تنافس اللحظة الأخيرة.. كيف سيختم مرشحو رئاسيات تونس حملاتهم؟

محمد علي لطيفي تونس- تونس تستعد الى اجراء ثاني انتخابات رئاسية بطريقة ديمقراطية منذ ثورة يناير 2011، والحادية عشر في تاريخها منذ الاستقلال يتنافسىفيها 26 مترشحا
تونس تستعد للصمت الانتخابي قبل فتح صناديق الاقتراع صباح الأحد (الجزيرة)

مجدي السعيدي-تونس

تحوّل التسابق خلال حملات الانتخابات الرئاسية بتونس من التفنن في عرض معلقات الدعاية وتقديم برامج انتخابية قادرة على استقطاب الناخبين، إلى التنافس على مناطق اختتام الحملات التي تنتهي اليوم الجمعة قبل فتح مراكز الاقتراع الأحد.

وقبل ساعات من إعلان الصمت الانتخابي، تحوّل شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس إلى محور سجال انتخابي ساخن بين حملة المرشح عن حزب الجبهة الشعبية حمة الهمامي وحملة مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو، وذك من أجل استغلال الشارع الذي له رمزية كبيرة لدى التونسيين.

ومنحت الهيئة المستقلة للانتخابات حركة النهضة تأشيرة استغلال شارع الحبيب بورقيبة وساحة 14 يناير اللذين شهدا ذروة الاحتجاجات الشعبية العارمة في يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وأثار القرار احتجاج حزب الجبهة الشعبية الذي ندد بمنع مرشحه من عقد اجتماع اختتام حملته بالشارع الأكبر بالعاصمة تونس، قبل أن يدخل أعضاء الحملة وعدد من الداعمين لحمة الهمامي في اعتصام داخل مقر الهيئة الفرعية للانتخابات تعبيرا عن رفضهم سحب نشاطهم من شارع بورقيبة لصالح مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو، بحسب تصريح مدير حملة الهمامي الرئاسية أيوب الجوادي.

‪شارع الحبيب بورقيبة قبل ساعات من انطلاق فعاليات اختتام الحملات الانتخابية لعدد من المرشحين‬  (الجزيرة)
‪شارع الحبيب بورقيبة قبل ساعات من انطلاق فعاليات اختتام الحملات الانتخابية لعدد من المرشحين‬ (الجزيرة)

رمزية شارع بورقيبة
وفي وقت متأخر من ليلة الجمعة، منحت هيئة الانتخابات رسميا حزب الجبهة الشعبية الترخيص الرسمي لاختتام الحملة بشارع الثورة الذي سيشهد بدروه فعاليات اختتام حملة المرشح عبد الفتاح مورو.

وقال الجوادي للجزيرة نت "نجحنا في فضح مساعي الانقلاب على منحنا الترخيص لإقامة اجتماع مرشحنا مع أنصاره في المكان الذي يحمل رمزية كبيرة، الاختتام سيكون في مكانه بشارع الثورة، الشارع الذي شهد نهاية الدكتاتورية في تونس".

من جهته، وجّه عادل الدعداع عضو حملة المرشح عبد الفتاح مورو دعوة لأنصار حركة النهضة للتجمهر بشارع الثورة والمشاركة في اختتام الحملة.

وحول اختيار شارع بورقيبة لاحتضان الفصل الختامي من الحملة، قال الدعداع للجزيرة نت "الشارع يحمل دلالات عميقة، هنا شهدت تونس أكبر التحولات وهنا سيلتقي أنصارنا بمرشحهم وبقيادات الحركة، اختيارنا لم يكن اعتباطيا لأن اللقاء الأخير مع قواعدنا الانتخابية يحظى بأهمية بالغة".

من جهته، اختار مرشح حزب التيار الديمقراطي محمد عبو ساحة القصبة، التي يوجد بها مقر الحكومة لتكون مسرحا لاختتام حملته.

وتحمل منطقة القصبة بالعاصمة أبعادا رمزية للتونسيين، إذ كانت فضاء لحراك سياسي واجتماعي عنيف وملاذا للمحتجين، كما شهدت احتجاجات شعبية عارمة بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 للمطالبة بإسقاط الحكومة التي كان يرأسها محمد الغنوشي رئيس حكومة بن علي قبل الثورة.

وفي 27 يناير/كانون الثاني 2011، اعتصم آلاف المتظاهرين أمام مقر الحكومة بالقصبة مطالبين برحيل محمد الغنوشي وتنصيب حكومة ثورية، وأطلقوا على احتجاجهم "اعتصام القصبة 1" الذي أدى بعد أسابيع إلى استقالة الحكومة وتعيين الباجي قايد السبسي في ذلك الوقت رئيسا لحكومة انتقالية.

‪ساحة الشهداء تعج بجماهير أحد المرشحين‬  (الجزيرة)
‪ساحة الشهداء تعج بجماهير أحد المرشحين‬ (الجزيرة)

مدن الثورة
من جهته، قال منسق حملة المرشحة سلمى اللومي للانتخابات الرئاسية عبد العزيز القطي إن إدارة الحملة ستجتمع عند النصب التذكاري للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وسط العاصمة بما يحمله ذلك من دلالات للمرشحة عن حزب الأمل.

وأضاف للجزيرة نت "لأول مرة تشهد تونس ترشح امرأة للانتخابات الرئاسية، حرية المرأة هي مكسب رسخه الزعيم الحبيب بورقيبة ودعمه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، اختيارنا إنهاء حملتنا الانتخابية عند تمثال بورقيبة كان مدروسا".

واختار عدد من المرشحين اختتام حملاتهم في مدن كانت معاقل للثورة واندلاع الاحتجاجات مثل قفصة وسيدي بوزيد والقصرين وصفاقس.

ومن المنتظر أن يختتم الصافي سعيد حملته الانتخابية في مدينة قفصة (جنوب غرب) التي شهدت احتجاجات عارمة منذ العام 2008 وعرفت أحداث الحوض المنجمي احتجاجا على سياسة القمع البوليسية للرئيس المخلوع بن علي.

كما اختار إلياس الفخفاخ مدينة صفاقس مسقط رأسه لاحتضان نهاية حملته، باعتبار أنها تضمن خزانا انتخابيا هاما، كما أنها ستجمعه بأكبر عدد من أنصاره، بحسب تصريح المكلفة بالإعلام في الحملة سمية المعمري للجزيرة نت.

بدوره، ينهي مرشح تيار المحبة الهاشمي الحامدي حملته الانتخابية من محافظة سيدي بوزيد، التي شهدت اندلاع الشرارة الأولى للثورة التونسية في أواخر العام 2010.

وتختتم الحملات الانتخابية للمرشحين الستة والعشرين اليوم الجمعة قبل إعلان الصمت الانتخابي وانطلاق عمليات التصويت بتونس الأحد المقبل.

المصدر : الجزيرة