الهدنة الأميركية مع طالبان.. الناتو يدعو الحركة للاستمرار بالتفاوض والأمم المتحدة ترحب

بعد ثلاثة أشهر من التوقف.. الحياة تعود لمفاوضات أميركا وطالبان
من إحدى جلسات التفاوض بين الولايات المتحدة وطالبان في أفغانستان (الجزيرة)

دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ حركة طالبان إلى الالتزام بمسار المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سلمي دائم في أفغانستان، وأكد أنه عندما تدرك طالبان أنها لن تربح الحرب أبدا، ستكون ملزمة بالجلوس والتفاوض.

وقال ستولتنبرغ في تصريح على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، إن السبيل الأفضل للحلف من أجل دعم جهود السلام هو الاستمرار في دعم الجيش وقوات الأمن الأفغانية، مشيرا إلى أنه سيلتقي لاحقا بالرئيس الأفغاني أشرف غني، وسيناقش معه الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي تفاوضي للصراع في أفغانستان.

وأضاف "60 ألفا من جنود حلف الناتو يوجدون الآن في أفغانستان. إننا على استعداد لضبط مستوى القوة إذا أبدت طالبان إرادة حقيقية للحد من العنف، وسنجد طريقا للسلام".

من جهته قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن نجاح المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان سيمثل خطوة مهمة نحو إحلال السلام في البلاد.

وأكد دوجاريك أن المنظمة الدولية تتابع المحادثات، وتوقع أن يمهد نجاحها الطريق لمفاوضات بين الأفغان أنفسهم، مشددا على أن الحوار أمر حيوي لتمهيد المفاوضات البناءة بين الأفغان بشأن السلام.

اتفاق هدنة
وكان مسؤول أميركي رفيع قال إن الولايات المتحدة وحركة طالبان توصلتا إلى اتفاق هدنة سيدخل حيز التنفيذ قريبا جدا، وقد يؤدي إلى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

وأشار المسؤول الأميركي إلى اتفاق لخفض العنف مدة سبعة أيام، يتبعه بدء محادثات سلام أفغانية خلال عشرة أيام.

كما أوضح أن واشنطن ستراقب الوضع، وستنتقل إلى مرحلة إبرام اتفاقية مع طالبان في حال عدم خرق الهدنة.

وأكد المسؤول أن مباحثات السلام واسعة، وتشمل كافة الأراضي الأفغانية، مبيّنا أن الرئيس دونالد ترامب ينظر بإيجابية إلى الاتفاق مع طالبان.

وأضاف أن القوات الأميركية ستنسحب من أفغانستان خلال 18 شهرا، إذا سارت المباحثات بين الولايات المتحدة وطالبان كما هو مخطط لها.

وجاء الإعلان بعد يوم من قول ترامب إن ثمة "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق مع طالبان لخفض القوات الأميركية في أفغانستان.

وتأتي هذه التطورات في وقت اجتمع فيه الرئيس الأفغاني أشرف غني بميونيخ -على هامش قمة الأمن- بكل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر والمبعوث الأميركي زلماي خليل زاد وقائد القوات الأميركية في أفغانستان، حيث ناقشوا التطورات الأخيرة بشأن اتفاق السلام في أفغانستان.

ومن شأن الاتفاق على سحب عدد كبير من القوات أن يمثل دفعة لترامب الذي تعهد مرارا بإنهاء "حروب لا تنتهي" في إطار سعيه لانتخابه لولاية ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتشهد أفغانستان منذ الغزو الأميركي عام 2001 صراعا بين طالبان والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة، مما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.

وظل الوفد الأميركي بقيادة المبعوث الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد يتفاوض مع طالبان بشكل أساسي في قطر منذ أواخر العام 2018. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أوقف ترامب المحادثات فجأة ردا على تفجير انتحاري في كابل أسفر عن مقتل جندي أميركي.

وتسيطر طالبان أو تنافس على السيطرة على نصف مساحة أفغانستان، وهي مساحة أكبر من أي وقت مضى منذ الإطاحة بالحركة عام 2001.

ولدى الولايات المتحدة الآن نحو 13 ألفا من القوات الأجنبية في أفغانستان والتي كان يبلغ عددها 100 ألف في العام 2011.

المصدر : الجزيرة + وكالات