فورين بوليسي: الشباب الأفغاني يعاني من أزمة نفسية بسبب الصراع الذي لا ينتهي

blogs طالبان
أفغانستان شهدت نحو 40 عاما من العنف منها 18 عاما من الصراع المتواصل بعد الغزو الأميركي في 2001 (رويترز)

يقول الكاتب سهراب أزاد في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية إن جيلا من الأفغان ينشأ وسط أعمال عنف لا هوادة فيها، تتسبب له في أزمة نفسية.

ويضيف الكاتب إن أفغانستان كانت قبل عقد من الزمان أسوأ مكان يمكن أن يولد فيه إنسان في العالم، وذلك بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف.

ويقول أزاد إن هذه الأوضاع البائسة لا تزال موجودة في أفغانستان في الوقت الحاضر، فمظاهر الفقر منتشرة وهناك نقص في إمدادات الكهرباء والمياه النظيفة، والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات منتشر على نطاق واسع في البلاد.

ويشير إلى أن أفغانستان شهدت نحو 40 عاما من العنف، منها 18 عاما من الصراع المتواصل بعد الغزو الأميركي في عام 2001.

أزمة يأس
وبحسب المقال فإن الشباب الأفغاني يواجه أزمة يأس، حيث لا توفر الانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم سوى القليل من فرص الإغاثة، بعد انهيار محادثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في وقت سابق من الشهر الجاري.

ويضيف الكاتب أن العنف يتصاعد من جديد في أفغانستان، وأن حركة طالبان نفذت سلسلة من التفجيرات الانتحارية في كابل وفي جميع أنحاء البلاد في الفترة التي سبقت التصويت، والتي تأخرت بالفعل عدة مرات بسبب المخاوف الأمنية.

ويقول الكاتب إن العنف كان له تأثير خانق على حياة ملايين الأفغان، حيث يسيطر الصراع على السياسة، ولا يترك مجالا للخطاب أو العمل على مجموعة كبيرة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية المهملة.

ويضيف أن الشباب يتحمل أعباء الماضي الثقيلة ويتلقون القليل من الدعم من حكومة يسيطر عليها الشيوخ، أو من طالبان في المناطق التي يسيطرون عليها، أو من الولايات المتحدة.

حرب ونفسية
ويرى أزاد أن تداعيات العنف المطول وعدم اليقين تتجاوز نطاق السياسة، وأن الحرب تركت آثارها السلبية على نفسية الأفغان تماما كما تسببت في خراب البلاد.

وبينما تكافح البلدان للتغلب على تركة الصراع، فغالبا ما يتم التغاضي عن الأضرار النفسية.

ويضيف الكاتب أنه بالرغم من أهمية هذه الموارد، فإنها تهمل ضرورة غير مرئية تتمثل في الصحة العقلية، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية قدرت أن أكثر من مليوني شخص في أفغانستان يعانون من اضطرابات الاكتئاب والقلق، بينما تشير نتائج لمؤسسة غالوب بأن الأرقام الحقيقية من المحتمل أن تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث من المؤكد أن الملايين يحتاجون إلى شكل من أشكال الدعم النفسي.

ويختتم بالقول إنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية أو اتفاق السلام المستقبلي مع طالبان، فإن صدمة الحرب الجماعية ستظل تطارد الأجيال القادمة من الأفغان إذا استمرت دون معالجة.

المصدر : الجزيرة + فورين بوليسي