بسبب الجائحة وتوقف الإنقاذ.. مأساة إنسانية تنتظر المهاجرين بالبحر المتوسط

SKALA SIKAMINAS, GREECE - MARCH 05: An asylum seeker holds a small child after crossing the Aegean sea on a dinghy from Turkey to the Greek island of Lesvos, on March 5, 2020 in Mitilini, Greece. Thousands of refugees and migrants have flocked to the Greece, Turkey border after Turkey announced that it would open border gates for a period of 72hrs to allow refugees to cross into European countries after thirty three Turkish soldiers were killed in a Syrian air raid in Idlib. (Photo by Milos Bicanski/Getty Images)
عائلة مهاجرة تصل على متن قارب إلى سواحل اليونان (غيتي-أرشيف)

بالرغم من إغلاق الموانئ الأوروبية ومنع سفن الإنقاذ من العمل في ظل جائحة كورونا، يخوض عدد متزايد من المهاجرين البحر المتوسط لبلوغ القارة، حتى أصبح شاهدا على مأساة كبرى بحسب تحذيرات منظمات دولية.

وفي ظل اجتياح الوباء القارةَ الأوروبية مركز الوباء العالمي، تحاول سفينتان فقط، هما آلان كردي التابعة لمنظمة "سي آي" الألمانية غير الحكومية و"أيتا ماري" الإسبانية، مساعدة المهاجرين العالقين في البحر.

ومنذ الأسبوع الماضي، توقفت كل أعمال الإنقاذ في البحر، ومنع خفر السواحل الإيطالي سفينتي آلان كردي وأيتا ماري من التقدم لأسباب "تقنية". في وقت تندد المنظمات غير الحكومية بما تصفه مناورة غير مبررة بهدف "إعاقة مهمات الإغاثة" التي تقوم بها.

رفض وتحقيق
ووصلت عدة سفن تحمل مهاجرين خلال الأسابيع الأخيرة، ونهاية الأسبوع الماضي بلغ 79 شخصا سواحل إيطاليا، حيث لا تزال مسألة الهجرة مرفوضة من قبل الحكومة، كما يواجه رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا تحقيقا بشأن وفاة مهاجرين في البحر تُتَّهم السلطات بعدم إنقاذهم عمدا.

ويقول فنسان كوشتل مبعوث المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين "في حال وقف عمليات الإغاثة البحرية وتباطؤ البلدان في إنقاذ الأشخاص وإنزالهم من السفن، سنجد أنفسنا أمام أوضاع إنسانية خطرة" موضحا أن 179 شخصا توفوا في المنطقة منذ بداية العام.

ويشير أيضا إلى أن "75% من المهاجرين الآتين من ليبيا فقدوا عملهم خلال تدابير الحجر مما سيدفعهم إلى اليأس" حيث زاد عدد سفن المهاجرين التي تنطلق من ليبيا بنسبة 290%.

‪أفارقة يحاولون الوصول إلى إيطاليا‬ (أسوشيتد برس-أرشيف)
‪أفارقة يحاولون الوصول إلى إيطاليا‬ (أسوشيتد برس-أرشيف)

انعدام الشهود
وبدورها، تقول صوفي بو المديرة العامة لمنظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" إن إعاقة تقدم سفينتين بصورة متتالية "تدعو إلى تساؤل فعلي عن السبب… هذا مأسوي حقا ويتنافى مع القانون البحري الدولي الذي يفرض إغاثة أي شخص في حال شدة بأسرع وقت ممكن".

وتؤكد مديرة هذه المنظمة غير الحكومية أنه في ظل عدم وجود شهود حاليا "فلا نعرف حجم المأساة المحتملة في البحر المتوسط".

وتشير بو إلى غياب آلية التنسيق، فاتفاق تقاسم المهاجرين بين البلدان الأوروبية الذي بدأ التفاهم عليه نهاية 2019 في مالطا ما زال تنفيذه متأخرا.

كذلك، حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن وسط البحر المتوسط يبقى "منطقة الهجرة الأخطر في العالم، وفي الإطار الحالي ازدادت مخاطر حالات الغرق غير المرئية بعيدا من أنظار المجتمع الدولي".

وفي رسالة مشتركة موجهة إلى المفوضية الأوروبية، طالب وزراء داخلية فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا بإقامة "آلية تضامن" بشأن عمليات "البحث والإغاثة" في البحر، لافتين إلى أن "بعض الدول الأعضاء تحمل حاليا عبئا مفرطا، مما يدل إلى نقص التضامن وقد يتسبب باختلال في النظام برمته".

وفي انتظار التوصل إلى اتفاق أوروبي، وبغياب السفن الإنسانية، يبقى 162 مهاجرا عالقين حاليا على سفينتين سياحيتين في عرض البحر المتوسط.

المصدر : الفرنسية