لوفيغارو: ما اللعبة الغامضة التي يلعبها مقتدى الصدر؟

Supporters of Iraqi Shi'ite cleric Moqtada al-Sadr protest against what they say is U.S. presence and violations in Iraq, during a demonstration in Baghdad, Iraq January 24, 2020. REUTERS/Alaa al-Marjani
الآلاف لبوا دعوة الصدر لمظاهرات تطالب بخروج القوات الأميركية من العراق (رويترز)

لبى دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عشرات الألوف بالخروج أمس الجمعة إلى شوارع بغداد، مطالبين برحيل أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي من البلاد ورافعين شعارات من قبيل "فليرحل المحتل" و"نعم للسيادة الوطنية".

وقال الكاتب جورج مالبرينو، في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إن هذه المظاهرة تأتي بعد مضي ثلاثة أسابيع على قتل أميركا للجنرال الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي قرب مطار بغداد.

ولفت إلى مشاركة الكثير من أنصار الصدر منذ أربعة أشهر في بغداد وكذلك في محافظات جنوبي البلاد، في الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية ومحاربة الفساد.

ونقل الكاتب عن الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط حارث حسن، تعليقا على ذلك أن "الصدر يعمل على تقديم نفسه زعيما مصلحا من جهة، ويسعى للحفاظ على صورته رمزا لمقاومة الاحتلال الأميركي من جهة أخرى..".

وكان الصدر قد أمر قبل ثلاثة أسابيع بعودة مليشيا جيش المهدي من جديد، التي قاتلت ضد الجنود الأميركيين بين عامي 2003 و2011.

وفي الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري، أسهم مقتل سليماني -بأمر مباشر من ترامب- في إعادة خلط الأوراق من جديد في بغداد، حيث أجبر ذلك المحتجين على الحد من مطالبهم في تغيير النظام العراقي لكي يتجنبوا اتهامهم بالتبعية للولايات المتحدة.

ولكن ذلك لم يثنِ بعض الشباب على إدانة القمع الذي تمارسه المليشيات الشيعية الموالية لإيران، التي خلفت مقتل 12 متظاهرا خلال الأيام الأخيرة. ومن جانبه، يحاول الصدر توحيد الفصائل العراقية للوقوف إلى جانبه ضد الوجود الأميركي في العراق.

فخلال الأسبوع الماضي، التقى الصدر في مدينة قم الإيرانية قادة الفصائل العراقية، ووفقا لخبير عراقي -لم يفصح عن اسمه- فإن "هذا الاجتماع يخفي وراءه نية الصدر وبقية المليشيات الشيعية في تأسيس مركز موحد لقيادة العمليات ضد الوجود الأميركي".

فصائل موالية
ونوه الكاتب بأن أبرز الأسئلة المطروحة بعد مقتل سليماني تتلخص في موقف الفصائل الموالية لإيران، وهل ستدخل هذه المليشيات في حرب عصابات لطرد القوات الأميركية؟

أو أنها تلقت تعليمات من طهران بالتريث، جزءا من إستراتيجية الانتظار والترقب الإيرانية لما بقي من أشهر قبيل انطلاق الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة؟

من جهته، ذكر مسؤول رسمي إيراني أن "مصلحتنا الآن ليست في تحويل العراق إلى ساحة حرب مع الولايات المتحدة".
 
دور الصدر
واعتبر الكاتب أن مقتدى الصدر يلعب دور محور القوة الإيرانية الناعمة في بغداد، ولكن تقلب آرائه لم يرض أنصاره المعادين للتدخل الإيراني.

كما يستنكر أنصار الصدر مشاركة زعيمهم في نظام يريدون الإطاحة به، خاصة أن الصدر يحظى بالعديد من الحلفاء داخل النظام الحالي من بينهم وزراء، ويتمتع أيضا بأقوى كتلة برلمانية، الأمر الذي يعطيه الأغلبية لتسمية رئيس الوزراء المقبل، لكن بالاتفاق مع الإيرانيين.
           

المصدر : لوفيغارو