ليبيا.. البنتاغون يؤكد معلومات بشأن الطائرات الروسية وفرنسا تحذّر من السيناريو السوري
قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الطائرات المقاتلة التي أرسلتها روسيا لدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تمركزت في قاعدة الجفرة (وسط البلاد). وقد أثارت هذه المعطيات قلقا دوليا، وسط تحذير فرنسي من تكرار السيناريو السوري في ليبيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جوناثان هوفمان إن عدد الطائرات الروسية 14 مقاتلة، وهي مزيج من "سوخوي 24″ و"ميغ 29".
وأشار هوفمان إلى أن واشنطن تعارض أي هجمات عسكرية في المنطقة، وقد طلبت من جميع الأطراف -الروس والأتراك وغيرهم- الكف عما يفعلون هناك.
من جانبه، قال الجيش الأميركي في سلسلة تغريدات إن الطائرات المقاتلة قادها أفراد من الجيش الروسي ورافقتها إلى ليبيا طائرات مقاتلة روسية، مشيرة إلى أن هذه الطائرات قد أخفيت معالمها.
تأكيدات ومعلومات
وتأتي تأكيدات البنتاغون عقب إعلان القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أن الطائرات الحربية الروسية التي وصلت إلى ليبيا حطت في قاعدة الجفرة الجوية، وتزودت بالوقود قرب طبرق.
وذكر المتحدث باسم "أفريكوم" الرائد كارل ويست لمراسل الجزيرة أن 14 طائرة من نوع "ميغ" تزودت بالوقود قرب طبرق، قبل وصولها إلى الجفرة.
وأشار إلى إمكانية أن تقدم هذه الطائرات دعما جويا لمجموعة "فاغنر" الأمنية الروسية التي تقدم الدعم لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وكانت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا قد وثقت بالصور نشْر روسيا أخيرا طائرات حربية في ليبيا بعد إعادة طلائها بغرض التمويه، وذلك لدعم مرتزقة "فاغنر".
من جهته، قال قائد "أفريكوم" الجنرال ستيفن تاونسند إن روسيا تسعى لقلب الميزان لصالحها في ليبيا، كما فعلت في سوريا.
وقد ردّت الخارجية الأميركية على هذه التطورات، معتبرة أن الأنشطة الروسية المزعزعة للاستقرار في ليبيا واضحة للعيان، وأن المجتمع الدولي والشعب الليبي لن يصدقا ادعاء روسيا بأن مرتزقتها لا علاقة لهم بأجندتها في ليبيا.
نفي وردود
رغم نفي فلاديمير دزاباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي هذه الاتهامات معتبرا أن لا أساس لها من الصحة، وأنها محاولة لتشويه سمعة روسيا على الساحة الدولية، فإن الواقع يرجح أن الدول الكبرى تميل إلى صحة الاتهامات.
وفي ردود الفعل الدولية، برز إعراب برلين عن قلقها مما ورد في التقارير التي أعلنت عنها واشنطن، حيث قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن التطورات الأخيرة في ليبيا تظهر أن الاستقرار يتحقق فقط بوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي باريس قال وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان اليوم الأربعاء إن الوضع في ليبيا مزعج للغاية، محذرا من أن سيناريو سوريا يتكرر في هذا البلد.
وقال لودريان أمام جلسة بمجلس الشيوخ الفرنسي إن "هذه الأزمة تزداد تعقيدا.. نواجه موقفا تتحول فيه ليبيا إلى سوريا أخرى".
دعوة للحوار
سياسيا أيضا، أبدى وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم استعداد بلاده لاستضافة حوار ليبي من أجل لمّ شمل الفرقاء الليبيين وتقريب وجهات نظرهم.
وفي رسالة بمناسبة يوم أفريقيا، أعرب بوقادوم عن انشغال الجزائر البالغ بالتطورات في ليبيا خلال الأسابيع الأخيرة، وأسفها لما سمّاه تضارب الأجندات الإقليمية والدولية بشأن البلد الجار.
وأضاف أن تدفق السلاح نحو ليبيا لم يؤجج الحرب الأهلية فحسب، بل ساهم في تسليح من وصفها بالمجموعات الإرهابية التي أضحت تهدد أمن المنطقة وتعرقل مسار التسوية السياسية لهذه الأزمة، على حد تعبيره.
وفي هذا السياق جدد وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي ليبي للصراع يحترم بالأساس إرادة الشعب الليبي ومصالحه.
كما أكد الحزقي في بيان صدر اليوم الأربعاء عقب اتصال هاتفي مع نظيرته الفرنسية فلورنس بارلي، على ثوابت السياسة التونسية القائمة على التمسّك بالشرعية الدولية، ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا.
التطورات الميدانية
وفي شأن متعلق بالتطورات الميدانية، قالت حكومة الوفاق إنها سيطرت على مواقع جديدة في محاور القتال بمنطقة عين زارة جنوبي طرابلس، كما سيطرت على مراصد لقوات حفتر في محور الكازيرما.
وبحسب هذه القوات، فإن الخناق قد ضاق أكثر على قوات حفتر في مدينة ترهونة، إذ ستعني السيطرة عليها أن جنوب العاصمة طرابلس قد صار آمنا، بينما تؤكد قوات حفتر أنها في حالة استنفار أمني في المدينة لصد أي هجوم عليها.
وفي وقت سابق اليوم، انسحب معظم المرتزقة الروس الذين كانوا يقاتلون مع قوات حفتر نحو وسط ليبيا عبر مدينة بني وليد، في حين واصلت قوات حكومة الوفاق تقدمها جنوبي طرابلس.
وتواصل قوات حفتر تكبد خسائر فادحة جراء تلقيها ضربات قاسية في محاور جنوبي طرابلس وكافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة "الوطية" الإستراتيجية (غرب)، وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة بالجبل الغربي (جنوب غرب طرابلس).
وبدعم من دول عربية وأوروبية، تشن قوات حفتر منذ 4 أبريل/نيسان 2019 هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دوليا، مما خلف قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.
وقد أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي بمقتل 58 مدنيا وجرح 190 آخرين على الأقل، جراء القتال الدائر في ليبيا منذ مطلع أبريل/نيسان الماضي وحتى 18 مايو/أيار الجاري.