هنيدي وساويرس وبينهما أبو تريكة.. لماذا اختلف رد الفعل؟

محمد هنيدي ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس
رغم اشتراكهما في تحية أبو تريكة، فإن رد الفعل تجاههما كان مختلفا (الأوروبية)

عبد الكريم سليم-القاهرة

رغم اشتراكهما في نفس الفعل، وهو تحية نجم الكرة المعتزل محمد أبو تريكة، فإن التعامل اختلف مع الممثل الكوميدي محمد هنيدي، عن رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس، حيث تعرض هندي لموجة انتقادات ومطالبات بالتحقيق معه، مما اضطره لحذف التغريدة، وهو ما لم يحدث مع ساويرس.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية موجة تعاطف واسعة مع أبو تريكة، بعد تعرضه لهجوم لاذع من قبل وسائل إعلام قريبة من السلطة، إثر نشره تغريدة يترحم فيها على الرئيس الراحل محمد مرسي الذي توفي داخل المحكمة الأسبوع الماضي.

ويتهم نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي النظام المصري بالإرهاب الفكري للمخالفين في الرأي، والتهديد بالسجن الذي يضم أكثر من ستين ألف معتقل في قضايا رأي وتهم سياسية، خاصة مع إقرار قانون يمنح الهيئة الوطنية للإعلام سلطة مراقبة ومحاسبة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين يزيد متابعوهم على خمسة آلاف متابع.



هنيدي وساويرس
هنيدي اضطر لحذف تغريدة له على حسابه بموقع تويتر، كتب فيها كلمة واحدة "يا تريكة"، ثم أتبعها بثلاثة قلوب، بعدها تعرض لهجوم من الذباب الإلكتروني المؤيد للسلطة في مصر.

ومن المنتظر أن يمثل هنيدي أمام لجنة تحقيق نقابية، بناء على بلاغ تقدم به محام للنائب العام يطالب فيه نقابة المهن التمثيلية بالتحقيق معه، "حتى لا يكون نموذجا يحتذى في دعم الإرهابيين"، بحسب نص البلاغ.

أما الآخر فهو رجل الأعمال القبطي المعروف نجيب ساويرس الذي كتب تغريدة يعبر فيها عن حبه للاعب، لكن أحدا لم يهاجم ساويرس ولم يصب ذباب النظام الإلكتروني قذائفه عليه مثلما جرى مع هنيدي.





والمثير أن حذف هنيدي للتدوينة جعله في مرمى قذائف عشاق أبو تريكة الذين اتهموه بالجبن والتراجع، مع حملة واسعة لإلغاء المتابعة.

وحقق الوسم رقما مرتفعا من المستخدمين تجاوز 14 ألف مستخدم على تويتر، فيما تجاوز الممثل الأمر ومضى ينشر تدوينات ترحم على شهداء الجيش والشرطة، مع تبريكات بفوز المنتخب المصري على منافسه منتخب زيمبابوي في مباراة الافتتاح.

وعلى الجانب الآخر، لم يتعرض ساويرس لحملة مماثلة، وهو ما يثير التساؤل حول طبيعة علاقته بالسلطة رغم أنه اضطر لبيع قناته الفضائية (أون تي في) لمجموعة إعلامية تابعة للنظام، كما انشق حزبه (المصريين الأحرار) وسيطرت عليه حاليا شخصيات موالية للنظام.



أبو تريكة
وبات اسم أبو تريكة محط جدل واسع بين مؤيد النظام ومناهضيه خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك عقب الدعوة للهتاف باسمه في مدرجات مباراة الافتتاح في الدقيقة الثانية والعشرين، وهو الرقم الذي حمله أبو تريكة في نهايات مشواره الرياضي.

ورغم التشديدات الأمنية التي بلغت حد تسجيل كل مشجع برقمه القومي عند حجز تذكرة لحضور المباريات، فإن الجماهير أضاءت شاشات هواتفها المحمولة في الدقيقة المنتظرة، وهتفت باسم أبو تريكة هتافات رجّت الملعب رغم حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في مقصورة زجاجية مصفحة، مما اعتبره مناصروه إحراجا له.

وأفاد شهود عيان بأن رجال أمن بزي مدني توجهوا لأماكن المشجعين المشتبه في هتافهم لأبو تريكة، واصطحبوهم لدقائق في إحدى القاعات بالملعب، قبل أن يطلقوا سراحهم.

ولم يقتصر التعاطف مع أبو تريكة على الجمهور المصري، حيث انتقل الأمر لجماهير المغرب والجزائر التي هتفت باسم أبو تريكة أيضا عند نفس الدقيقة، أثناء مباراة كل فريق خلال منافسات البطولة التي تستضيفها مصر.





المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي