القوات الأميركية بالسعودية.. هل قدم بن سلمان أفضل وسيلة لتجنيد جهاديين؟

U.S. soldiers participate in the Eager Lion military exercise at the Jordan-Saudi Arabia border, south of Amman May 17, 2017. REUTERS/Muhammad Hamed
جنود أميركيون يشاركون في مناورة سابقة بالسعودية (رويترز)

في مستهل مقالها بمجلة فورين بوليسي الأميركية، تساءلت الكاتبة علياء براهيمي عما إذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أهدى الجهاديين أفضل وسيلة لتجنيد واستقطاب الأعضاء باستدعائه مجددا قوات أميركية إلى المملكة.

وأشارت الكاتبة -وهي مؤسسة مشاركة لشركة ليغاتوس غلوبال الاستشارية في مجال السياسة والأمن- إلى أن الغضب من وجود القوات الأميركية في السعودية سابقاً كان دفع أسامة بن لادن إلى تأسيس تنظيم القاعدة وإعلان الجهاد على الغرب، وأن قرار ولي العهد الذي رحب بعودة القوات يمكن أن يشعل الفتيل مرة أخرى.

ورأت أن عودة القوات الأميركية إلى السعودية يعكس مجدداً نهج المخاطرة الذي يتبناه ولي العهد السعودي، وأن رهانه على أن عداء الشعب والمؤسسة الدينية لإيران سيطغى على أي مشاعر معادية للولايات المتحدة هو رهان خطير.

وقالت الكاتبة إن السماح بعودة القوات الأميركية هو جزء من نمط من المقامرة عالية المخاطر ينتهجه ولي العهد، كما تجلى في الحرب في اليمن، والاعتقالات الجماعية للأمراء وأبناء الملوك بتهم الفساد، والقتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي، واعتقال ناشطين دافعوا مرارا عن حريات اجتماعية بدأ ولي العهد نفسه تبنيها، إضافة إلى تحسين العلاقة مع إسرائيل.

وأضافت أنه مع هذا السلوك الإستراتيجي المتغير تواجه القيادة السعودية عددا من المجموعات المختلفة في الوقت نفسه، من الحرس الديني القديم إلى الناشطين الشباب.

وتابعت أن قرار استضافة القوات الأميركية علانية مرة أخرى قد يشجع من دون قصد الجهاديين أيضا، والسلطات السعودية تعي أفضل من الجميع كيف أججت دعوة القوات الأجنبية في الماضي ظهور حركة فتاكة.

ونبهت الكاتبة إلى أن العودة الرسمية للقوات الأميركية إلى السعودية يمكن أن ترى فيها القاعدة فرصة وهي تسعى اليوم يائسة لتمييز نفسها عن طائفية تنظيم الدولة.

وختمت بأنه ينبغي على مسؤولي مكافحة الإرهاب حول العالم أن يكونوا في حالة تأهب، وأن ما يحدث في السعودية قد لا يكون غياب المعارضة، بل هو الهدوء الذي تديره الملكية في مرحلة ما قبل تجدد العاصفة.

المصدر : فورين بوليسي