قائد الأركان الجزائري يبارك الحوار الوطني ويرفض الشروط المسبقة

رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح مصدر الصورة: الصفحة الرسمية لوزارة الدفاع الجزائرية في موقع فيسبوك
قايد صالح قال إن مؤسسات الدولة خط أحمر لا تقبل الشروط المسبقة والإملاءات (وزارة الدفاع الجزائرية)

بارك قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الحوار الوطني الذي تعد له السلطة لإخراج البلاد من الوضع السياسي عبر تنظيم انتخابات رئاسية، لكنه رفض ما وصفها بالشروط المسبقة من اللجنة التي يفترض أن تشرف على الحوار.

وقال قايد صالح في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء خلال حفل تكريم المتفوقين في شهادتي البكالوريا والتعليم الأساسي بالمدارس العسكرية، إن الرئيس المؤقت للبلاد عبد القادر بن صالح تعهد بتهيئة الإمكانات اللازمة والظروف الملائمة لتنظيم انتخابات في أقرب وقت.

وأضاف أن الجيش ويثمن جميع الخطوات المتخذة لتعزيز الحوار الوطني في الجزائر ويتمنى نجاحه.

لكنه قال إن هذا الحوار يجب أن يكون "بعيدا عن أسلوب وضع الشروط المسبقة التي تصل إلى حد الإملاءات، فمثل هذه الأساليب والأطروحات مرفوضة شكلا ومضمونا".

وكان قائد الأركان الجزائري يشير إلى الشروط التي وضعتها اللجنة المشكلة من الرئاسة الجزائرية والمؤلفة -مبدئيا- من ست شخصيات للدخول في الحوار.

واشترطت اللجنة إطلاق شبان اعتقلوا خلال الاحتجاجات لأسباب بينها حمل الرايات الأمازيغية، ورفع القيود الأمنية عن المسيرات التي تنظم كل يوم جمعة، وفتح الفضاء العام وحرية التعبير.

شروط مرفوضة
لكن الفريق قايد صالح وصف الدعوة لإطلاق المعتقلين بالمسمومة، واعتبر أن هؤلاء تعدوا على مؤسسات الدولة وأهانوا الراية الوطنية، مؤكدا أن القضاء وحده من يقرر بشأنهم.

قوات الأمن اعتقلت في الأسابيع الماضية عشرات المحتجين (رويترز)
قوات الأمن اعتقلت في الأسابيع الماضية عشرات المحتجين (رويترز)

كما رفض تخفيف الإجراءات الأمنية التي تسبق المظاهرات في العاصمة والمدن الكبرى الأخرى، وأكد أن تلك الإجراءات تستهدف تأمين المسيرات.

واتهم بعض من وصفهم بأصحاب النوايا الخبيثة بالسعي لتأجيج الوضع وإطالة أمد الأزمة عبر تشويه الحقائق واختلاق الأكاذيب، وتحدث عن ضغوط ترمي إلى منح فرصة لما سماه "العصابة وأذنابها" للتملص من العقاب والعودة للتأثير في مسار الأحداث، مؤكدا في مرة أخرى ألا طموحات سياسية للجيش.

وبينما لا يزال المحتجون يطالبون باستبعاد كل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ومن بينهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، قال قايد صالح إن "مؤسسات الدولة خط أحمر لا تقبل المساومة والشروط المسبقة والإملاءات غير القانونية من أي جهة كانت، وستستمر في أداء مهامها إلى غاية انتخاب رئيس الجمهورية الجديد الذي له كامل الصلاحيات لمباشرة الإصلاحات الضرورية".

وكانت الرئاسة الجزائرية أعلنت الخميس الماضي في بيان تشكيل "الهيئة الوطنية للوساطة والحوار" برئاسة البرلماني السابق كريم يونس، وحددت مهمتها في "التشاور مع فعاليات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وشباب وناشطي الحراك" من أجل تنظيم الانتخابات.

ودعت اللجنة 23 شخصية أخرى للانضمام إليها لكن خمسة ممن تمت دعوتهم رفضوا ذلك، مؤكدين أنهم لن يدخلوا في حوار مع السلطة الحالية. 

في الأثناء، تظاهر مئات الطلاب اليوم في الجزائر العاصمة رفضا لمقترح الحوار الوطني الذي تقدمت به السلطة.

وسار الطلبة من ساحة الشهداء نحو ساحة موريس أودان، ورددوا هتافات بينها "لا حوار مع العصابة"، في إشارة إلى المقربين من بوتفليقة والذين لا يزالون في أعلى هرم السلطة. 

المصدر : الجزيرة + وكالات