بالصور- شهدت إسقاط تمثال صدام حسين.. ساحة الفردوس ببغداد تبعث للحياة مجددا

ساحة الفردوس في بغداد
ساحة الفردوس من أبرز معالم بغداد (الجزيرة)

وقفت الحكومات العراقية منذ عام 2003 عاجزة عن إعادة تأهيل ساحة الفردوس، أبرز معالم العاصمة بغداد، وذات الرمزية السياسية الكبيرة، والتي كانت مسرحا لأحداث تاريخية مهمة، أبرزها إسقاط تمثال الرئيس الراحل صدام حسين.

ساحة الفردوس التي تقع بمنتصف شارع السعدون وبين ساحتي التحرير وكهرمانة، وبجانبها جامع 17 رمضان الذي تأسس خلال العهد الملكي، ويقابلها شارع أبي نواس المطل على نهر دجلة، بقيت صحراء قاحلة لسنوات طويلة رغم الأموال الكبيرة التي دخلت العراق.

ساحة الفردوس في بغداد
القطاع الخاص تولى إعادة تأهيل ساحة الفردوس (الجزيرة)

ومؤخرا، قام القطاع الخاص العراقي، عبر رابطة المصارف الخاصة العراقية وبالتعاون مع البنك المركزي، بإعادة إعمار الساحة بشكل كامل من أجل إضفاء جمالية على العاصمة بغداد التي بدأت تفقد رونقها في السنوات الأخيرة نتيجة الفساد المستشري بالقطاع العام.

- وديع الحنظل رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية "مصدر الصورة وديع الحنظل"
الحنظل رأى أن إهمال ساحة الفردوس سابقا نقل صورة سلبية عن العراق (الجزيرة)

رسائل سلبية
وقال رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية وديع الحنظل في حديثه للجزيرة نت، إن ساحة الفردوس التي أهملت لسنوات طويلة، والتي تقع مقابل أهم فندقين في بغداد ويشاهدها الزوار الأجانب عبر نوافذ الغرف، مما نقل رسائل سلبية إلى العالم بأن بغداد خربة.

ولتلافي تلك الرسائل، أضاف الحنظل "قمنا بطرح فكرة إعادة تأهيلها على أمانة بغداد ووزارة الثقافة"، مشيرا إلى أن صندوق المبادرات المجتمعية والمعروف بصندوق تمكين -الممول من المصارف الخاصة وبإشرافها والبنك المركزي- قام بإعادة تأهيل ساحة الفردوس بعد موافقة الجهات المعنية.

ساحة الفردوس في بغداد
مشروع إعادة تأهيل ساحة الفردوس لم ير النور لفترة طويلة (الجزيرة)

في البداية، أحيل مشروع إعادة تأهيل ساحة الفردوس إلى أمانة بغداد، إذ قام صندوق تمكين بتحويل الأموال إليها، لكن المشروع لم ير النور لفترة طويلة، فسحب المشروع من أمانة بغداد وأحيل إلى إحدى شركات القطاع الخاص نتيجة تلكؤ القطاع العام.

A statue of Iraq's President Saddam Hussein falls as it is pulled down incentral Baghdad April 9, 2003. U.S. troops pulled down a 20-foot (six metre)high statue of President Saddam Hussein in central Baghdad on Wednesday andIraqis danced on it in contempt for the man who ruled them with an iron gripfor 24 years. In scenes reminiscent of the fall of the Berlin Wall in 1989,Iraqis earlier took a sledgehammer to the marble plinth under the statue ofSaddam. Youths had placed a noose around the statue's neck and attached therope to a U.S. armoured recovery vehicle. PP03040026 REUTERS/GoranTomasevicGOT
إسقاط تمثال صدام على يد القوات الأميركية عام 2003 من الأحداث البارزة التي شهدتها ساحة الفردوس (رويترز)
ساحة الفردوس قبل إعادة التأهيل (الجزيرة)

معالم العراق

ولفت الحنظل إلى أن التصميم الجديد ركز على المعالم العراقية المتمثلة بنهري دجلة والفرات والنخلة العراقية التي مثلت بـ 18 نخلة على عدد محافظات البلاد.

ونوه إلى أنه وضعت مساحة كبيرة داخل الساحة للنصب الذي ستقوم الحكومة العراقية بوضعه فيها، مؤكدا أن وزارة الثقافة منحت حرية كاملة في اختيار النصب الذي تراه مناسبا للساحة.

ووفقا للحنظل، فإن صندوق تمكين يهدف لدعم المجتمع العراقي عبر تمويل المشاريع المهمة التي يحتاجها العراقيون، إذ قام بأكثر من 250 مبادرة منذ تأسيسه وحتى الآن.

وارتفع عدد الساحات التي أشرفت رابطة المصارف الخاصة العراقية والبنك المركزي على إعادة تأهيلها إلى 21 ساحة في بغداد، بالإضافة إلى الكنائس والمتنزهات العامة في بغداد والبصرة وشمال العراق.

المتحدث باسم أمانة بغداد قال إن العجز في موازنة العراق وراء تأخر إعادة تأهيل ساحة الفردوس (الجزيرة)

إهمال حكومي

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم أمانة بغداد، حكيم عبد الزهرة في حديثه للجزيرة نت، إن ساحة الفردوس من الساحات المهمة في بغداد ولها تاريخ مشهود، وكان يزورها الرؤساء وزعماء العالم بسبب وجود نصب الجندي المجهول، كما أنها مركز للمظاهرات السياسية.

ونوه المتحدث إلى أن أمانة بغداد كانت تعتزم عام 2009 إعادة تأهيل الساحة ضمن مشروع تطوير شارعي السعدون وأبو نواس وارتأت وزارة الثقافة وضع نصب باسم "العراق" ولكن المشروع تأخر وبقيت الساحة مهملة.

وأشار عبد الزهرة إلى أن العراق شهد بالسنوات الأخيرة عجزا في موازنته مما انعكس على تأخر إعادة تأهيل الساحة حتى قام القطاع الخاص بتطويرها بالاتفاق مع أمانة بغداد.

ساحة الفردوس في بغداد بحلة جديدة
ساحة الفردوس بحلتها الجديدة (مواقع التواصل)

من جهته، قال الصحفي محمد شفيق إن "من المفرح جدا رؤية ساحة الفردوس وهي تتخلى عن الهيئة الكئيبة والبائسة التي رافقتها منذ 17 عاما لترتدي اليوم حلة جميلة".

وتابع شفيق "لكنني أجهل سر الإصرار على إبقاء هذه الساحة المهمة خربة كل تلك السنوات"، مشيرا إلى أنه كان يفترض أن تقوم جهات مختصة رصينة بتحويل هذه الساحة إلى صرح خاص يناسب أهميتها التاريخية.

المصدر : الجزيرة