قره باغ.. أذربيجان متمسكة بالهدنة وأرمينيا تعترف بخسارة مدينة إستراتيجية

أعلنت أذربيجان أنها متمسكة بالهدنة مع أرمينيا لأسباب إنسانية، ولكنها تتخذ إجراءات مناسبة تجاه "الاستفزازات التي ترتكبها القوات الأرمينية على طول جبهات القتال"، بينما اعترفت أرمينيا بخسارة مدينة إستراتيجية تقع بين إقليم ناغورني قره باغ والحدود الإيرانية.

وأشار بيان مشترك لوزارة الدفاع وجهاز حدود الدولة في أذربيجان، إلى أن أرمينيا "تعمد إلى زيادة مفاقمة الوضع في مختلف اتجاهات الجبهة، ولا سيما على حدود الدولة التي تمت استعادتها، مما يضع الأساس لمزيد من الاستفزازات".

وأشار البيان نفسه إلى أن على القيادة الأرمينية أن تدرك أن حدود الدولة المستعادة ليست منطقة نزاع، بل هي حدود دولة معترف بها من قبل المجتمع الدولي، وأنه يجب ضمان حرمة هذه الحدود، وأن أي استفزاز في هذا الاتجاه يعتبر اعتداء على سلامة أذربيجان الإقليمية.

ثالثة الهدن

وكانت سلطات باكو ويريفان قد توصلتا الأحد الماضي لاتفاق هدنة توسطت فيه الولايات المتحدة، وهي الهدنة الثالثة بعد انهيار هدنتين: الأولى تم الاتفاق عليها في 10 أكتوبر/تشرين الأول، وأعلنت الثانية في باريس في 17 منه.

وقال الرئيس الأذري إلهام علييف إن بلاده "قبلت بالهدنة الإنسانية لتبادل الأسرى والجثث، لكن أرمينيا خرقتها بعد دقائق من بدئها"، في حين قالت أرمينيا إنها تلتزم بالهدنة، ولكنها اتهمت باكو بخرق هذه الهدنة منذ الساعات الأولى لسريانها، وجددت دعوتها لإقرار آلية دولية للتحقق من خرق وقف إطلاق النار.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن الوضع في منطقة الصراع في قره باغ بقي متوترا نسبيا طوال الليلة الماضية، مع استمرار المعارك في بعض المناطق. وأوضحت الوزارة أن القوات الأذرية واصلت قصف مناطق مدنية، ولا سيما في بلدتي مارتوني ومارتاكيرت، وقرى الجهة العليا من بلدة أسكيران، مستخدمةً الطائرات المسيرة بشكل مكثف، وما زالت المعارك مستمرة في الخطوط الأمامية.

مدينة إستراتيجية

وأوردت وكالة رويترز أن أرمينيا اعترفت الليلة الماضية بأن قوات ما يعرف بجمهورية ناغورني قره باغ غير المعترف بها، انسحبت من مدينة كوباتلي الإستراتيجية، وهو ما يشير إلى تقدم للقوات الأذرية.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية آرتسرون أوفانيسيان الإقرار بسيطرة القوات الأذرية على مدينة كوباتلي في إقليم قره باغ. وأضاف أوفانيسيان في ساعة متأخرة من مساء أمس "خلال المعارك، تمكَّن الخصم من السيطرة على كوباتلي، والتقدم في بعض الاتجاهات"، متعهدا بتقديم خريطة للأعمال القتالية غدا.

وتسعى أذربيجان -منذ تجدد الاشتباكات مع أرمينيا نهاية الشهر الماضي- لاستعادة السيطرة على إقليم قره باغ الذي تسكنه وتحكمه أغلبية أرمينية، ولكنه منطقة أذرية وفق القانون الدولي.

وأكد رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أن شعبه مستعد لقبول ما وصفها بحلول وسطى لتسوية النزاع في إقليم قره باغ، لكنّه أكد أنّه لن يقبل الاستسلام، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أذربيجان غير مهتمة بإيجاد حل سلمي للصراع.

وفي سياق متصل، أوردت وكالة إنترفاكس الروسية أن ميكائيل أرزومانيان رئيس "جمهورية قره باغ" غير المعترف بها، أقال وزير الدفاع في الإقليم المتنازع عليه أرايك أروتونيان بسبب تعرّضه لإصابة أثناء وجوده في إحدى جبهات القتال، وقد عين أرزومانيان وزيرا جديدا للدفاع وقائدا للجيش، ومنحه رتبة فريق.

وتحتل أرمينيا منذ عام 1992 نحو 20% من الأراضي الأذرية، وفقا للأمم المتحدة، ومنها إقليم ناغورني قره باغ و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي آغدام وفوزولي.

المصدر : الجزيرة + وكالات