العالم أمام أزمة غير مسبوقة.. مجلس الأمن ومجموعة العشرين يبحثان الأمن الغذائي في ظل كورونا

Staff members wearing face masks place vegetables onto shelves at a JD.com's 7Fresh chain before the store opens, as the country is hit by an outbreak of the novel coronavirus, in Yizhuang town, Beijing, China February 8, 2020. Picture taken February 8, 2020. REUTERS/Tingshu Wang
مجموعة العشرين شددت على ضرورة تجنب أي تدابير يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مفرطة بأسعار الغذاء في الأسواق العالمية (رويترز)

اجتمع مجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات انتشار وباء كورونا على الأمن الغذائي العالمي، بينما اتفقت مجموعة العشرين على مواجهة اضطراب أسعار الغذاء، في ظل تحذير أممي من أن العالم يعيش أزمة غذائية حادة وغير مسبوقة.

واستمع مجلس الأمن اليوم إلى إحاطة المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي بشأن تداعيات انتشار فيروس كورونا على الأمن الغذائي في العالم.

في غضون ذلك، قال وزراء الزراعة والغذاء لدول مجموعة العشرين في اجتماع عن بعد إن تدابير الطوارئ في سياق جائحة كورونا يجب ألا تضع حواجز غير ضرورية أمام التجارة، أو تعيق سلاسل إمدادات الغذاء العالمية.

وبحسب بيان ختامي، أكد الاجتماع ضرورة تجنب أي تدابير يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مفرطة في أسعار الغذاء في الأسواق العالمية.

وشدد البيان على أهمية تجنب الفاقد والمهدر من الأغذية الناجم عن الاضطرابات التي قد تؤثر في سلاسل إمدادات الغذاء، وتُـفاقم مخاطر التغذية أو الخسائر الاقتصادية.

بطء سلاسل الإمداد
وجاء الاجتماع الاستثنائي في الوقت الذي تبطئ فيه إجراءات العزل العام بسبب فيروس كورونا حول العالم سلاسل إمداد الغذاء العالمية، وهو ما يجعل بعض المزارعين غير قادرين على توصيل منتجاتهم إلى المستهلكين، بينما تقيد دول منتجة كبرى الصادرات.

من جهتها، حذرت كبيرة المسؤولين بالبنك الدولي ماري بانغستو في اجتماع اليوم من عوائق الاستيراد وقيود التصدير، داعية إلى تعاون عالمي لتفادي أزمة غذاء.

وفي الشهر الماضي، حذرت هيئات تابعة للأمم المتحدة من أن عدم اليقين بشأن توفر الغذاء وسط وباء فيروس كورونا يمكن أن يؤدي إلى فرض قيود على الصادرات، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار وتقلبها، ودعت إلى اتخاذ تدابير لتقليل الآثار المحتملة على سلسلة الإمدادات الغذائية.

القمح ومصر وروسيا
وإمدادات الحبوب الرئيسية وفيرة عالميا، لكن بعض الدول المنتجة تشير إلى أنها ستضع قيودا على مبيعاتها الخارجية لإعطاء الأولوية للإمداد المحلي.

وتأتي هذه القيود في الوقت الذي تسعى فيه كبرى الدول المستوردة للغذاء إلى تعزيز احتياطياتها من خلال زيادة المشتريات من الخارج.

وقالت روسيا، أكبر مصدّر للقمح في العالم، الأسبوع الماضي إنها ستوقف صادرات الحبوب حتى أول يوليو/تموز فور استنفاد حصة للتصدير حددتها عند سبعة ملايين طن، وهو شيء من المرجح الآن أن يحدث في منتصف مايو/أيار.

وإذا استنفدت حصة روسيا بحلول ذلك الموعد، فإن ذلك قد يعوق مشتريات قامت بها مصر الأسبوع الماضي لزيادة مخزوناتها.

وحجزت مصر، أكبر مشتر للقمح في العالم، 180 ألف طن من القمح الروسي في مناقصتي شراء في ظل سعيها لزيادة احتياطياتها.

أزمة حادة
وفي الشأن ذاته، أكد تقرير دولي صادر عن الأمم المتحدة أن العالم يعيش أزمة غذائية حادة وغير مسبوقة.

وكشف التقرير أنه بنهاية عام 2019 عانى أكثر من 130 مليون شخص في 55 دولة من انعدام الأمن الغذائي، بينما يواجه أكثر من سبعين مليون طفل مشكلات صحية بسبب الجوع.

وعن أصول ودوافع هذه الانتكاسة الغذائية العالمية، يكشف التقرير الأممي، أن العوامل الرئيسية تكمن أساسا في الصراعات والحروب التي تعتبر المسبب الرئيسي لأكثر من نصف حالات الجوع في العالم، فضلا عن تسببها في لجوء وتشريد ونزوح الآلاف.

وعكس التقرير التأثير المتزايد للعوامل المناخية والأزمات الاقتصادية على مستويات انعدام الأمن الغذائي الحادة.

يشار إلى أن التقرير أنجزت بياناته وأعدت قبل أزمة فيروس كورونا، لكنه يرجح في توقعاته على المستوى القريب أن يثقل وباء كورونا الأنظمة الصحية، مما قد يؤدي إلى تدمير سبل العيش والأمن الغذائي، خاصة في الدول الهشة أمنيا وسياسيا واقتصاديا وصحيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات