكونيل بما التزم به عام 2016؛ إلا أن السيناتور ماكونيل رفض ذلك، وتعهد ببدء إجراءات تعيين القاضي الجديد فور إعلان الرئيس ترامب اسم القاضي/القاضية الجديد.

كم تستغرق إجراءات تعيين قاض جديد في المحكمة العليا؟

  • تستغرق إجراءات تعيين قاض جديد عادة عدة أشهر، وتقليديا يبحث الرئيس في أسماء المرشحين لعدة أسابيع حيث يستمع لأنصاره ولخبراء دستوريين حول تفضيلاته لهذا القاضي أو ذاك.
  • كذلك دأب مجلس الشيوخ على عقد جلسات استماع ومساءلة للمرشح الجديد تستغرق عدة أسابيع.
  • وأحيانا تستغرق الاجراءات عدة أشهر، فقد استغرق تثبيت القاضي غورسيتش 9 أسابيع والقاضي كافانو 13 أسبوعا؛ لكن مع رئيس وأغلبية جمهورية متحمسة لإنهاء عملية الاختيار بأسرع وقت ممكن، يمكن أن تنتهي عملية الاختيار قبل موعد انتهاء فترة حكم ترامب.

ما هو موقف الرئيس ترامب وقادة الحزب الجمهوري؟

  • قرر الرئيس ترامب أن يمضي قدما باختيار قاضية لشغل المنصب الشاغر، ويؤيد ترامب أغلب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.
  • وحتى نهاية يوم الأحد، عبرت فقط عضوتين جمهوريتين من المجلس هما السيناتورة سوزارن كولينز من ولاية ماين، والسيناتورة ليزا موركوفسكي من ولاية آلاسكا عن رفضهما التصويت على قاض جديد للمحكمة العليا قبل الانتخابات الرئاسية.
  • ويتمتع الجمهوريون بأغلبية 53 عضوا مقابل 47 للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وحال تعادل الأصوات، يُستعان بنائب الرئيس لترجيح كفة على أخرى.

ماذا يخشى الديمقراطيون بوجود قاض محافظ إضافي في المحكمة العليا؟

  • تؤدي المحكمة العليا دورا حاسما في الخلافات السياسية الكبرى، ويتوقع الكثير من الخبراء أنه ربما يكون قرار حسم نتائج الانتخابات القادمة في يد المحكمة العليا؛ بسبب حالة عدم اليقين والخلافات المرتبطة بالتصويت بالبريد.
  • من المنتظر أن تنظر المحكمة أوائل العام القادم، وتحدد مصير برنامج الرعاية الصحية الحكومية المعروف باسم "أوباما كير"، والذي يعد أحد إنجازات الحزب الديمقراطي التشريعية.
  • يمكن أن يشغل المحافظون المتشددون ميل المحكمة الأيديولوجي؛ لتغيير قرارات متعلقة بحق الإجهاض أو حق زواج المثلين.

ما هو موقف المرشح الديمقراطي جو بايدن؟

  • يصر جو بايدن، المرشح الديمقراطي، على ضرورة تأجيل القرار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية نهاية العام.

كيف تؤثر عملية اختيار ترامب لقاض جديد للمحكمة العليا على الانتخابات الرئاسية؟

  • أدت وفاة القاضية غينسبورغ إلى إثارة حماس الناخبين في كلا الحزبين، وتضاعف حجم التبرعات للحزبين في الساعات التي تلت إعلان خبر وفاة القاضية.
  • كما زاد حماس القاعدة الانتخابية التقدمية في الحزب الديمقراطي مع إصرارها على العمل لوقف وإفشال سعي الرئيس ترامب لتعيين قاضية جديدة في المحكمة العليا، في حين يحشد التيار الإنجيلي المحافظ والمؤيد للرئيس ترامب قواعده دعما للرئيس ورغبة في تسمية قاضية محافظة أخرى تدفع المحكمة أكثر إلى اليمين.
المصدر : الجزيرة