الصهيونية لم تعد بنظره حركة عنصرية.. رئيس وزراء الهند يسعى لاستنساخ إسرائيل
اعتبر مقال بموقع ميدل إيست آي الإخباري البريطاني أن الهند التي كانت يوما ما تعتبر الصهيونية حركة عنصرية بدأت اليوم تستنسخ فكرتها وتطبقها في عموم البلاد.
وجاء في المقال الذي كتبه كبير المحررين بالموقع، أزاد عيسى، أن القومية الهندوسية والقومية الصهيونية تتشاطران طموحا مشتركا لبناء دول ديمقراطية استعلائية ذات ثقافة واحدة وعرق واحد وأمة واحدة.
ويقول الكاتب إن هذا التوجه الجديد للهند برز بشكل واضح مع انتخاب السياسي الهندوسي "القومي" ناريندرا مودي رئيسا للوزراء في عام 2014.
تشدق بالألفاظ
ويشير أزاد عيسى إلى أن الهند شرعت في توثيق علاقاتها مع إسرائيل بمعزل عن التزامها بعملية السلام الفلسطينية. ومع أن الهند كانت قد اعتبرت يوما من الأيام الصهيونية نمطا من العنصرية فإن مشاطرتها هواجس عسكرية مع إسرائيل جعلتها تخفف تدريجيا من تضامنها مع الشعب الفلسطيني واقتصاره على مجرد تشدق بالألفاظ.
ويضيف أن مودي، العضو الدائم في المنظمة القومية الهندوسية "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" التي طالما حلمت بتحويل الهند إلى دولة هندوسية، نقل عملية إعادة صياغة بلاده إلى أعلى مراحلها.
ورغم أن منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ استلهمت أفكارها من الزعيم الألماني أدولف هتلر ومفهومي "القومية الثقافية" و"الاعتداد العرقي" اللذين تبنتهما الحركة النازية، فسرعان ما جمع هدف واحد بين ناريندرا مودي ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو تعزيز سلطة مطلقة وشاملة على أراضي دولتيهما.
ديمقراطيات عنصرية استعلائية
كما أدرك الرجلان تشابها في طموحاتهما لبناء "دولتين ديمقراطيتين استعلائيتين قوامهما ثقافة واحدة وعِرق واحد وأمة واحدة".
وما لبث أن تُرجمت تلك العلاقة إلى تعاون تقني وزراعي وشراكات جديدة. ومع أن الهند ظلت تشتري أسلحة من إسرائيل قرابة عقدين من الزمان، فإن مشترياتها في ظل رئاسة مودي للحكومة بلغت 46% من مبيعات إسرائيل لجميع أنواع السلاح.
ووفقا لمقال أزاد عيسى، فإن إسرائيل باتت اليوم أكبر مورد سلاح للهند، حيث بلغت مبيعاتها العسكرية مليار دولار تقريبا في العام الواحد.
وبددت الزيارة التي قام بها ناريندرا مودي إلى دولة إسرائيل في 2017 -وهي الأولى من نوعها لرئيس حكومة هندي على رأس عمله- أية شكوك بشأن التزامه تجاه ذلك الكيان.
تآلفت أرواحهما
ومنذ ذلك الحين بات الارتباط القائم بين القومية الهندوسية والصهيونية "كبيرا ومهما"، حتى أن أزاد عيسى وصف الحركتين بأن أرواحهما صارت "متآلفة".
وعلى الرغم من أن الهند ما فتئت تتحدث عن "المواطنة المتساوية"، فإنه لا يمكن اعتبار المسلمين والمسيحيين ينتمون إلى "العِرق الهندوسي" ما يجعلهم يرزحون تحت ضغط دائم لإثبات ولائهم للدولة الهندوسية.
ويستطرد عيسى بأن الهند الهندوسية اعتبرت تاريخ مسلميها ومسيحييها "مخزيا ومعيبا"، لتبرير إقدامها على تغيير الكتب المدرسية والمناهج الدراسية.
ووفقا لأزاد عيسى، فإن تحريف التاريخ من جانب الهند يهدف فقط إلى تعزيز مصالح حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم.
تراجع كبير
وحتى ضم الهند إقليم كشمير بعد إلغائها الحكم الذاتي فيه الشهر الماضي ليس سوى تنفيذ لوعد قطعته منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ القومية الهندوسية لتوحيد جميع مظاهر الحضارة الهندوسية التي تزعم أنها "سُحقت تحت أقدام الغرباء"، في إشارة إلى المسلمين.
ويخلص مقال ميدل إيست آي إلى أن الهند، التي طالما كانت تساوي الصهيونية بالعنصرية، لم تعد تحت حكم ناريندرا مودي راغبة في الاستمرار بالتظاهر الكاذب بالتضامن مع الفلسطينيين.
فالهند -برأي أزاد عيسى- يقودها اليوم رجل ومنظمة يستبد بهما هوس تحويل البلاد إلى إسرائيل أخرى.