نيوزويك: حظر الإخوان المسلمين هدية ثمينة للدكتاتوريين والإرهابيين

ميدان - ترامب والسيسي والإخوان المسلمين
الأسس القانونية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين بأنها إرهابية ضعيفة (الجزيرة)

في مقال بعنوان "حظر جماعة الإخوان المسلمين.. هدية للدكتاتوريين والإرهابيين" كتب الباحث بجامعة أوكسفورد غاليب دالاي أن توصيف الإخوان باعتبارهم تنظيما إرهابيا سيكون بمثابة هدية ثمينة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس فقط لدكتاتور مصر بل لكل الأنظمة المستبدة بالشرق الأوسط التي تخشى جذور الإخوان المتأصلة في المجتمع.

وأضاف الباحث في مقاله بمجلة نيوزويك الأميركية أن الحكام المستبدين في الشرق الأوسط قديما وحديثا لم يتسامحوا مع المعارضة الداخلية، وأن حملتهم على مخالفيهم الآن قد أصبحت عالمية بشكل رسمي.

وأشار المقال إلى أن القتل الشنيع للصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول كشف كيف أن القمع لم يعد محصورا في الحدود المادية للدول، وأن هذه الحملة العالمية على وشك الاعتراف بها على أساس مؤسسي إذا ما وفى ترامب بوعده الذي قطعه في أبريل/نيسان الماضي أثناء زيارة حاكم مصر "المستبد" عبد الفتاح السيسي.

إذا كان بالإمكان تصنيف تنظيم مسالم بأنه إرهابي فما هي معايير التمييز بين منظمة إرهابية وجماعة معارضة؟ وهذا بالضبط هو التمييز الذي تريده الأنظمة الاستبدادية أن يختفي

ومن وجهة نظره كباحث، يرى الكاتب أن الأسس القانونية لهذا التصنيف ضعيفة، فحسب قانون الولايات المتحدة يجب أن يلبي وصم جماعة كمنظمة إرهابية أجنبية ثلاثة معايير: أن يكون الكيان منظمة أجنبية، وأن تكون منخرطة في نشاط إرهابي أو لديها العزم والقدرة المشاركة في نشاط إرهاب، وأن يهدد النشاط الإرهابي أمن مواطني الولايات المتحدة أو الأمن القومي الأميركي.

وبناء على ذلك، لا تنطبق تلك المعايير على جماعة الإخوان المسلمين، ومن المعروف أنها لا تنبذ فقط أعمال العنف ضد المصالح الأميركية بل طالما تبرأت منه مرارا وتكرارا. وعلاوة على ذلك تشكل الجماعات المرتبطة بالإخوان جزءا من الهياكل السياسية أو الحكومية في العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، بما في ذلك الكويت والبحرين والمغرب والأردن، وهذا الوصف من شأنه أن يؤثر على العلاقات الأميركية مع هذه البلدان.

وهذا الوصف الشامل -كما يقول الباحث- يطرح السؤال التالي: إذا كان بالإمكان تصنيف تنظيم مسالم بأنه إرهابي، فما هي معايير التمييز بين منظمة إرهابية وجماعة معارضة؟ وهذا بالضبط التمييز الذي تريده الأنظمة الاستبدادية أن يختفي. ومن ثم فإن وصف ترامب سيشجع الدكتاتوريين العرب على وصف جميع المعارضين بأنهم إرهابيون وإظهارهم بأنهم غير شرعيين.

وختم الباحث مقاله بأن الحظر سيؤدي في الواقع إلى تقويض، وليس تعزيز، الحملة الأميركية ضد الإرهاب. وبغض النظر عن المبررات القانونية سيكون هذا التصنيف أيديولوجيا بحتا، وهذا الاستخدام التعسفي لمفهوم الإرهاب سيقلل بشكل كبير شرعيته وفعاليته.

المصدر : نيوزويك