مضاوي الرشيد: السعودية عاصمة الإعلام العربي.. كيف؟

كالامار: نملك أدلة موثوقة تربط بن سلمان بجريمة خاشقجي
الكاتبة: الدافع وراء المبادرة قد يكون تدارك فشل الإعلام السعودي في احتواء الحملة التي تلت مقتل خاشقجي (الجزيرة)

تناولت الباحثة السعودية مضاوي الرشيد أحدث مبادرة لتعزيز دعاية الدولة في السعودية والرامية إلى إنشاء "منتدى الإعلام السعودي"، وذكرت أن المؤتمر الدولي المقرر عقده لهذا الشأن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يأتي بعد عام على مقتل الصحفي جمال خاشقجي وسجن العديد من الكُتاب.

ورأت الباحثة -في مقالها بموقع ميدل إيست آي- أن قضية خاشقجي، بالرغم من المؤتمر المقبل، تكشف مدى بعد هذه الفكرة عن الواقع، وأن الدافع وراء هذه المبادرة المشبوهة قد يكون هو الفشل الذريع للإعلام السعودي في احتواء الحملة التي تلت مقتل خاشقجي فضلا عن مواجهتها.

وقالت إن طوفان الأكاذيب والبيانات الرسمية والدفاع القانوني الأخرق فشل في إقناع جمهور عالمي مثقف ببراءة النظام، حتى مع ترويج هذه الأكاذيب على الإنترنت، بهدف إثارة حيرة المراقبين وخلق البلبلة حول من كان المسؤول.

وألمحت الكاتبة إلى أن تجديد الإعلام السعودي أمر ملح، بالنظر إلى الدافع المثير للجدل لإبرام ما يعرف بصفقة خطة السلام الأميركية التي تدعمها السعودية للتوصل إلى سلام مع إسرائيل دون إشراك الفلسطينيين الأكثر تضررا بالاحتلال والترحيل والقصف.

وتقول الكاتبة إن محاولات السيطرة على وسائل الإعلام ومنح الجوائز للمراسلين السعوديين والعرب والدوليين الأكثر ولاء سيأتي كل ذلك بعكس نتائجه المرجوة، وضربت مثلا بالصحفيين المشهورين توماس فريدمان من صحيفة نيويورك تايمز وديفد إغناتيوس من الواشنطن بوست اللذين استسلما في البداية للدعاية السعودية حول الإصلاح والتحول ثم نبذا هذه الأوهام عندما انكشفت الحقيقة بأنهما كان يؤيدان نظاما دمويا قتل غدرا صحفيا زميلا لهما هو خاشقجي.

وترى الباحثة أنه لكي تصبح السعودية عاصمة الإعلام في العالم العربي بحق، فهي تحتاج إلى حرية التعبير في نظام سياسي ديمقراطي وشفاف، وأن المؤتمرات لن تغير هذا الشرط المهم.

وختمت بأنه ينبغي ألا يُستدرج المراسلون الأجانب المحترمون لقبول دعوة من نظام أظهر عدم التسامح مطلقا مع حرية التعبير، وهو ما أدى إلى قتل أحد الصحفيين الصريحين، بينما يظل آخرون قابعين في السجون.

المصدر : ميدل إيست آي