الجزيرة نت تقتحم عالم الأميركيين المؤيدين للشرطة وترامب

تأييد واسع للشرطة وترامب في ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية وولاية جورجيا بشأن التعامل مع الأزمة الراهنة في أميركا

محمد المنشاوي – كارولينا الجنوبية وواشنطن

خلال جولة قامت بها الجزيرة نت في ثلاث ولايات جنوبية صوتت جميعا وبنسبة كبيرة للرئيس ترامب في انتخابات 2016 بدا واضحا حجم التأييد الواسع لرجال الشرطة حتى بعد وقوع حادثة قتل جورج فلويد بصورة وحشية في ولاية مينيسوتا.

وفي ولايات كارولينا الجنوبية وجورجيا وكارولينا الشمالية أعرب كثير ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت عن دعمهم مواقف ترامب وجهود رجال الشرطة في مواجهة المتظاهرين و"أنصار الفوضى" كما ذكروا.

من ناحية أخرى، عبر كثير من الأميركيين عن إحباطهم من طريقة تعامل ترامب مع الأزمة، وضاعف إحباطهم كلمة ترامب للشعب الأميركي التي رأوا أنها تزيد انقسام الأميركيين، وتمثل تحديا لمشاعر الملايين من الغاضبين تجاه ممارسات الشرطة الأميركية مع الأقليات.

علم مختلف
رصدت الجزيرة نت علما مختلفا غير مألوف في ولايات الشمال الأميركي أو العاصمة واشنطن، وبسؤال أحد المواطنين الأميركيين ممن رفعوا هذا العلم الغريب فوق سياراتهم أو على منازلهم رد بالقول "هذا علم إظهار الدعم للشرطة ورجالها الأبطال، وهو رد على كل ما يتعرضون له من انتقادات".

المؤيدون للشرطة وترامب رفعوا علما غير مألوف تعبيرا عن تأييدهم هذا (الجزيرة)

ولا يختلف هذا العلم عن العلم الأميركي إلا في الاستعاضة عن اللونين الأزرق والأحمر باللونين الأبيض والأسود، مع وجود شريط أحمر في المنتصف، في إشارة إلى الفرق بين الفوضى والنظام.

وأشارت ماليسا -وهي سيدة في الأربعينيات من العمر وتصوت للحزب الجمهوري- للجزيرة نت إلى أن الهدف من رفع العلم هو "إظهار التقدير لأبطالنا في قوات الشرطة وليذكرنا بأنهم أبطال وشركاء لنا، ويخدم العلم تعريف أولادنا وعائلاتنا بكل هؤلاء ممن يفقدون حياتهم دفاعا عن القانون وعن حياتنا".

واتهمت المتظاهرين بخرق القانون، وأكدت أنه "لا يمكنكم إلا الدفاع عن الشرطة، لا يمكن الاستغناء عنهم حتى مع وقوع تجاوزات، لا يمكن أن نسمح بانتشار الفوضى".

واعتبرت ماليسا أن تحركات السود الهادفة للفوضى دفعت كثيرين إلى الوقوف "وراء رجال الشرطة الأبطال التي تضم بينها رجالا ونساء من مختلف الأعراق والأجناس".

وأشار أحد من تحدثت إليهم الجزيرة نت إلى أن حركة دعم رجال الشرطة جاءت رد فعل على حركة "حياة السود جديرة بالاهتمام" (Black life Matters) المؤيدة لحقوق السود.

وقال إن حركة دعم رجال الشرطة "عابرة لحدود الولايات ولا تقتصر على الولايات الحمراء المؤيدة للجمهوريين ولترامب".

وأشار روب -وهو مدرس لغة إنجليزية في ولاية جورجيا- إلى أن "هناك علما أميركيا واحدا، لكن هذا لا ينفي حقنا في استخدام أعلام أخرى لدعم من نحب، نحن مواطنون أحرار نحترم القانون ونقدر دور الشرطة في حمايتنا وفي حماية ممتلكاتنا من المجرمين".

واتهم الأميركيين الأفارقة بالعنصرية، فهو يراهم "يهتمون فقط بحماية ذوي البشرة السوداء، ولا يكترثون بحماية الآخرين، نحن نهتم بحياة الجميع بعيدا عن لون البشرة، ودعمنا للشرطة يعكس ذلك".

أعلام ولافتات تؤيد إعادة انتخاب ترامب انتشرت في كثير من الأماكن (الجزيرة)

أكثر من انقسام
وفي مدينة ميرتيل بيتش الساحلية مثلت أخبار مقتل جورج فلويد خبرا مزعجا لسكانها السود ممن يعيشون في ولاية داعمة وبشدة للرئيس ترامب.

ومن ناحية أخرى، دفعت كلمة ترامب التي وجهها للشعب الأميركي مساء أمس الاثنين إلى مزيد من الانقسام بين الأميركيين، ورأى بعض المحللين أن ما قام به ترامب عقب كلمته بمغادرة البيت الأبيض سيرا على الأقدام إلى كنيسة شان جونز المواجهة للبيت الأبيض وحمله نسخة من الكتاب المقدس ما هو إلا خطوة تهدف لدعم حظوظه الانتخابية.

وغرد جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي مهاجما ما قام به ترامب بالقول إن ترامب "يستخدم الجيش الأميركي ضد الشعب الأميركي، إنه يطلق الغاز المدمع على متظاهرين سلميين ويطلق عليهم الرصاص المطاطي من أجل صورة".

ورصدت الجزيرة نت مشاركة سيدة أميركية سوداء مع ابنها في المظاهرات الغاضبة خارج البيت الأبيض، وأكدت السيدة -التي لم ترغب في الإفصاح عن هويتها- أنها "تشارك خشية أن يتعرض ابنها البالغ 17 عاما لمصير جورج فلويد بسبب لون بشرته".

وقالت السيدة للجزيرة نت إنه "من المهم أن نتظاهر هنا خارج البيت الذي يقطن فيه الرئيس ترامب لعله يدرك حجم الكارثة التي وقعت في مينيابوليس".

معسكر ترامب بامتياز
وداخل أحد معسكرات البيوت المتنقلة (كرفانات) والتي تضاعف اللجوء إليها مع فرض قيود على السفر والطيران انتشرت أعلام حملة إعادة انتخاب الرئيس ترامب.

واعتبر كثيرون ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت أن "هؤلاء ممن يقيمون ويعملون في مدن ليبرالية يسارية مثل واشنطن ونيويورك لا يمكنهم فهم أو تقدير ما يقوم به ترامب لخدمة الشعب الأميركي".

وقال روب للجزيرة نت "هنا في الجنوب لا يشاهد أحد شبكة سي إن إن، ولا نقرأ نيويورك تايمز، نشاهد فوكس ونقرأ صحفنا المحلية التي لا يعرفها الليبراليون من أعداء ترامب".

وأشار استطلاع رأي أجرته شبكة "أي بي سي" وصحيفة واشنطن بوست خلال الأسبوع الأخير من مايو/أيار الماضي على 1001 ناخب أميركي إلى تقدم المرشح بايدن على ترامب بثماني نقاط، إذ حصل ترامب على أصوات 45% من الأميركيين، في حين حصد بايدن أصوات 53% منهم.