لونوفل أوبسرفاتور: هل يغير فيروس كورونا الجديد مسار التاريخ؟

BEIJING, CHINA - FEBRUARY 23: Chinese men wear protective masks as they exercise a t a local park on February 23, 2020 in Beijing, China. The number of cases of the deadly new coronavirus COVID-19 being treated in China was more than 55000 in mainland China Saturday, in what hat the World Health Organization (WHO) has declared a global public health emergency. China continued to lock down the city of Wuhan in an effort to contain the spread of the pneumonia-like disease which medicals experts have confirmed can be passed from human to human. In an unprecedented move, Chinese authorities have maintained and in some cases tightened the travel restrictions on the city which is the epicentre of the virus and also in municipalities in other parts of the country affecting tens of millions of people. The number of those who have died from the virus in China climbed to over 2348 on Saurday mostly in Hubei province, and cases have been reported in other countries including the United States, Canada, Australia, Japan, South Korea, India, the United Kingdom, Germany, France and several others. The World Health Organization has warned all governments to be on alert and screening has been stepped up at airports around the world. Some countries, including the United States, have put restrictions on Chinese travellers entering and advised their citizens against travel to China. (Photo by Kevin Frayer/Getty Images)
كوفيد-19 لن يغير مجرى التاريخ لكنه غير قواعد اللعبة (غيتي)
تتعرض مجتمعاتنا لهزة كبيرة منذ أن بدأ فيروس كوفيد-19 في الانتشار قبل أسابيع، فهل سيعود العالم بمجرد إغلاق هذا القوس المؤلم والمثير للقلق،إلى الدوران بالطريقة نفسها أو سيؤدي هذا الفيروس لتغيير مجرى التاريخ؟

سؤال طرحه الكاتب بيير هاسكي في مقال له بمجلة لونوفل أوبسرفاتور، أكد في بدايته أن فيروسا يمكنه بالفعل أن يغير مجرى التاريخ إذا أدى إلى القضاء على نسبة كبيرة من سكان العالم كما كانت الحال مع "الطاعون الأسود" في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، لكن لحسن حظ العالم اليوم، فإن كوفيد-19، وإن انتشر في كل قارات العالم، إلا أنه لا يملك تلك القوة التدميرية الهائلة للطاعون الأسود.

 
غير أن هاسكي لفت إلى أن كوفيد-19 شكل عنصرا مفاجئا أثار "اضطرابا" في الديناميات الاقتصادية والجيوسياسية، أو كما وصفه وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لو ماير، مثل حدثا "غير قواعد اللعبة" تماما كما غيرها الهاتف الذكي والذكاء الاصطناعي وما شابه ذلك.
 
وتساءل الكاتب إن كان هذا الفيروس تمكن فعلا من تغيير "قواعد اللعبة"، ليؤكد أنه في غضون أسابيع قليلة، وعلى الرغم من أن هذا المرض لم يصل بعد إلى "ذروته"، فقد رأينا تأثيره القوي على الصين وإيران وتهديده للنمو العالمي وربما حتى تأثيره في الحملة الانتخابية الأميركية، حيث غدت قضية الرعاية الطبية موضوعا مركزيا فيها.
 
ولئن كانت بعض الأحداث لم يتغير شيء في مجراها رغم هذا الفيروس مثل الحرب في سوريا، فإن بعض الآثار الجانبية لهذا الفيروس سوف تترك بصماتها، ففي الصين، مثلا، ذلك البلد الذي بدأ فيه كل شيء، كشف فيروس كورونا عن احتمال انعدام الثقة في السلطة والتعبير عن ذلك صراحة، على الرغم من تقنيات المراقبة السياسية، وهو ما كشفه غضب الصينيين عبر الإنترنت الذي أعقب وفاة الدكتور لي وين ليانغ، طبيب ووهان الذي أجبر على ابتلاع كلامه بعد "تحذيره" في ديسمبر/كانون الأول الماضي من هذا الفيروس، وهو ما سبب صدمة على أعلى مستوى في الحزب الشيوعي ووضع الرئيس الصيني شي جين بينغ أمام تحد غير متوقع، وفقا للكاتب.
 
وأضاف هاسكي أن التغيير الآخر الكبير في قواعد اللعبة بالنسبة للصين تجلى في وعي الشركات العالمية بأنها يمكن أن تستغني عن الاعتماد الشديد على "مصنع العالم"، فتسارعت ظاهرة نقل تصنيع بعض المنتجات من الصين إلى وجهات أخرى.
 
لكن الكاتب أقر بأن تلك الظاهرة بدأت قبل تفشي هذا الفيروس، أي بعد أن أصبحت تكلفة الإنتاج في الصين أعلى في الفترة الأخيرة، لكن كوفيد-19 عزز ذلك التوجه.
 
وختم الكاتب بالتأكيد على أن الوقت لا يزال مبكرا جدا لتحديد تأثير فيروس كورونا الجديد، وحتى لطرح أسئلة حول ما يجب تغييره وتحسينه. ولكن قد يكون من المستغرب أن نأمل في لحظة من الخوف أن يتمخض ذلك عن مستقبل أفضل بالنسبة لنا، وفقا للكاتب.
المصدر : لونوفيل أوبسرفاتور