ليبيا.. قصف متبادل وقوات الوفاق تضيق الخناق على مسلحي حفتر جنوبي طرابلس

"Operation Peace Storm" of UN-recognized government forces against warlord Khalifa Haftar's militias
عناصر من قوات الوفاق خلال اشتباكات مع مسلحي حفتر في منطقة صلاح الدين جنوبي طرابلس (الأناضول)
شهدت محاور القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس اليوم الأربعاء تبادلا للقصف، في وقت واصلت فيه قوات حكومة الوفاق الوطني تضييق الخناق على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقطع إمدادتها نحو غربي ليبيا.  
 
فقد قال مصدر عسكري من قوات الوفاق إن مدفعيتها استهدفت تجمعا لقوات حفتر داخل معسكر اليرموك في محور صلاح الدين جنوب طرابلس، مما أدى إلى تدمير عربة صواريخ غراد وعدة سيارات عسكرية.
 
وأضاف المصدر أن قوات الوفاق مستمرة في تضييق الخناق على قوات حفتر داخل معسكر حمزة في محور مشروع الهضبة بعد فرض سيطرتها على مناطق واسعة من المنطقة المحيطة به.
 
وفي وقت سابق، أعلن الناطق باسم قوات الوفاق العقيد محمد قنونو فجر اليوم أن سلاح الجو التابع لهم دمر رتلا تابعا لقوات حفتر بين منطقتي القريات ونسمة جنوب مدينة بني وليد، وكان في طريقه إلى مدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس).

 
وأضاف قنونو أن الرتل كان يضم شاحنة محملة بالذخائر ترافقها أربع سيارات كانت في طريقها لإمداد قوات حفتر في ترهونة وجنوبي طرابلس.
 
ومنذ أسابيع، يستهدف سلاح الجو التابع لقوات الوفاق الإمدادات العسكرية لقوات حفتر ترهونة التي باتت المعقل الأخير للواء المتقاعد في الغرب الليبي بعد استرجاع حكومة الوفاق مؤخرا مدن الساحل الغربي التي كانت خاضعة له، وبينها صبراتة وصرمان.
 
من جهتها، قصفت قوات حفتر اليوم مقر إدارة جهاز الطب العسكري التابع لوزارة الصحة الليبية في منطقة سوق الجمعة، مما أسفر عن مقتل موظف في الوزارة وإصابة ستة آخرين، فضلا إن إلحاق أضرار بالمقر المستهدف.
 
كما قصفت اليوم بصواريخ الغراد محمية في مدينة مسلاتة المتاخمة لترهونة مما أسفر عن اشتعال حرائق.
 
وكانت نفس القوات قصفت أمس الثلاثاء مستشفى ميدانيا تابعا لمركز الطب الميداني والدعم في محيط طريق مطار طرابلس، مما أسفر عن أضرار كبيرة بالمستشفى وتدمير عدد من سيارات الإسعاف والسيارات الخاصة بالأطقم الطبية، وفق عملية بركان الغضب التابعة لقوات حكومة الوفاق.
 
احتجاج ليبي
وعلى صعيد آخر، احتجت حكومة الوفاق الوطني الليبية لدى فرنسا على وجود طائرة حربية فرنسية وطائرة تزويد بالوقود في أجواء مدينة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس).
 
وسابقا، اتهم مسؤولون في حكومة الوفاق فرنسا بدعم حفتر سياسيا وعسكريا، ومساندة الهجوم الذي يشنه على العاصمة طرابلس منذ أكثر من عام.
 

جبهة رفض
سياسيا، واجه اللواء الليبي المتقاعد جبهة رفض بعد إعلانه مساء أول أمس الاثنين إسقاط اتفاق الصخيرات والحصول على ما سماه تفويضا شعبيا لحكم ليبيا.

 
وصدرت مواقف رافضة عن كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وإيطاليا وفرنسا وروسيا وتركيا وقطر.
 
وأكدت كل هذه الأطراف على أن الاتفاق السياسي المبرم عام 2015 هو الإطار الوحيد لحل الأزمة الليبية، وأنه لا يمكن القبول بالانقلاب على الشرعية بوسائل غير ديمقراطية.
 
وفي هذا الإطار، أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة مجددا عن رفض المنظمة الدولية إعلان حفتر نفسه حاكما لليبيا.
 
وقال دوجاريك للجزيرة إن الأمم المتحدة تقف ضد أي إجراءات أحادية من شأنها أن تعرض العملية السياسية للخطر.
 
وكانت حكومة الوفاق الليبية نددت بإعلان حفتر بوصفه انقلابا جديدا، في حين تفيد أنباء بأن حفتر يواجه معارضة من قبل نواب وشخصيات سياسية في الشرق الليبي.
 
من جهتها، أهابت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية اليوم بأعضاء مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرقي ليبيا) الالتحاق بمجلس النواب المنعقد بطرابلس للمشاركة في صياغة مشروع وطني ينهي حالة الانقسام السياسي.
 
وأعربت الوزارة -في بيان لها- عن استعدادها التام لتوفير الحماية الأمنية لجميع أعضاء مجلس النواب دون استثناء، ورحبت بكل المبادرات السياسية التي تدعم الاتفاق السياسي وتحفظ وحدة التراب الليبي.
المصدر : الجزيرة + وكالات