واشنطن بوست: قتل العلماء لن يوقف نشاط إيران النووي بينما الدبلوماسية تستطيع

Body of slain top Iranian nuclear scientist to be buried
عناصر من القوات الإيرانية يحملون نعش العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده خلال مراسم جنازته في طهران (رويترز)

جاءت افتتاحية "واشنطن بوست" (Washington Post) اليوم بعنوان "قتل العلماء لن يوقف نشاط إيران النووي. الدبلوماسية تستطيع"، في إشارة إلى اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وحلفاءها جربوا على مدى العقدين الماضيين إستراتيجيتين مختلفتين جدا لاحتواء برنامج إيران النووي.

الأولى هي تطبيق عقوبات محطمة للنظام أو شن عمليات سرية لتعطيل المنشآت المهمة أو قتل العلماء والتهديد بعمل عسكري علني. والثانية هي التفاوض على اتفاقيات مع طهران تجمد الأنشطة الرئيسية؛ مثل تخصيب اليورانيوم، وتنص على عمليات تفتيش دولية.

وعلقت الصحيفة بأنه من الواضح الآن أيهما تعمل بشكل أفضل. وأشارت إلى أن اتفاق 2015 -على الرغم من عيوبه- نجح في تقليص وتجميد تخصيب اليورانيوم الإيراني، وأنهى -على الأقل حتى منتصف عام 2020- التهديد بأن إيران ستسرع صنع قنبلة نووية. وفي المقابل فشلت العقوبات والأعمال التخريبية -حتى عند نجاحهما- في منع إيران من تطوير إنتاج أسلحة نووية، ناهيك عن إسقاط نظامها الإسلامي.

 فشلت العقوبات والأعمال التخريبية -حتى عند نجاحهما- في منع إيران من تطوير إنتاج أسلحة نووية، ناهيك عن إسقاط نظامها الإسلامي.

ورأت الصحيفة أن هذا السرد لن يتغير باغتيال العالم النووي فخري زاده الأسبوع الماضي، وأردفت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي خاض حملة ضد اتفاق 2015، ما زال متمسكا بإستراتيجية الضغط على الرغم من افتقارها الواضح إلى النجاح الإستراتيجي، وأعلن أنه "يجب ألا تكون هناك عودة إلى الاتفاق النووي السابق"، بالرغم من أن هذه هي خطة بايدن المعلنة.

وأضافت أن نتنياهو قد يأمل في أن يؤدي مقتل فخري زاده إلى جعل استئناف الاتفاق أكثر صعوبة، وإذا ثأرت إيران فقد يزود ذلك ترامب بذريعة لشن ضربات عسكرية ضد طهران، وهو خيار يقال إنه طرحه مع مستشاريه الشهر الماضي.

وألمحت واشنطن بوست إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تفاوضت حكومته على الاتفاق النووي، يسعى إلى كبح أي ثأر للاغتيال في انتظار تنصيب بايدن. وقالت إن ذلك من شأنه أن يفيد كلا الطرفين.
واختتمت بأن الرئيس المنتخب لن يكون صيدا سهلا لطهران، فقد ربط العودة إلى الاتفاق باتفاقيات متابعة بشأن قضايا مثل تطوير إيران للصواريخ بعيدة المدى، وتصدير الأسلحة لجميع أنحاء المنطقة؛ لكنه يعرض احتمالية العودة إلى إستراتيجية الشرق الأوسط، التي -بعكس الخط المتشدد لترامب ونتنياهو- لديها سجل من النتائج الإيجابية.

المصدر : واشنطن بوست