أمنستي تدعو لإجراء دولي ضد المجلس العسكري في السودان

دعت منظمة العفو الدولية (أمنستي) اليوم الخميس إلى إجراء دولي ضد قادة المجلس العسكري الانتقالي في السودان، كما أدانت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس.

وقالت أمنستي إن قوات الدعم السريع نفذت ما وصفته بأنه "اجتياح قاتل" عندما فضت فجر الاثنين الماضي اعتصاما كان ينظمه أنصار قوى الحرية والتغيير أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم منذ 6 أبريل/نيسان الماضي.

وقد أسفرت عملية فض الاعتصام عن سقوط أكثر من مئة قتيل حسب مصادر من قوى الحرية والتغيير، في حين تقول السلطات التابعة للمجلس العسكري إن العدد أقل من ذلك بكثير.

واعتبرت أمنستي قواتِ الدعم السريع -التي تشكلت من مليشيات قاتلت المتمردين في إقليم دارفور غرب البلاد خلال حرب أهلية تفجرت عام 2003- "شريكا أساسيا" في العنف الذي أودى بحياة العشرات وإصابة المئات أثناء فض الاعتصام.

جرائم قتل واغتصاب
وقالت أمنستي إن أعداد القتلى "تتزايد مع الاجتياح القاتل من قوات الدعم السريع لأحياء العاصمة الخرطوم" مؤكدة أن هذه القوات سبق أن "ارتكبت جرائم قتل واغتصاب وتعذيب ضد الآلاف في دارفور".

وأضافت "تبين التقارير حول إلقاء جثث القتلى في النهر مدى الانحطاط المطلق لما يسمى بقوات الأمن هذه".

وقال شهود إن قوات الدعم السريع قادت مداهمة مخيم الاعتصام، وأكدوا أنها أطلقت النار على مدنيين عزل ثم شرعت في حملة أوسع الأيام التالية.

ونفى المجلس العسكري ضلوع قوات الدعم السريع بأي أفعال غير قانونية، وقال إنها تواجه حملة إعلامية سلبية من "جهات مغرضة". وأضاف أن المداهمة التي نفذت فجر الاثنين استهدفت "متفلتين" فروا من موقع الاعتصام وأحدثوا فوضى.

واعتبرت منظمة العفو أن تاريخ السودان الحديث "معروف بإفلات مرتكبي جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان من العقاب" ودعت مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، ومجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، إلى "القيام بدورهما لكسر حلقة الإفلات من العقاب هذه، واتخاذ التدابير الفورية اللازمة لإخضاع مرتكبي جرائم العنف هذه للمساءلة".

عودة الحركة للعاصمة
من ناحية أخرى، بدأت الحركة تعود إلى العاصمة السودانية اليوم بعد أيام مشحونة. وكان المحتجون قد سدوا طرقا بالحجارة والإطارات المشتعلة في أعقاب مداهمة موقع الاعتصام وفضه.

وحاولت قوات الأمن بقيادة قوات الدعم السريع فتح الطرق. وقال شهود إن حركة المرور عادت من جديد إلى طرق رئيسية بالخرطوم لكن كثيرا من المتاجر ظلت مغلقة.
 
ويشهد السودان اضطرابات منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما أثار الغضب من ارتفاع أسعار الخبز ونقص السيولة احتجاجات ضد البشير قادت إلى عزله على يد الجيش في 11 مايو/أيار الماضي.

وفي أعقاب أحداث الاثنين الماضي، ألغى المجلس العسكري كل الاتفاقات التي توصل إليها مع قوى الحرية والتغيير بشأن الانتقال الديمقراطي، وأعلن عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات في غضون تسعة أشهر. ورفض المحتجون هذه الخطط.

وقد عرض رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان أمس استئناف المحادثات، غير أن قوى الحرية والتغيير رفضت تلك الدعوة.

المصدر : رويترز