نيويورك تايمز: كيف غيّر كورونا نظرة العالم إلى البحث العلمي؟

A scientist works in the lab of Linqi Zhang on research into novel coronavirus disease (COVID-19) antibodies for possible use in a drug at Tsinghua University's Research Center for Public Health in Beijing, China, March 30, 2020. Picture taken March 30, 2020. REUTERS/Thomas Peter
نيويورك تايمز: لم يسبق أن ركز هذا العدد الكبير من الخبراء في العديد من البلدان بإلحاح على موضوع واحد (رويترز)

يسابق العديد من العلماء ومراكز البحث حول العالم الزمن لاكتشاف علاج فعال ولقاح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي بات خطرا يهدد البشرية بعد أن عطل العديد من مناحي الحياة، وحصد أرواح عشرات الآلاف، وأصاب مئات الآلاف من الناس، منذ ظهوره في الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نشرت تقريرا للمراسلين الصحفيين مات أبوزو وديفيد كيركباتريك تحت عنوان "كوفيد-19 غيّر نظرة العالم إلى العلم"، حيث أشارا فيه إلى أنه لم يحدث من قبل أن ركز هذا العدد الكبير من الخبراء في العديد من البلدان بإلحاح على موضوع واحد بهذا المستوى من الاستعجال؛ لدرجة تعطيل كل الأبحاث الأخرى.

ووضعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحكومة الصينية الأبحاث المتعلقة بفيروس كورونا المستجد في سلم الأولويات، باعتبارها ضرورة وطنية ملحة؛ مما أثار الحديث عن سباق تسلح في مجال التكنولوجيا الحيوية بين بكين وواشنطن، وفقا للتقرير.

تعاون غير مسبوق
وأشار التقرير إلى أن التعامل مع كوفيد-19 غيّر بعض أولويات وضرورات العمل في مراكز البحث، مثل التخلي عن تسجيل الاكتشافات العلمية باسم جهة الاكتشاف؛ فقد قامت المراكز والمؤسسات بنشر الدراسات المتعلقة بالفيروس عبر الإنترنت قبل أشهر من صدور المجلات العلمية التي كان يفترض أن تُنشر فيها، وحدد الباحثون مئات الأنماط للتسلسل الجيني للفيروس وتشاركوها مع زملائهم، كما تم إطلاق ما يربو على مئتي تجربة سريرية، في جهود مشتركة بين المستشفيات والمعامل في شتى أنحاء العالم.

وأورد التقرير رأي الدكتور الإيطالي فرانسيسكو بيروني، الذي يقود تجربة سريرية لعلاج مصاب بفيروس كورونا في إيطاليا، والذي قال "لم أسمع قط علماء جيدون وحقيقيون يتحدثون انطلاقا من الانتماءات القُطرية"، مؤكدا أن العالم الحقيقي لا يضع اعتبارا للفوارق والانتماءات الضيقة كالموقع الجغرافي والبلد واللغة.

وقدم التقرير العديد من الأمثلة على التعاون الدولي بين الأطباء وجهود البحث التي تجري على قدم وساق في مختلف الجامعات والمراكز العالمية الكبرى والتعاون بينها في المعركة ضد الوباء الفتاك.

وأشار في هذا الإطار إلى أن الباحثين في جامعة أكسفورد، الذين يعكفون على تطوير لقاح ضد الوباء، استفادوا مؤخرًا من نتائج اختبار على حيوانات مخبرية أجرته مختبرات روكي ماونتن الأميركية، التي شاركت نتائجه مع جهات البحث الأخرى.

مسألة بقاء
وفي مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة، يقوم فريق من أطباء جامعة هارفارد باختبار فعالية أكسيد النيتريك على المرضى المصابين بالفيروس، ويجري البحث بالتعاون مع مستشفى سينجينغ (Xijing) في الصين ومستشفيين آخرين في شمال إيطاليا.

ووفقا للدكتور رايان كارول، أستاذ الطب بجامعة هارفارد الذي يشارك في البحوث المتعلقة بفيروس كورونا بالجامعة، فإن جائحة كورونا قضت على السرية التي كانت السمة الغالبة للبحوث الطبية الأكاديمية. وأوضح أن البحوث الحصرية الكبرى تمكن العلماء من الحصول على المنح المالية والترقيات، لذلك يحيط العلماء في كثير من الأحيان عملهم بالسرية، ويخبئون النتائج التي يتوصلون إليها عن المنافسين المحتملين.

وقال إن "القدرة على العمل المشترك، والتخلي عن السعي لتقدمك الأكاديمي الشخصي، هو ما نشهده الآن لأن الأمر أصبح مسألة بقاء".

المصدر : نيويورك تايمز