"ارحل متورطش الجيش".. مصريون يرفضون التدخل بليبيا والسيسي يفتح باب التراجع
عبد الرحمن محمد-القاهرة
ما إن أنهى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمته في احتفال عيد الميلاد داخل الكنيسة الأرثوذكسية -والتي حملت توددا لفظيا معتادا للشعب- حتى تصدر وسم يطالب برحيله.
وخلال قرابة سبع ساعات، تصدر وسم (#ارحل_متورطش_الجيش) قائمة الوسوم الأعلى تداولا بموقع تويتر في مصر، كرد سريع من قبل نشطاء على حديث الرئيس الذي تحدث عن عدم انجرار مصر للحروب هنا وهناك.
وخلال حديثه الذي لم ينفصل عن المستجدات الإقليمية، أكد السيسي أنه "ما حدش هيقدر يجرجرنا هنا ولا هنا" في دلالة على عدم الانجرار للحرب التي تضج بها وسائل الإعلام المصرية ومواقع التواصل.
والأسبوع الماضي، وزعت أجهزة الأمن خطابا موحدا على فنانين وإعلاميين، شدّد على ما وصفه بخطر الوجود التركي في ليبيا على الأمن القومي المصري.
وطالبت شخصيات عامة على مواقع التواصل بالاصطفاف وراء القيادة السياسية ونبذ المعارضة جانبا، ترجيحا لكفة الأمن القومي على الخلافات.
وبلغت حدة الخطاب الموحد تحت وسم #كلنا_الجيش_المصري درجةَ تخوين كل من لا يشارك في حملة الاصطفاف خلف الحكومة بشأن ليبيا رغم غموض موقف هذه السلطة نفسها من هذا الملف.
|
وجاء تصدر وسم (#ارحل_متورطش_الجيش) بعد يومين من تصدر وسم على ذات المنوال (#دم_جنودنا_مش_للبيع) في سياق المطالبة بعدم توريط الجيش في حرب في مواجهة الجيش التركي الذي بدأ الوصول بشكل تدريجي لدعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
وتساءل نشطاء عن سبب الحديث الإعلامي المتوالي عن الحرب وإمكانية دخولها، معددين في سخرية أسبابا منطقية للحرب تتوفر في سياق الحديث عن دول أخرى، كما الحال مع سد النهضة الإثيوبي والاستيلاء على غاز شرق المتوسط وجزيرتي تيران وصنافير.
|
|
واعتبر مغردون تصدر الوسوم الرافضة لإقحام الجيش في حرب دليلا واضحا على ارتفاع وعي الشعب المصري، رغم محاولات الإعلام المؤيد للسلطة المكثفة للتأثير على هذا الوعي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وأدانت الخارجية الخميس الماضي موافقة البرلمان التركي على مشروع قرار يسمح بتقديم الدعم العسكري إلى حكومة الوفاق الليبية.
وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي إلى اجتماع مجلس الأمن القومي -برئاسة السيسي- والذي تناول التطورات الراهنة المتعلقة بالأزمة الليبية، والتهديدات التي سيمثلها التدخل العسكري التركي في ليبيا.