مدير منظمة أطباء تحت النار: يجب أن يخجل الغرب من غيابه في سوريا

وسط ظروف قاسية جدا.. استمرار موجات النزوح من ريف إدلب
وسط ظروف قاسية جدا.. استمرار موجات النزوح من ريف إدلب (الجزيرة)

انتقد مدير منظمة أطباء تحت النار ومستشار المنظمات غير الحكومية الطبية في إدلب الدكتور هاميش غوردون تقاعس الغرب "المخزي" عن كارثة المدنيين في سوريا في وقت يفعل فيه المستحيل لاحتواء فيروس كورونا.

وقال في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف إنه وغيره من الأطباء الذين يشاركون بقوة في الدعم الإنساني السوري يسبحون ضد موجة سريعة من اللامبالاة، حيث تقع أفظع الأعمال الوحشية على مرأى من الجميع وسط القتال الدائر في محافظة إدلب.

وأضاف أنه بعد ثماني سنوات من الحرب يبدو أن ذروة تدخل الغرب هي مجرد عبارات مبتذلة في الأمم المتحدة. ومن الواضح أننا في الوقت الحالي سنقوم فقط بتدفئة وإطعام وحماية البائسين في إدلب بالكلمات بدلا من الأفعال، ولا يمكن لرئيس دولة أو رئيس وزراء أو مسؤول كبير أو طاغية أن يقول إنهم لم يروا هذه المأساة.

 

‪قوافل للمدنيين السوريين اضطرهم قصف النظام السوري للهرب إلى الحدود التركية‬ قوافل للمدنيين السوريين اضطرهم قصف النظام السوري للهرب إلى الحدود التركية (الأناضول)
‪قوافل للمدنيين السوريين اضطرهم قصف النظام السوري للهرب إلى الحدود التركية‬ قوافل للمدنيين السوريين اضطرهم قصف النظام السوري للهرب إلى الحدود التركية (الأناضول)

وتساءل عن مدى سهولة الأمر لو كان حلف شمال الأطلسي (ناتو) هو الذي أنجز هذه المهمة لولا خشية أصوات كبيرة في بعض الجيوش الغربية التي زعمت أن صواريخ أس 400 الأسطورية التي أعطاها الروس للأسد تفوق قدرة المقاتلات الغربية. ومع ذلك يبدو أن الإسرائيليين نفذوا مئات الغارات الجوية على سوريا دون عقاب.

وأكد على ضرورة بذل الغرب قصارى جهده لإيجاد حل، وأن أي خطة يجب أن تدحر "الجهاديين" من القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية دون أن يصبح المزيد من المدنيين الأبرياء الأضرار الجانبية لهذا العمل.

وأردف أنه لن يهزم هؤلاء الجهاديون بسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها الأسد، ولكن بضربات دقيقة من الجو والأرض كما أظهر التحالف الأميركي في دحره لتنظيم الدولة العام الماضي.

وألمح غوردون إلى أن الدول الغربية، بما فيها بريطانيا، كانت معارضة تماما للتدخل لإنقاذ أرواح المدنيين في سوريا، ومع ذلك ضخت 3.5 مليارات دولار في شكل معونات قدمها آخرون بالوكالة.

وأضاف أن دور الغرب، وفقا لوزير الخارجية الروسي في كلمته بمؤتمر ميونيخ الأمني الأسبوع الماضي، يقتصر وفق ما يبدو على التأقلم مع الوضع الجديد وإعادة بناء سوريا بملياراتنا بمجرد أن يصبح الأسد مسيطرا تماما. وتساءل مستهجنا: هل هكذا يجب أن يُختزل دور الغرب بأن يتبع أوامر الدكتاتوريين؟

ويأمل الدكتور غوردون في ختام مقاله أن تولي بريطانيا العالمية الجديدة الواثقة مع قائدها الجديد وفريقه اهتماما بأطفال سوريا، وإذا لزم الأمر استخدام أفضل القوات العسكرية لتقديم المساعدات الإنسانية وسط كارثة إدلب قبل فوات الأوان.

المصدر : تلغراف