بعد تحقيق للجزيرة.. إدانة 3 نشطاء باليمين المتطرف في فرنسا

صورة-ريمي-فاليز-من-تحقيق-جيل-الكراهية
ريمي فاليز أحد أعضاء مجموعة جيل الهوية اليمينية المتطرفة (الجزيرة)

دانت محكمة فرنسية -أمس الثلاثاء- 3 نشطاء من اليمين المتطرف بجنح تتضمن التحريض على الإرهاب والاعتداء والتحريض على الكراهية العنصرية، واستندت على أدلة جمعت أثناء تحقيق سري قامت به وحدة تحقيقات الجزيرة.

وقال القاضي إن "مقاطع مصورة من وثائقي الجزيرة الذي بث في جزأين بعنوان: جيل الكراهية، لعبت دورا مهما في إدانة الرجال الثلاثة بما وُجّه لهم من تهم".

أما أولهم فهو ريمي فاليز (33 عاما)، العضو السابق في فرع فلاندرز من مجموعة "جيل الهوية" اليمينية المتطرفة، وقد أدين بالتحريض على الإرهاب والاعتداء من قبل المحكمة العليا في مدينة ليل شمالي فرنسا، وصدر بحقه حكم بالسجن 8 شهور مع وقف التنفيذ لـ18 شهرا.

وكان فاليز قد صوره سرا مراسل متخف للجزيرة، تمكن من اختراق فرع مدينة ليل من مجموعة جيل الهوية، والذي يتخذ لنفسه مقرا داخل حانة "سيتاديل" (القلعة).

والتقط فاليز على الكاميرا وهو يتحدث داخل الحانة عن أمنيته قبل الموت بأن يقود سيارة ويقتحم بها سوق وازيم في ليل، وهو سوق يغشاه العرب والمسلمون بكثرة.

ويقول في الوثائقي "في اليوم الذي أكتشف فيه أنني أعاني من مرض عضال، يا صاحبي، سأجلب سلاحا، وأرتكب مجزرة".

ويضيف "مسجد أو أي شيء كان حتى سيارة وحادث ارتطام، سآخذ سيارتي ثم بام! وهكذا سيكون!… مقارنة بذلك، ستبدو شارلي إيبدو وكأنها لا شيء".

ويتابع "سوف أترك بطاقة هويتي… مثلما يفعل الجهاديون… ثم بام! تبا لأمهاتكم جميعا… بأقصى سرعة. وإذا ما تمكنت من النجاة من المذبحة الأولى فسوف أفعلها ثانية، أقسم لك".

كما يظهر فاليز في الوثائقي وهو يرتدي قفازات من البلاستيك المقوى، ويضرب فتاة في الـ13 من عمرها 4 مرات على الرأس خارج الحانة في منطقة الحياة الليلية الرئيسية في مدينة ليل.

وجاء الاعتداء بعد أن اقتربت مجموعة من المراهقين من فاليز وأصدقائه، وطلبوا منهم سيجارة.

وأما المتهم الثاني فهو إتيان "لو رو" فانهاولين، وهو ناشط يميني متطرف آخر، صُور وهو يدفع أحد المراهقين.

والناشط الثالث هو غيلوم دومونت سان بريست، بواب على مدخل الحانة، رش المراهقين بمسحوق الفلفل الأسود.

وناشدت الفتاة فاليز قائلة "أستحلفك بمكة.. لا تضربني"، فرد عليها قائلا "مكة؟ تبا لمكة". وبعد الاعتداء تكلم فاليز عن الهجوم قائلا "بنت أو ليست بنتا، لا يهمني ذلك إطلاقا، فهم مجرد عرب".

وأدين سان بريست البالغ من العمر 32 عاما والمنحدر من سومور غربي فرنسا، بالاعتداء مستخدما -أو مهددا باستخدام- السلاح في مدينة ليل. وحكم عليه بالسجن 3 شهور مع وقف التنفيذ.

وأما فانهاولين البالغ من العمر 24 عاما، والمنحدر من دواي القريبة من ليل، فأدين بالتحريض في مكان عام على الكراهية العنصرية أو الكراهية الدينية وبالاعتداء، وحكم عليه بالسجن 5 شهور مع وقف التنفيذ لـ18 شهرا.

وقبل وقت قصير من الاعتداء، صور فانهاولين وهو يحيي الحزب النازي داخل حانة بحضور نشطاء آخرين من تيار اليمين المتطرف.

صورة-غليوم-سان-بريست-خارج-المحكمة
الناشط اليميني الفرنسي غليوم سان بريست خارج المحكمة (الجزيرة)

وبعد المحاكمة، قال نيكولاس نيف ناف المحامي في منظمة "إس أو إس راسيزم" (SOS Racisme) المناهضة للعنصرية، إنه سعيد بما صدر من أحكام.

وقال "لقد أقروا بأن العنصرية والأيديولوجيا التي يعتنقها اليمين المتطرف هي التي تقف وراء هذه الأعمال".

وأضاف "يوجّه القرار رسالة واضحة للمسلمين في فرنسا، وحول العالم ولكن بشكل خاص في فرنسا، أننا اليوم لن نقبل بتطبيع ما يرتكب من أعمال تمييزية بسبب دين البشر، وبشكل خاص تجاه المسلمين".

ارتباطات مع الجبهة الوطنية

وتأسست مجموعة "جيل الهوية" في فرنسا قبل 8 أعوام، ولديها فروع في إيطاليا والنمسا وألمانيا، وهي تنشط في مجال الدفاع عن "هوية وثقافة الأوروبيين البيض" ضد ما تسميه "الإحلال الكبير" من قبل المهاجرين والأسلمة.

وكشفت وحدة تحقيقات الجزيرة في تحقيقها عن أدلة تثبت وجود روابط بين نشطاء جيل الهوية ومسؤولين كبار في حزب الجبهة الوطنية برئاسة مارين لوبان، أبرز الأحزاب السياسية لتيار اليمين المتطرف في فرنسا، والذي غير اسمه فيما بعد ليصبح "التجمع الوطني".

ويشاهد في الوثائقي عضوان في البرلمان الأوروبي، هما: كريستيل ليشافيليير وسيلفي غودين، وهما يزوران حانة "سيتاديل" (القلعة) ويعبران عن دعمهما لجيل الهوية.

وبعد بث الوثائقي، طالب عمدة مدينة ليل مارتين أوبري بإغلاق حانة القلعة، إلا أنها لا تزال حتى الآن مفتوحة.

المصدر : الجزيرة