كيف تستفيد روسيا من الهجمات على منشآت النفط السعودية؟

Russian President Vladimir Putin (R) meets with Saudi Arabia's King Salman in the Kremlin in Moscow, Russia October 5, 2017. Sputnik/Alexei Nikolsky/Kremlin via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
الرئيس بوتين والملك سلمان سبق أن التقيا بموسكو في 2017 (رويترز)

تساءل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن الكيفية التي يمكن من خلالها لروسيا الاستفادة من الهجمات على شركة أرامكو النفطية السعودية، وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سرعان ما صرح بإمكانية بيع بلاده أسلحة دفاعية متطورة.

ويضيف الكاتب أليكسي خليبنكوف في مقال نشره الموقع أن بوتين لم ينتظر فترة طويلة بعد الهجمات ليشير إلى أنه يمكن للسعودية أن تستفيد من شراء نظام الدفاع الروسي "إس400".

ويشير المقال إلى أن الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية الرئيسية في السعودية تسببت في توقف نصف إنتاج البلاد من النفط، وأنها تنذر بتحول كبير في النهج نحو الأمن الإقليمي والعالمي.

ويقول الكاتب إنه مع ارتفاع أسعار النفط، بدأ نموذج خليج آمن ومحمي تحت مظلة عسكرية أميركية في الانهيار.

تداعيات وخيمة
ويشير إلى أنه بالإضافة إلى التداعيات الوخيمة لسوق النفط والاقتصاد العالميين، فيجب عدم التقليل من شأن الجوانب السياسية والأمنية لهذه الهجمات، خاصة في ما يتعلق بروسيا.

ويقول إن لدى روسيا سمعة موثوقة كمورد للطاقة، وذلك بالنظر إلى نظامها من خطوط أنابيب النفط والغاز إلى أوروبا والصين.

ويضيف أن ما يعزز هذه السمعة بشكل أكبر هو ما لدى موسكو من قدرة على حماية بنيتها التحتية الحيوية للطاقة، التي لم تشهد أي إخفاقات أو هجمات كبيرة على مدى العقود القليلة الماضية.

وسيكون من الصعب على روسيا زيادة إنتاجها بشكل كبير في أي حال، حيث بلغت البلاد ذروة جديدة في الإنتاج العام الماضي، كما يمكن أن ينزلق التقلب المتزايد في الشرق الأوسط بسهولة إلى حرب إقليمية، مما قد يؤثر سلبا على العديد من اللاعبين سياسيا واقتصاديا، بما في ذلك روسيا.

أنظمة عسكرية
ويمكن لموسكو جني فوائد من الأزمة تتمثل في توسيع نطاق السوق لأنظمتها العسكرية، حيث قد تصبح السعودية ودول الخليج الأخرى أكثر جدية في ما يتعلق بشراء الأسلحة الروسية، بما في ذلك "إس400" ومن أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك أنظمة الحرب الإلكترونية، للمساعدة في حماية بنيتها التحتية الاقتصادية والنفطية المهمة.

وينسب الكاتب إلى بوتين تصريحه قبل أيام بأنه جاهز لمساعدة السعودية على حماية شعبها، وأنه "سيكون كافيا أن تتخذ القيادة السعودية قرارا حكيما كما فعل قادة إيران بشراء منظومة "إس300″، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشرائه منظومة "إس400″ للدفاع الجوي من روسيا، حينها سيكون بإمكانهم حماية أي منشأة في السعودية".

ويضيف أن هذه الهجمات تفتح بعض الفرص أمام موسكو لتعزيز تعاونها العسكري التقني مع السعودية، مشيرا إلى أن الرياض كانت مهتمة بشراء الأسلحة الروسية.

ويشير إلى أن موضوع شراء السعودية الأسلحة الروسية كان على جدول الأعمال خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو عام 2017، وأنه من المرجح أن يظهر مرة أخرى خلال زيارة بوتين القادمة للسعودية.

ضغوط أميركية
ويضيف الكاتب أن السعودية قد تواجه ضغوطا شديدة ومعارضة من الولايات المتحدة إذا قررت شراء الأسلحة الروسية.

موضحا أن بوتين عرض بيع الرياض النسخة الأكثر تطورا من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتمثلة في "إس400″، في حين تمتلك إيران النسخة "إس300″، مما يضع إسفينا في العلاقة بين موسكو وطهران.

ويقول إن من المرجح استخدام روسيا ترسانتها الدبلوماسية للمساعدة في نزع فتيل التوترات والحفاظ على علاقاتها مع السعودية، وهي مسألة ذات أهمية حاسمة في الفترة التي تسبق زيارة بوتين للسعودية الشهر المقبل.

المصدر : الجزيرة + ميدل إيست آي