أثارت تغريدة للسفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي، التي نعى فيها الشابة العراقية ملاك الزبيدي التي قضت متأثرة بحرق جسدها؛ سجالا بينه وبين عدد من النشطاء العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهموه بالتدخل في الشأن العراقي.
وقال السفير في تغريدة له على تويتر "نشعر بحزن شديد تجاه قضية ملاك الزبيدي، ونأمل إتمام التحقيقات بسرعة. هناك تذكير شديد بأن العنف المنزلي، سواء كان إساءة نفسية أو جسدية، هو مشكلة تعم أنحاء العالم".
وقال السفير -تعاطيا مع ذلك- إن المملكة المتحدة خصصت نحو مليوني جنيه إسترليني (2.5 مليون دولار) لدعم الخدمات التي تعنى بالعنف المنزلي. وأعرب عن ترحيبه بدعوات الأمم المتحدة للعراق لإعطاء الأولوية لحماية النساء والأطفال، وتجريم العنف المنزلي. وأضاف أن العنف أمر غير مقبول بأي حال من الأحوال.
وتعليقا على تغريدة السفير البريطاني، اعتبر الإعلامي العراقي غزوان جاسم أن ذلك تدخل في الشأن العراقي، وقال للسفير إن القلق من العنف المنزلي مستمر ودائم، "ولكن أن تتحدث عن شأن اجتماعي عراقي بحت كأنك وصي، وتطلب أوراق التحقيق، هذه ليست المرة الأولى لتدخلك بلا معنى".
وإزاء السجال الذي دار بين السفير والإعلامي، فقد اعتبر ناشطون على مواقع التواصل رد فعل الإعلامي تجاه السفير غير مبرر، على اعتبار أن حديث السفير عن أوضاع المرأة في العراق جاء في إطار إنساني، في حين اعتبر آخرون أن السفير البريطاني يتدخل في الشأن العراقي، وطالبوه بالتوقف عن ذلك.
ومن أبرز الردود تغريدة للنائب في البرلمان العراقي الشيخ عبد الأمير التعيبان، الذي قال "على السفير البريطاني أن يتعلم اللياقة، وأن يتحلى بالآداب والذوق، وألا يتدخل في الشؤون الاجتماعية للآخرين. لا يعنيك موضوع فتاة انتحرت لسبب عائلي. كان الأجدر بك أن تعالج ما يحصل في بلادك من حوادث تخص الشذوذ الجنسي والانحراف الأخلاقي قبل أن تتدخل في شأن اجتماعي خاص ببلد سيد نفسه".
وعلق الصحفي أحمد الخضر عل الصحفي غزوان بالقول أنا معه في انتقاده تصريح السفير البريطاني، الذي يعد تدخلا في شؤوننا الداخلية. لكنه طالب في الوقت نفسه بانتقاد تدخلات سفراء كل من إيران وتركيا وأميركا، مشيرا إلى أنهم يطلقون تصريحات لا تقل عن تصريحات زميلهم البريطاني.
وأمس السبت، رثت عائلة ملاك الزبيدي ابنتها التي توفيت إثر تعرضها لحروق بالغة، تقول تقارير صحفية إنها مرتبطة بعنف أسري.
