المرأة التي حفظت السر 20 عاما.. جاسوسة بأميركا لم يعرف حتى أولادها أنها روسية
للإجابة عن هذ السؤال، يستعرض موقع صحيفة لوتان السويسرية قصة هذه الجاسوسة برواية فافيلوفا نفسها، التي تحدثت عن سنوات كانت فيها عميلة سرية لجهاز المخابرات السوفياتية (كي جي بي) إلى جانب زوجها، في رواية قال الموقع إن ما بها يشبه الواقع الحقيقي.
وكما يروي الموقع، فإن الشابين تيم وأليكس (28 و24 عاما) قد يتذكران ما كانت تقدمه أمهما من "محشو باللحوم"، قائلة "الليلة الأكل هو رافيولي إيطالي"، إلا أنهما في الواقع لم يكونا يعرفان أن ما يأكلانه ليس إيطاليا، بل فقاعا سيبيريا.
كما لم يكن ينبغي لهما أن يعرفا -وهما المولودان في كندا ويعيشان في ضواحي بوسطن- حقيقة أن اسمي والديهما ليسا تريسي ودونالد، بل إيلينا وأندريه، وأنهما لم يكونا أميركيين، ولكنهما روسيان من سيبيريا البعيدة، ويعملان للكي جي بي.
كسر القواعد
هذا النوع من الحكايات الطريفة –حسب الموقع- هو الذي يوجد في كتاب فافيلوفا، الذي اختارت له عنوان: "المرأة التي تعرف كيف تحفظ الأسرار"، وهو كتاب نشر مؤخرا في موسكو من قبل دار النشر المرموقة "إيكسمو"، وكتب بمساعدة أندريه برونيكوف الذي ينتمي هو الآخر إلى عالم المخابرات الروسية.
ويعد هذا الكتاب -كما يقول الموقع- رواية غريبة رفعت فيها المخابرات السوفياتية ثم الروسية طرفا من الحجاب الذي يغلف نشاطها "غير القانوني"، وقصص هؤلاء العملاء السريين الذين لا يتمتعون بأي حصانة دبلوماسية، الذين تم إرسالهم للاندماج مع السكان المحليين تحت ستار هوية زائفة، و"أسطورة" وضعت بعناية لسنوات، إن لم يكن لعقود.
كشف القناع
وأوضح الموقع أن كشف العميلين تم في عملية بعنوان "قصص الأشباح"، تم خلالها تبادلهما وعشرات العملاء الروس الآخرين، مع أشخاص متهمين بالتجسس لصالح الغرب من قبل موسكو، وعند عودتهم إلى موسكو استقبلهم الرئيس فلاديمير بوتين وأعطاهم أوسمة "للخدمات التي قدموها للوطن"، ثم نالوا وظائف ذات رواتب جيدة في الشركات المملوكة للدولة.
ويوضح الموقع أن زوج فافيلوفا أصبح يقدم دورات في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية المرموقة، حيث يتخرج الدبلوماسيون الروس والجواسيس، في حين نسيت فافيلوفا، حتى خرجت بهذه الرواية، وهي تقول في أحد المقالات العديدة التي كرستها لها الصحافة الروسية "أردت بشكل خاص إظهار ما الذي يجب أن تكون عليه المرأة في هذه المهنة".
بند خاص
إلا أن حقوق قصتهما استولى عليها شخص آخر هو كاتب السيناريو والمنتج جو ويسبرغ الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) الذي ألف سلسلة "الأميركيون" الشهيرة عام 2013.
ولعب دور كل من أندريه وإيلينا كل من ماثيو ريس وكيري راسل، ليقول الزوجان إن الفيلم "باستثناء الجنس والتخفي والاغتيالات، يمثل الواقع الإنساني لعملنا إلى حد كبير".
لم نكن جيمس بوند
ورغم الجهود التي بذلتها فافيلوفا –كما يقول الموقع- يبدو أن الإنجاز الوحيد للزوجين هو الاستقرار والاندماج في المجتمع الغربي دون جذب انتباه السلطات، لدرجة أن أطفالها لم يكونوا يعرفون أنها روسية.
وخصص المؤلف العديد من الصفحات للرجل الذي خان فافيلوفا، ألا وهو ألكساندر بوتيف، من القوات الخاصة التابعة لجهاز المخابرات السوفياتي السابق في أفغانستان، الذي عمل مديرا للعمليات السرية في أميركا الشمالية، وانشق عام 2010 و"قام" بتحويل شبكته بالكامل إلى الأميركيين في مقابل اللجوء له ولأسرته.
وأشار الموقع إلى أن الصفحات الأكثر إثارة للاهتمام في القصة، والأكثر صدقا -على ما يبدو- لما يملؤها من حنين صادق، هي صفحات "العصر العظيم"، عندما كان هناك اتحاد سوفياتي في أوجه. وكذلك عندما جاءت إلى ضابط في جهاز المخابرات السوفياتية هذه الفكرة المجنونة، بتجنيد زوجين من طلاب سيبيريا قبل إرسالهما إلى موسكو، ليمحي ماضيهما ويجعلهما بداية عائلة أميركية لا تلفت الانتباه، ولكن مع مستقبل عظيم.
تلك هي قصة عائلة الجاسوسة إيلينا فافيلوفا.