صحيفة: عسكر مصر يستخدمون تهمة "الإرهاب" كلما شعروا بالخوف

6 التمهيد للتعديل الدستور سبقه حملة اعتقالات لمعارضين وفق مراقبين-تصوير زميل مصور صحفي ومسموح باستخدام الصورة copy.jpg
كونفدنسيال: مصر أصبحت عادة ما تصنف الانتقادات ضد انتهاكاتها الحقوقية في خانة "تهديد أمن الدولة، الإرهاب" (الجزيرة)

نشرت صحيفة "كونفدنسيال" الإسبانية تقريرا يفيد باستمرار مصر في اندفاعها بمسيرة الاستبداد، حيث أطلقت موجة جديدة من اعتقال الناشطين والسياسيين، باستخدام تهمة "الإرهاب" في ظل تقاعس المجتمع الدولي.

وورد في التقرير -الذي أعدته الكاتبة نوريا تيسون- أن ثلاثة أحداث جرت في مصر خلال الأسابيع الأخيرة تبيّن بشكل واضح أن السياسة بلغت مستوى من السوء لم تبلغه من قبل.

تجليات الاستبداد
وأشارت الكاتبة إلى وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي أثناء محاكمته في قفص عازل للصوت، واتهام قوات الأمن "باختطاف" عدد من نشطاء المجتمع المدني والمحامين، وترحيل مشجع كرة قدم من الجماهير الجزائرية على مواقع التواصل بعد أن رفع لافتة ذات صبغة سياسية.

وأضافت أن هذه الأحداث لم تتصدر أي منها أغلفة الصحف المصرية، مشيرة إلى أن السياسة القمعية أثارت ردود فعل كثيرة في صفوف المنظمات العالمية، حيث دعت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والمتحدث باسم لجنة حقوق الإنسان الأممية إلى إجراء تحقيق مستقل حول وفاة الرئيس.

الصحيفة: المصريون يشعرون بتخلي المجتمع الدولي عنهم(الجزيرة)
الصحيفة: المصريون يشعرون بتخلي المجتمع الدولي عنهم(الجزيرة)

ومضى التقرير يقول إن مصر تحولت إلى عدو لدود لأي صوت منتقد لانتهاك حقوق الإنسان أو للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وعادة ما تقوم بتصنيف هذه الانتقادات في خانة "تهديد أمن الدولة، الإرهاب".

تسييس الكرة
وأوردت الكاتبة أن الجزائري سمير سردوك مجرد محب لرياضة كرة القدم، وجاء إلى مصر لمشاهدة منتخب بلاده وهو ينافس على كأس أمم أفريقيا لسنة 2019، لكنه لم يكن على دراية بنخر السياسة لجسد الرياضة في مصر.

وكان سردوك يرغب فقط -يقول التقرير- في التقاط صورة مع لافتة تطالب بتنحي رموز النظام في الجزائر، لكن السلطات المصرية لا تسمح حتى بفكرة الاحتجاجات الفردية. علما بأنها لا تزال تحتجز الشاب الذي رفع في ميدان التحرير لافتة عبّر فيها عن رفضه للاستفتاء الدستوري أبريل/نيسان الماضي.

وأفادت الكاتبة أن السلطات لا تأبه بنتائج أفعالها، لأنها تعلم أن المجتمع الدولي أو الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة ليس لديهم ما يقولونه، وأن بياناتهم المتعلقة بمصر تستخدم عبارات عامة عن التعاون بمجال حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، مع الاعتراف بأن مثل هذا التعاون والحوار "لا غنى عنهما لتحقيق المصالح المشتركة ومواجهة التحديات المشتركة". من جهة أخرى، يشعر الشعب المصري أن هذه الأطراف الدولية قد أدارت ظهرها لهم ولم تتبن الموقف المطلوب.

ختاما، أكدت الكاتبة أن مواقع التواصل أصبحت المساحة الوحيدة المتاحة للمصريين -الذين يشعرون بتخلي المجتمع الدولي عنهم- للتعبير عن آرائهم رغم أنهم يخاطرون بتعريض أنفسهم للمحاكمة بتهمة "الإرهاب أو تهديد أمن الدولة".

المصدر : الكونفدنسيال الإسبانية