هجوم صاروخي يستهدف قاعدة أميركية بأربيل بعد ساعات من تعهد رئيس وزراء العراق بحماية البعثات الدبلوماسية
قالت قيادة العمليات المشتركة العراقية إن من وصفتها بمجموعة إرهابية نفذت هجوما بـ6 صواريخ قرب قاعدة للتحالف الدولي تتمركز بها قوات أميركية بمدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، مساء أمس الأربعاء.
جاء ذلك بعد ساعات من تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بحماية البعثات الأجنبية من الهجمات الصاروخية بعد تهديدات أميركية بإغلاق سفارتها في بغداد.
وقال متحدث باسم التحالف الدولي إن عدداً من الصواريخ سقطت قرب قاعدته في أربيل، دون وقوع خسائر بشرية أو أضرار.
وأشارت قيادة العمليات المشتركة العراقية إلى أنه تقرر إيقاف قائد القوة الأمنية المسؤولة عن المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ على أربيل.
وأوضحت وزارة الداخلية في إقليم كردستان أن 6 صواريخ كاتيوشا ُأطلقت من منطقة تسيطر عليها قوات الحشد الشعبي عند أطراف قرية "شيخ أمير" في محافظة نينوى، واستهدفت 3 منها قاعدة التحالف في مطار أربيل، إلا أنها سقطت في أطراف المطار.
وقد ندد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني بالهجوم، داعيا رئيسَ الوزراء العراقي إلى محاسبة الجناة.
تعهد بالحماية
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها بعد عن الهجوم الذي وقع بعد ساعات من تعهد رئيس الوزراء في اجتماع مع كبار الدبلوماسيين بحماية البعثات الأجنبية وجعل حيازة الأسلحة قاصرة على القوات الحكومية، بعد تهديد واشنطن بإغلاق سفارتها في بغداد.
وقال الكاظمي إن إغلاق السفارات الأجنبية في البلاد يعني إيقاف التعاون الاقتصادي والعسكري، في وقت يمر فيه العراق بتحديات كبيرة.
وفي كلمة له خلال جلسة اعتيادية لمجلس الوزراء، أكد الكاظمي أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفكران في الانسحاب من بلاده، نتيجة للهجمات المستمرة التي تستهدف المنطقة الخضراء وسط بغداد.
كما لفت مكتب الكاظمي في بيان إلى أنه أكد في لقاء مع 25 من المبعوثين الأجانب، بينهم السفير الأميركي "حرص العراق على فرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة وحماية البعثات والمقرات الدبلوماسية".
وشدد على أن "مرتكبي الاعتداءات على أمن البعثات الدبلوماسية يسعون إلى زعزعة استقرار العراق، وتخريب علاقاته الإقليمية والدولية".
وزادت الهجمات الصاروخية خلال الأسابيع القليلة الماضية قرب السفارة الأميركية، واستهدفت قنابل مزروعة على الطريق قوافل تحمل عتادا للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وأصابت عبودة ناسفة مزروعة على الطريق موكبا بريطانيا في بغداد، في أول هجوم من نوعه على دبلوماسيين غربيين في العراق منذ سنوات.
كما يأتي هذا القصف بعيد تحذير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي الحكومة العراقية من أن بلاده ستغلق سفارتها لدى بغداد إذا لم تتوقف الهجمات عليها، وخصوصاً الصاروخية منها، وستسحب 3 آلاف عسكري ودبلوماسي.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحفي في بغداد أمس الأربعاء إن حكومة بلاده "غير سعيدة بالقرار الأميركي"، محذّراً من أن "الانسحاب الأميركي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانسحابات" من دول أخرى تشارك في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي سيكون "خطيراً لأن داعش يهدّد العراق وأيضاً المنطقة".