العقوبات الأميركية على نواب حزب الله تربك المشهد السياسي في لبنان

Members of Hezbollah parliamentary bloc gesture after Nabih Berri is re-elected as Lebanon's parliamentary speaker, as Lebanon's newly elected parliament convenes for the first time to elect a speaker and deputy speaker in Beirut, Lebanon May 23, 2018. Lebanese Parliament/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY
نواب كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني (رويترز)

وسيم الزهيري-بيروت

تضيف العقوبات -التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد، والنائب في الكتلة أمين شري، والمسؤول الأمني في الحزب وفيق صفا- عنصرا مربكا جديدا للمشهد السياسي في لبنان الذي لم يتجاوز بعد تداعيات حادثة إطلاق النار في منطقة جبل لبنان.

وعلى الرغم من أن هذا الإجراء الأميركي ليس جديدا حيث سبق وأدرجت واشنطن قياديين في حزب الله على لوائحها الخاصة بالإرهاب، لكنها المرة الأولى التي تضع نوابا في البرلمان ضمن هذا التصنيف في سابقة تتزامن مع تزايد التوتر الأميركي الإيراني بالمنطقة.

واعتبر رئيس البرلمان نبيه بري الإجراء الأميركي "اعتداء على كل لبنان" وتساءل "هل أصبحت الديمقراطية الأميركية تفترض وتفرض الاعتداءات على ديمقراطيات العالم؟" وطالب الاتحاد البرلماني الدولي بـ "اتخاذ الموقف اللازم من هذ التصرف اللامعقول".

‪رئيس مجلس النواب نبيه بري وصف القرار الأميركي بأنه
‪رئيس مجلس النواب نبيه بري وصف القرار الأميركي بأنه "إهانة للشعب اللبناني"‬ (رويترز)

إهانة للشعب
أما علي فياض عضو كتلة حزب الله في البرلمان فاعتبر أن "العقوبات إهانة للشعب اللبناني" مطالبا مجلس النواب والحكومة باتخاذ موقف من العقوبات التي قال إنها "تمس سيادة لبنان".
 
وتطرح هذه الإجراءات الأميركية أسئلة حول كيفية تعاطي الحكومة والمصارف مع حزب الله؟ حيث اعتبر وزير المالية علي حسن خليل أن العقوبات "تعني كل اللبنانيين" مضيفا أن الإجراءات التي اتخذها لبنان والقوانين التي صدرت بشهادة الجهات الدولية "تجعل تلك العقوبات لا مبرر لها، ولا تخدم الاستقرار المالي".

أما الخبير الاقتصادي إيلي يشوعي فدعا الحكومة لاتخاذ قرار يؤكد التزامها بالقرارات الدولية لمكافحة الإرهاب، منبها إلى أنه لا يمكن لدوائر الحكومة أن تقاطع أيا من النواب.

واعتبر أن الطلب الأميركي "غير منطقي والمقصود أميركيا ربما دفع نواب حزب الله إلى الاستقالة وإخراجهم من الساحة السياسية".

ويرى المحلل السياسي توفيق شومان أن لبنان "دخل بعد هذه العقوبات مرحلة اقتصادية وسياسية جديدة غير مسبوقة، والأمر الأساسي في هذه العقوبات هو الحديث عن رئيس كتلة برلمانية منتخب من قبل جزء كبير من الشعب" اللبناني.

‪محللون سياسيون عبروا عن مخاوفهم من أن تتحول العقوبات الأميركية على حزب الله لعقوبات على الدولة اللبنانية‬ (رويترز)
‪محللون سياسيون عبروا عن مخاوفهم من أن تتحول العقوبات الأميركية على حزب الله لعقوبات على الدولة اللبنانية‬ (رويترز)

رد حزب الله
وحول رد حزب الله المتوقع، قال شومان "الحزب سيتعامل معها كما تعامل مع العقوبات السابقة، أي دون إيلائها أهمية كبيرة".

ورأى أن الحكومة الآن في موقف صعب لا تحسد عليه، معتبرا أن ما جرى لا ينفصل عن منظومة العقوبات الأميركية تجاه إيران وحلفائها بالإقليم. 

في المقابل، قال الأستاذ الجامعي مكرم رباح إن الهدف من الإجراء الأميركي "إيصال رسالة بعدم التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله" متوقعا تزايد الضغوط لاحقا على الدول الأوروبية ولبنان لتبني هذا التصنيف، ودعا الدولة إلى "الحذر في مقاربة هذه العقوبات".

وبرر وجهة نظره بالقول إن تلك العقوبات "تزامنت مع رسالة واضحة لحكومة الرئيس سعد الحريري بضرورة الابتعاد عن حزب الله والتمنع عن الدفاع عنه كمكون لبناني بالحكومة والبرلمان لأن ذلك سيعرّض الدولة لعقوبات مستقبلية أو عزلة، لأن الهدف الأساسي إحراج أي شخص يتعامل مع أعضاء في حزب الله".

المصدر : الجزيرة