ليبيا.. لا اتفاق بمفاوضات جنيف العسكرية والاتحاد الأفريقي يبحث إرسال قوات
قالت الأمم المتحدة إن جولة المحادثات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا انتهت أول أمس الجمعة دون التوصل إلى اتفاق يحول الهدنة الحالية لوقف دائم لإطلاق النار.
من جهة أخرى، قال الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو إن الاتحاد الأفريقي يبحث مقترحا لتشكيل قوات أفريقية في ليبيا.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن وفدي حكومة الوفاق الوطني وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر اتفقا على الامتناع عن رهن القرار الوطني ومقدرات ليبيا لأي قوة خارجية، والحفاظ على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها.
وفي بيان بشأن الجولة الأولى من محادثات اللجنة الليبية العسكرية المشتركة (تضم خمسة ضباط من كلا الطرفين) بجنيف، أضافت الأمم المتحدة أن الجانبين شددا على ضرورة احترام الهدنة، ووقف تدفق المقاتلين غير الليبيين وإخراجهم من البلاد، والإسراع بعودة النازحين إلى منازلهم، وعقد جولة ثانية من المحادثات في الـ18 من الشهر الجاري.
تفاؤل سابق
وأجريت محادثات غير مباشرة في مقر الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وكان الأخير قد صرح الخميس الماضي بأن طرفي الصراع حققا تقدما نحو وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، ولكن تبقى بعض النقاط الخلافية.
واللجنة العسكرية المشتركة هي إحدى ثمار مؤتمر برلين الدولي الذي عقد في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لبحث سبل إنهاء النزاع في ليبيا، ومن مهام اللجنة الاتفاق على شروط وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الطرفين من بعض المواقع.
ومنذ أوائل أبريل/نيسان 2019 تشن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما على قوات حكومة الوفاق في طرابلس، في محاولة للسيطرة على العاصمة.
حصار الموانئ
ولم يذكر بيان البعثة الأممية في ليبيا تفاصيل عن جهود إنهاء حصار قوات ورجال قبائل موالين لحفتر لحقول النفط والموانئ الرئيسية، وكان سلامة قد قال يوم الخميس الماضي إنه أجرى محادثات مع رجال القبائل الذين يقفون وراء هذا الحصار وينتظر ردهم.
وأضاف أن الحصار سيكون على رأس أجندة اجتماع يعقد في القاهرة اليوم الأحد بين ممثلين من شرق وغرب وجنوب ليبيا يسعون إلى التغلب على الخلافات الاقتصادية.
وقال دبلوماسيون إن اجتماع القاهرة سيحضره بشكل أساسي خبراء فنيون للتحضير لحوار أوسع يعقد في الأشهر المقبلة.
وفي مؤشر على أن إعادة فتح الموانئ ليست وشيكة، قالت قبائل ومجتمعات في المناطق الغنية بالنفط في شرق ليبيا في بيان إن "فتح الحقول مرهون بشروط عدة، منها تحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والمرتزقة السوريين والأتراك، والتوزيع العادل لإيرادات النفط على كافة المدن والمناطق الليبية".
وطالب البيان بضرورة نقل مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط من العاصمة إلى مدينة بنغازي.
قوة أفريقية
من جانب آخر، قال رئيس جمهورية الكونغو إن الاتحاد الأفريقي -الذي يعقد قمته اليوم- يبحث مقترحا لتشكيل قوات أفريقية في ليبيا.
وأضاف الرئيس الكونغولي في تصريح للجزيرة أن الاتحاد يسعى لحل الأزمة الليبية عبر آليات أفريقية.
وطالب قادة الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن في أفريقيا المجتمع الدولي بإشراك أفريقيا بفعالية في جهود تسوية الأزمة.
وفي لقاء عقدوه أمس السبت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، دعا قادة المجلس إلى وقف التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية، وانتقدت قمة السلم والأمن الأفريقي تغييب دور الاتحاد الأفريقي عن إيجاد حل للأزمة الليبية.