خرج عن السيطرة في كردستان.. تداعيات متسارعة لكورونا بالعراق وتحذيرات من موجة ثانية

Iraqi doctors stick labels on locally made testing components for the coronavirus disease (COVID-19), as it's produced by a group of researchers from Basra University, in Basra, Iraq March 29, 2020. Picture taken, March 29, 2020. REUTERS/Essam Al-Sudani
العراق سجل 33 وفاة و1252 إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس السبت (رويترز)

أكد العراق أنه يخوض معركة قاسية ضد جائحة كورونا، ووصفها بأنها لا تعرف "الرحمة"، بعد تسجيل رقم قياسي بعدد الوفيات والإصابات، في حين أعلن إقليم كردستان خروج الفيروس عن السيطرة، وحذر من كارثة إنسانية، بالتزامن مع فتاوى دينية بوجوب التبرع ببلازما الدم لإنقاذ المصابين والتقيد بإجراءات الوقاية من الفيروس.

ورجح وزير الصحة العراقي حسن التميمي في تصريحات نشرت اليوم الأحد زيادة الإصابات بكورونا بسبب ما وصفه بـ"ضعف الوعي الصحي لدى المواطنين".

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وزارة الصحة العراقية اليوم تسجيل 28 حالة وفاة و 1268 إصابة جديدة بفيروس كورونا.

وبحسب إحصائية الوزارة، فقد بلغ مجموع الوفيات في العراق 346 حالة، والعدد الإجمالي للمصابين 12366 حالة، في حين وصل إجمالي حالات الشفاء 5186 بعد تسجيل 282 اليوم أيضا.

وكان العراق سجل السبت 33 وفاة و1252 إصابة جديدة بفيروس كورونا، في تصاعد لافت وقياسي خلال يوم واحد.

وقررت الحكومة العراقية تمديد حظر التجول المفروض على البلاد لمدة أسبوع آخر اعتبارا من الأحد، لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

وتسود المخاوف في العراق من انهيار النظام الصحي في حال تزايد وتيرة الإصابات على نطاق واسع.

وضع كارثي
وفي كردستان العراق، قال وزير الصحة في الإقليم سامان برزنجي إن تفشي فيروس كورونا خرج عن السيطرة بعد ازدياد عدد الإصابات وانخفاض حالات الشفاء.

وأوضح برزنجي في مقابلة تلفزيونية أن نسبة انتقال العدوى ارتفعت منذ بداية المرحلة الثانية من 1.6 إلى 1.9%، مشيرا إلى أن كل مصاب ينقل العدوى لشخصين، وهذا يدل على أن الوباء ليس تحت السيطرة بل في مرحلة تفش.

وأوضح أن "إقليم كردستان العراق سجل حتى الآن 1222 إصابة بفيروس كورونا و24 وفاة و448 حالة شفاء".

من جهته، حذر ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل مما سماها "موجة كورونا ثانية" في العراق، مشيرا إلى أن هذه الموجة بدأت في إيران والسعودية والكويت وتركيا.

وقال إسماعيل إن بعض العراقيين ما زالوا ينكرون وجود فيروس كورونا، مما يتسبب بارتفاع عدد المصابين، مشيرا إلى أن "الشائعات أدت إلى أن يتصرف الناس بشكل طبيعي، وأن يتبادلوا الزيارات ويقيموا المناسبات".

وأكد أن من الأسباب الأخرى لارتفاع الإصابات هو عدم التزام المواطنين بإجراءات الحظر والوقاية منذ شهر رمضان وحتى الآن، وعدم تطبيق عزل المدن بشكل فعال من قبل الدولة"، مبينا أن السبب الثاني هو عزل المدن التي كانت تعزل من الخارج، لكن الحياة في داخلها كانت طبيعية.

وشدد على أن "استلام الدولة مختبرات جديدة زاد الفحوصات، وكُشفت أعداد جديدة من المصابين".

An Iraqi doctor shows a locally made testing component for the coronavirus disease (COVID-19), as it's produced by a group of researchers from Basra University, in Basra, Iraq March 29, 2020. Picture taken, March 29, 2020. REUTERS/Essam Al-Sudani
نشطاء تحدثوا عن ارتفاع سعر اللتر الواحد من دم المتعافين من كورونا إلى ألفي دولار (رويترز)

فتاوى ونداءات
وفي شأن متصل، أفتى المجمع الفقهي لأهل السنة في العراق بحرمة بيع بلازما الدم، ووجوب التبرع به من قبل المتعافين من فيروس كورونا إلى المصابين به.

وقال المجمع الفقهي في بيان صدر الليلة الماضية "إن التبرع ببلازما الدم يندرج ضمن مسألة التبرع بالدم لإنقاذ حياة الآخرين".

وعلى مدى الأيام الماضية تناقلت وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي أزمة بلازما الدم في المشافي العراقية، حيث وصل سعر اللتر الواحد من دم المتعافين من كورونا إلى ألفي دولار.

وفي النجف، وجه مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني بضرورة رعاية الإجراءات الوقائية من الفيروس، وأخذ الحيطة والحذر، واتباع توصيات الجهات المعنية.

كما اعتبر المكتب أن الالتزام الصارم بهذه الإجراءات ونحوها يساهم بشكل فاعل في الحد من انتشار هذا الوباء وتقليل عدد الإصابات به، مشددا على أن الحد من انتشار هذا الفيروس هو مسؤولية الجميع.

المصدر : وكالات