استجابة للضغوط الشعبية.. ميسيسيبي الأميركية تتجه لتعديل علم الولاية

ميسيسبي هي الولاية الأميركية الوحيدة التي ما زالت رايتها تحتفظ بعلم جيش "الولايات المتحدة الكونفدرالية" (الأوروبية)

أقرّ برلمان ولاية ميسيسيبي الأميركية أمس الأحد مشروع قانون لإزالة شعار الكونفدرالية عن علم الولاية الأميركية الجنوبية، في خطوة تلبّي أحد مطالب الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، التي تدعو لاجتثاث كل رموز الماضي العنصري للبلاد.

وما أن أقرّ المشروع في مجلس الشيوخ حتى علت أصوات الأعضاء الذين احتفلوا بهذا الحدث بالهتاف والعناق والمصافحة بقبضة اليد.

وميسيسيبي هي الولاية الأميركية الوحيدة التي ما زالت رايتها تحتفظ بعلم جيش "الولايات المتحدة الكونفدرالية"، المؤلّف من مستطيل أبيض في أعلى زاويته اليسرى مربع أحمر يتوسّطه صليب أزرق قُطري داخله نجوم صغيرة بيضاء.

وهذا العلم الذي كان يمثل الولايات الجنوبية التي رفضت إلغاء العبودية خلال حرب الانفصال (1861-1865)، ويمثل بالنسبة إلى كثيرين رمزًا للماضي العنصري للبلاد.

ودفعت احتجاجات بجميع أنحاء البلاد ضد التمييز العرقي ووحشية الشرطة بعد وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد خلال احتجازه إلى مطالبات بإزالة النصب الكونفدرالية وغيرها من الرموز المرتبطة بالعبودية في الولايات المتحدة.

وقبل عامين، رفض المشرّعون في ميسيسيبي التخلص من علم اعتبروه جزءًا لا يتجزّأ من تراث الجنوب وثقافته.

لكن الضغط المتزايد لدوائر الأعمال والرياضة والثقافة والمجتمع المدني في الولاية أثمر تحوّلا في موقف هؤلاء المشرّعين الذين وافقوا السبت بأغلبية ثلثي أعضاء كونغرس الولاية بمجلسيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) على قرار يجيز مناقشة مشروع قانون لإعادة رسم علم الولاية.

ومشروع القانون الذي أقرّ الأحد يكلّف لجنة من 9 أعضاء بتصميم علم جديد للولاية، ويشترط أن يخلو العلم الجديد من الشعار الكونفدرالي، وأن يضمّ في المقابل عبارة "بالربّ نثق".

وسيعرض العلم الجديد على ناخبي الولاية لإقراره في استفتاء عام سيجري في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، فإذا وافقوا عليه يتم اعتماده، وإلا ستصبح الولاية من دون علم إلى أن تتم الموافقة على علم جديد.

والسبت، أعلن حاكم الولاية تيت ريفز -الذي سبق له أن عارض تغيير علم الولاية- أنه لن يستخدم حقّ النقض الذي يتمتع به لردّ هذا القانون، بل سيوقّع عليه إذا أقرّه الكونغرس.

المصدر : الجزيرة + وكالات