رغم حائط الصد الأمني.. السياسة تحرز أهدافا في "كان" مصر

جماهير المنتخب المصري
الجماهير المصرية هتفت لمحمد أبو تريكة في حضور السيسي (رويترز)

وتفرض السلطات المصرية إجراءات مشددة، منها: نظام حجز إلكتروني لتذاكر المباريات، وحشود أمنية وطائرات مسيرة لتأمين البطولة المقامة بين 21 يونيو/حزيران الجاري و19 يوليو/تموز المقبل.

وتمنع قواعد لعبة الكرة القدم توظيف السياسة في الملاعب، وتفرض عقوبات بحق اللاعبين واتحادات اللعبة، حال حدوث مخالفات.

وتقام معظم مباريات "كان" في ملاعب تابعة للجيش -وهي تعد منشآت عسكرية- مما يعني أن أي مخالفة للقواعد قد تؤدي إلى عواقب وخيمة وأحكام عسكرية، بعيدًا عن الإطار الرياضي.

رغم كل ذلك، تجلت السياسة بوضوح في مواقف عديدة منذ انطلاق البطولة القارية، وهذه قائمة بأبرز تلك المواقف.

أولًا: صوت السيسي
مبكرًا، تصدرت الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الرئيس المصري المشهد السياسي، واستحوذت على تعليقات معارضين له عقب المباراة الافتتاحية يوم الجمعة الماضي، حيث ظهر صوته غريبًا نتيجة لخلل تقني.

ودشن منتقدون على تويتر هاشتاغ #صوت_السيسي، تضمن تعليقات لاذعة تسخر من أدائه خلال كلمته القصيرة.

ولم يتوقف الأمر عند المعارضين، إذ ذهب مؤيدون للسيسي بعيدًا باستدعاء أزمة مقاطعة كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين لقطر، منذ 5 يونيو/حزيران 2017، ثم فرض "إجراءات عقابية" تعتبرها الدوحة "حصارا ينتهك القوانين الدولية".

واتهم هؤلاء المؤيدون كلا من قنوات "بي أن سبورت" القطرية التي تبث البطولة وجماعة الإخوان المسلمين، بالوقوف وراء إفساد صوت الرئيس.

وتتهم القاهرة الدوحة بدعم جماعة الإخوان المنتمي إليها الراحل محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، والذي تولى المنصب عام 2012 وأُطيح به العام التالي.

وفي النهاية، كشف الإعلامي المؤيد للنظام عمرو أديب أن تغير صوت الرئيس يعود إلى مشكلة في الإذاعة الداخلية لملعب القاهرة.

ثانيًا: الدقيقة 22.. أبو تريكة
خلال أربع مباريات منذ بدء البطولة، ظهرت السياسة في الدقيقة 22، حيث هتفت جماهير داخل الملاعب لنجم الكرة السابق محمد أبو تريكة الذي كان يلعب للنادي الأهلي وللمنتخب بقميص يحمل رقم 22، ويعمل الآن محللًا كرويا في "بي أن سبورت".

وهتفت الجماهير في المدرجات لـ "أمير القلوب" اللقب الشهير لأبو تريكة، في الدقيقة 22 من مباراة الافتتاح بين مصر وزيمبابوي، بحضور رئيس الجمهورية.

وكررت الجماهير المصرية والعربية الهتاف لأبو تريكة في مباريات المغرب وناميبيا، السنغال وتنزانيا، تونس وأنغولا.

وتمثل الهتافات استجابة لوسم انتشر تحت عنوان #اهتف_لتريكة في الدقيقة 22، كنوع من المؤازرة والدعم النفسي له، بعدما شنت وسائل إعلام مصرية هجومًا حادًا عليه ردًا على تغريدة له قدم فيها التعازي في وفاة الرئيس الراحل يوم 17 يونيو/حزيران الجاري خلال إحدى جلسات محاكمته بتهمة التخابر مع حماس.

وحاليًا، يقيم أبو تريكة في قطر ويصعب عليه العودة في ظل ملاحقات قضائية بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي وتمويله، مما أدى إلى الحجز على أمواله وبات مهددًا بالسجن في حال عودته.

ثالثًا: لافتة جزائرية تدعو للتنحي
قالت تقارير إعلامية مصرية وجزائرية إن السلطات المصرية قررت ترحيل مشجع جزائري إلى بلده الثلاثاء بسبب رفعه لافتة تحمل عبارة "يتنحاو قاع" (فليرحلوا أو يتنحوا جميعا) خلال مباراة الجزائر وكينيا الأحد الماضي.

وبرزت عبارة "يتنحاو قاع" في 11 مارس/آذار الماضي عقب إعلان الرئيس الجزائري آنذاك عبد العزيز بوتفليقة سحب ترشحه لولاية رئاسية خامسة تحت وطأة احتجاجات شعبية أجبرته على الاستقالة في 2 أبريل/نيسان الماضي.

عودة الجماهير
ومنذ مقتل أكثر من سبعين من مشجعي النادي الأهلي خلال مباراة مع فريق المصري في مدينة بورسعيد (شرق القاهرة) منعت السلطات المصرية الجماهير من حضور المباريات إلا في مرات معدودة.

ومع استضافة بطولة الأمم الأفريقية التي لا يمكن إقامتها من دون جماهير، عادت الحشود المتعطشة إلى المباريات.

وينتشر مئة ألف شرطي لتأمين البطولة القارية، إضافة إلى خمسمئة مجموعة قتالية ومئة وحدة تدخل سريع، وأربعمئة تشكيل أمن مركزي احتياطي، ووحدات نظامية سرية وثابتة، إضافة إلى دوريات لتأمين المنتخبات في مقار إقامتها، بحسب تقارير صحفية محلية.

يضاف إلى ذلك نظام إلكتروني لحجز التذاكر يُطبق لأول مرة، ويشمل بطاقة هوية يتم الكشف عليها أمنيًا، إضافة إلى نظام ثانٍ للمراقبة، بجانب زيادة عدد كاميرات المراقبة، وبوابات إلكترونية لتنظيم دخول الجماهير.

ويشارك في البطولة 552 لاعبا يمثلون 24 منتخبًا، وتجرى المنافسة عبر ست مجموعات في خمس محافظات هي القاهرة والإسكندرية (شمال) والإسماعيلية وبورسعيد والسويس (شمال شرق).

المصدر : وكالة الأناضول