فرنسا.. ما سر إعلان مرشحة اليمين المتطرف المبكر ترشحها لرئاسيات 2022؟

Electoral documents for the upcoming second round of 2017 French presidential election are displayed as registered voters will receive an envelope containing the declarations of faith of each candidate, Emmanuel Macron (R) and Marine Le Pen (L), along with the two ballot papers for the May 7 second round of the French presidential election, in Nice, France, May 3, 2017. REUTERS/Eric Gaillard
لوبان خرجت تجر أذيال الهزيمة من الدور الثاني لرئاسيات 2017 (رويترز)

أثار إعلان مبكر لمارين لوبان رئيسة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا -الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2022- تساؤلات عدة بشأن توقيت هذا الإعلان والهدف من ورائه.

وأعلنت لوبان أمس الخميس -في مؤتمر صحفي بمقر حزبها بضاحية نانتير الباريسية- ترشحها رسميا للرئاسيات قبل عامين من موعدها المحدد، وقالت "لقد فكرت في هذا القرار (الترشح) لكن أود أن أقول إنه اتخذ".

وذكرت مجلة "لوبوان" في تقرير لها أن لوبان تسعى من خلال هذا الإعلان -الذي يتزامن مع قرب خوض الفرنسيين غمار الانتخابات البلدية منتصف مارس/آذار المقبل- إلى تحقيق جملة من الأهداف.

ضغط مبكر
ترى المجلة أن هذا الإعلان سيشكل ضغطا إضافيا على الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يواجه منذ شهور إحدى أكبر الأزمات الاجتماعية خلال فترة ولايته، متمثلة في حراك "السترات الصفراء" والاحتجاجات على إصلاح نظام التقاعد.

وترى "لوبوان" أن إعلان مرشحة اليمين المتطرف رسالة واضحة للمحتجين ضد إصلاح نظام التقاعد بأنها الأقدر على حمل همومهم والاستجابة لتطلعاتهم، و"للشعبويين" بأنها المرشح الأفضل لمواجهة طموحات المتشدقين بالانفتاح والعولمة من أمثال ماكرون.

بالرغم من ذلك، تعرف لوبان جيدا أن شعبيتها مازالت هشة بعد فشلها الذريع في مناظرتها ضد ماكرون بالدور الثاني من رئاسيات 2017، واتضح ذلك جليا قبل أسابيع فقط عندما لمحت إلى إمكانية إعادة السيناريو الإيطالي الذي ارتقى برئيس حزب "رابطة الشمال" اليميني ماتيو سالفيني إلى دائرة الحكم بفضل تحالفه مع حزب "فورتسا إيطاليا" وأحزاب متطرفة صغيرة أخرى، مما يعني أنها مستعدة لدعم أي مرشح تكون حظوظه أوفر في هزيمة ماكرون.

كما صرحت مرارا لوسائل الإعلام بأنها لن تترشح في حال كان هناك منافس أحسن تموقعا وأوفر حظوظا منها، وهو ما ترى فيه المجلة محاولة من لوبان لإظهار "زهدها" في السلطة وبأن ما يحكم قراراتها في هذا الإطار هو "التضحية" من أجل تحقيق آمال وطموحات قطاع عريض من الفرنسيين.

دور الفزاعة
ترى المجلة أن لوبان تسعى من خلال إعلانها أيضا إلى إظهار نفسها بمظهر المتنافس الرئاسي الجدي والحريص على تحضير حملته الانتخابية مبكرا، أي أنها تخوض حملة لإعادة المصداقية إلى صورتها ونزع رداء "الفزاعة" الذي ظل يلازمها لوقت طويل.

وخلال مؤتمرها الصحفي الأخير، عندما سألها أحد الصحفيين إن كان هذا الترشح سيشكل آخر حملة انتخابية رئاسية، أجابت "إذا انتخبت رئيسة عام 2022، فمن الحتمي أنني سأتقدم مجددا للدفاع عن منصبي..".

ويؤكد هذا الرد بأن لوبان حريصة على إعطاء الانطباع بأنها قادرة على بلوغ كرسي الرئاسة، وبالتالي فهي مرشحة جديرة بالثقة وذات مصداقية.

وترى المجلة أن لوبان -وبعد أن استطاعت أن تصبح رئيسة الحزب الأول بلا منازع، بفضل تصدر الانتخابات الأوروبية في مايو/أيار الماضي، ونجحت في ذات الوقت في النأي بنفسها عن الاحتجاجات الاجتماعية الداخلية- أبانت بقرارها الأخير عن "براعة" تكتيكية رغم أنها لم تتخلص بعد من أذيال الهزيمة المدوية التي حصدتها برئاسيات 2017.

المصدر : الصحافة الفرنسية