هدوء بمنطقة الكركرات والعثماني يعد الحزام المغربي الجديد بالمنطقة العازلة تحولا إستراتيجيا ويحذّر البوليساريو

يتواصل الهدوء في منطقة الكركرات الحدودية لليوم الثالث على التوالي مع استمرار حركة العبور بين معبر النقطة 55 الموريتاني، في حين بدأ المغرب إقامة حاجز رملي وصخري حول المنطقة العازلة بين معبر الكركرات ومعبر النقطة 55 بموريتانيا.

وحذّر رئيس الحكومة المغربية -سعد الدين العثماني- جبهة البوليساريو من مغبة الإقدام مجددا على ما وصفه بمحاولة استفزاز بلاده.

وأضاف العثماني -في كلمة له خلال مهرجان خطابي رقمي لحزبه العدالة والتنمية- أن سياسة المغرب مع الجيران تقوم على عدم وجود أي مصاعب أو مشكلات، لا في الماضي ولا المستقبل.

كما أكد العثماني أن إنشاء القوات المسلحة المغربية حزاما أمنيا لتأمين الطريق الرابط مع موريتانيا هو تحول إستراتيجي على الأرض له إيجابيات عديدة، مشيرا إلى أن ذلك سيمنع جبهة البوليساريو من قطع هذا الطريق مستقبلا.

تطور خطر
من جهته، قال الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية إريك يانسن -في تصريح لوكالة الأنباء المغربية- إن إعلان جبهة البوليساريو انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار خطِر ويهدد استقرار المنطقة برمتها، بما في ذلك الجوار الأوروبي.

وأضاف يانسن أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة الكركرات في البقعة العازلة على الحدود مع موريتانيا تشكل مستجدا خطِرا للغاية.

وحذّر الرئيس الأسبق لبعثة المينورسو من أن إعلان البوليساريو ينذر بالخطر على اعتبار أن اندلاع نزاع مسلح محتمل قد تكون له عواقب كارثية على المنطقة بأسرها.

حركة العبور
وتأتي هذه التطورات في حين تتواصل حركة العبور بين معبر النقطة 55 الموريتاني ومعبر الكركرات بانسيابية تامة، وسط انتشار للقوات المسلحة المغربية داخل المنطقة الفاصلة بين المعبرين.

وقد شرعت جرافات مسنودة بآليات عسكرية مغربية في إقامة حاجز صخري حول المنطقة العازلة التي كان مناصرون لجبهة البوليساريو قد سيطروا عليها خلال الأسابيع الماضية.

وعلى المستوى العسكري، تحدث طرفا الصراع، المغرب وجبهة البوليساريو، عن استهداف متبادل عبر الشريط الفاصل بين مناطق سيطرتهما.

وكانت جبهة البوليساريو أعلنت -السبت- أنها لم تعد ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه مع المغرب عام 1991 برعاية الأمم المتحدة.

ويتنازع المغرب والبوليساريو بشأن السيادة على إقليم الصحراء منذ أن أنهى الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة عام 1975.

وتحوّل الصراع على الأرض إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى عام 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار عدّ الكركرات منطقة منزوعة السلاح.

وتصرّ الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسّعا تحت سيادتها، في حين تطالب البوليساريو باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم.

المصدر : الجزيرة + وكالات