ليبيا.. هدوء حذر مع قرب انتهاء الهدنة الإنسانية جنوب طرابلس

Fighters loyal to Libyan internationally recognised government walk on the frontline outside Tripoli, Libya May 15, 2019. REUTERS/Goran Tomasevic
مقاتلون من حكومة الوفاق الوطني في أحد محاور القتال جنوب طرابلس (رويترز)

تنتهي اليوم الاثنين الهدنة الإنسانية بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمناسبة عيد الأضحى، وسط توقعات باستئناف المعارك جنوب العاصمة طرابلس في أي لحظة وبوتيرة أشد من ذي قبل.

وقبل ساعات من انتهاء هدنة الـ 48 ساعة، يسود هدوء حذر مختلف محاور القتال جنوب العاصمة، وذلك بعد عدة خروقات من جانب قوات حفتر.
 
وبادرت حكومة الوفاق الوطني بالموافقة على الهدنة التي دعت إليها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، قبل أن يعلن متحدث باسم حفتر القبول بها.

وبدأ سريان الهدنة بعد ظهر السبت ويفترض أن تنتهي بعد ظهر اليوم، وقد أكدت حكومة الوفاق أن قوات حفتر خرقتها أمس مرتين على الأقل بقصفها مطار معيتيقة ومنطقة سوق الجمعة.

وأصابت قذائف محيطَ مطار معيتيقة، وهو المطار المدني الوحيد في طرابلس، مما استدعى تحويل الرحلات نحو مطار مصراتة (200 كلم شرق العاصمة).

وبحلول مساء أمس أعلنت سلطات مطار معيتيقة عودة حركة الملاحة بعد توقفها لساعات عقب سقوط قذائف عشوائية بمحيطه. وقالت مصادر محلية للجزيرة إن بعض القذائف سقطت في منطقة سوق الجمعة المحاذية للمطار مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.

ومنذ سريان الهدنة، تحدثت مصادر من غرفة عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق عن خروقات شملت محاولات قوات حفتر التسلل في بعض المحاور جنوب طرابلس.

كما تحدثت عن تعزيزات ترسلها قوات حفتر إلى محاور القتال جنوب العاصمة عبر مدينة ترهونة. وهناك توقعات بأن الأيام المقبلة قد تشهد عمليات عسكرية كبيرة سعيا من الطرفين لحسم المعركة المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.

وكانت قوات حفتر بدأت في الرابع من أبريل/نيسان الماضي هجوما على طرابلس إلا أن محاولاتها المتكررة لاجتياحها فشلت. وأسفرت المعارك التي تشمل ضربات جوية متبادلة عن مقتل ما لا يقل عن 1100 شخص بينهم عشرات المدنيين، فضلا عن دمار كبير في بعض الضواحي الجنوبية للعاصمة على غرار ضاحية عين زارة.

تفجير بنغازي
على صعيد آخر، دانت خارجية حكومة الوفاق التفجير الإرهابي الذي استهدف موكب البعثة الأممية بمنطقة الهواري بمدينة بنغازي (شرقي البلاد) السبت الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة من موظفي البعثة.

وأكدت الخارجية في بيان أن عودة النشاطات والعمليات الإرهابية ترجع للانفلات الأمني الذي تسبب فيه الهجوم على طرابلس، وانقسام المؤسسات الأمنية والعسكرية.

ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى وضع حد للعدوان على العاصمة، وإرجاع القوات المعتدية حتى تتسنى العودة للعملية السياسية والعمل على وقف النشاطات الإرهابية.

بدوره، استنكر مجلس الأمن الدولي بشدة ما وصفه بالهجوم المميت وغير المقبول الذي استهدف البعثة الأممية في بنغازي، كما نددت البعثة بالتفجير وأكدت أنه لن يثنيها عن مواصلة السعي لإرساء السلام في ليبيا.

وكان مجلس الأمن قد عقد أمس جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع في ليبيا بناء على دعوة من فرنسا وروسيا.

ووصفت بينتو كيتا مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام تفجير بنغازي بأنه رهيب، وقالت إن التفجير وقع في منطقة يُفترض أنها تخضع لسيطرة أمنية كاملة من قوات حفتر.

وأشاد مجلس الأمن بموافقة طرفي الصراع في ليبيا على هدنة إنسانية لمدة يومين جنوب طرابلس.

المصدر : الجزيرة + وكالات