ترامب يؤيد اتفاقا بشرط.. أجواء إيجابية تحيط بمفاوضات الدوحة بين طالبان وأميركا

بعد ثلاثة أشهر من التوقف.. الحياة تعود لمفاوضات أميركا وطالبان
المواطنون في أفغانستان يأملون أن تنتهي المفاوضات باتفاق سلام ينهي حالة العنف المستمرة (الجزيرة-أرشيف)

تبدو الولايات المتحدة وطالبان أقرب إلى التوصل لاتفاق حول انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، مع تأكيد الرئيس الأفغاني أشرف غني اليوم الأربعاء إحراز "تقدم ملموس" في المفاوضات لحل النزاع وإعلان مسؤول في طالبان أن خفضا للعنف قد يتحقق في الأيام المقبلة.

وتتفاوض طالبان مع واشنطن حول انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية وخفض للعنف وإطلاق حوار داخلي أفغاني منذ أكثر من عام، في محاولة لإنهاء أطول حرب خارجية خاضتها الولايات المتحدة.

وأعلن غني تلقيه اتصالا من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مساء الثلاثاء لإبلاغه بتطورات المفاوضات بين واشنطن وطالبان الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.

وذكر الرئيس الأفغاني في تغريدة "اليوم، كان لي شرف تلقي اتصال من مايك بومبيو أبلغني فيه عن إحراز تقدم ملموس في مفاوضات السلام الجارية مع طالبان".

وأضاف "أبلغني وزير الخارجية بمقترح طالبان الهادف لخفض العنف بمستوى ملحوظ ودائم"، معربا عن سعادته بـ "تطور جدير بالترحيب".

وأكد مسؤول في طالبان من أفغانستان أن الحركة مستعدة لتقليص هجماتها. وأوضح أنه "إذا تم توقيع اتفاق، ستبدأ طالبان بخفض العنف الجمعة"، مضيفا أن العمل جار لضبط الجماعات المنشقة عن الحركة.

وقال مسؤولون أميركيون وأفغان لصحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق على اتفاق سلام مع حركة طالبان، وانسحاب آخر جنوده من أفغانستان.

وسيوقع الرئيس ترامب الاتفاق إذا التزمت طالبان بخفض مستوى "العنف" خلال فترة اختبار مدتها سبعة أيام خلال هذا الشهر، وفق ما أفاد هؤلاء المسؤولون.

ومن المقرر أن يجتمع مفاوضون من طالبان وواشنطن اليوم الأربعاء بالدوحة في جولة جديدة من المباحثات.

وقالت مصادر أفغانية للجزيرة إن الاجتماع قد يؤدي إلى إعلان اتفاق لخفض "العنف" بين مسلحي طالبان والقوات الأميركية بأفغانستان، كخطوة أولى نحو توقيع اتفاق سلام نهائي بين الطرفين.

وقد جعل ترامب انسحاب قوات بلاده المؤلفة من 13 ألف عنصر من أفغانستان أحد الأهداف الرئيسية لسياسته الخارجية، كما أن التوصل لاتفاق مع طالبان على انسحاب هذه القوات يمكن أن يعزز فرص إعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وسيسمح وقف لإطلاق النار بحكم الأمر الواقع للأميركيين بالبدء في سحب الآلاف من قواتهم المتمركزة في أفغانستان التي يبلغ عددها حاليا حوالي 13 ألفا.

ولم يشهد النزاع الأفغاني الذي بدأ عام 2001 مع الغزو الأميركي وقفا لإطلاق النار إلا مرة واحدة في السابق عام 2018 خلال عيد الفطر.

وتشارك حينها مواطنون أفغان المثلجات مع مقاتلي طالبان والتقطوا معهم الصور، لكن القتال استؤنف بعد ذلك.

ورغم المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وأفغانستان، لا تزال الحرب مستمرة، في حين بلغت المواجهات مستوى قياسيا في الربع الأخير من عام 2019، وفق تقرير لجهاز مراقبة حكومي أميركي.

المصدر : وكالات