كيف ترد إيران على القمم الثلاث بالسعودية؟

VIENNA, AUSTRIA - JULY 04: Iranian President Hassan Rouhani (R) and Mohammad Javad Zarif, Iran's foreign secretary, at the Austrian Chamber of Commerce on July 4, 2018 in Vienna, Austria. Rouhani is on a one-day visit to Austria, during which he is meeting with President van der Bellen and Chancellor Kurz and will attend an event at the Austrian Chamber of Commerce. (Photo by Michael Gruber/Getty Images)
روحاني (يمين) أكد أسفه لعدم المشاركة في القمة الإسلامية (غيتي)

طهران-الجزيرة نت

مثّل تصعيد الرياض من نبرتها تجاه طهران خلال القمم الثلاث العربية والخليجية والإسلامية التي عقدت في مكة المكرمة بسبب ما أسمته "العدوان الإيراني في المنطقة" وتأجيل واشنطن فرض حزمة عقوبات جديدة على طهران في خطوة لخفض التوتر معها، آخر حلقة في ملف التطورات الخاصة بإيران ونفوذها في المنطقة.

تطورات قابلتها طهران بحسب محللين إيرانيين بـ "هدوء دبلوماسي" مقابل حالة من التفاعل الغاضب على مواقع التواصل الاجتماعي.

والخميس الماضي، دعا ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز -خلال كلمته في افتتاح القمة الخليجية- المجتمع الدولي إلى استخدام كل الوسائل لمنع إيران من التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأكد ضرورة اتخاذ موقف "حازم وحاسم" ضد طهران.

رد إيران
وفي ردها على البيان الختامي للقمتين العربية والخليجية، اكتفت الخارجية الإيرانية بنفي وإدانة ما ورد فيهما من اتهامات، مؤكدة أنهما لا يمثلان رأي جميع الدول الأعضاء وأن الرياض تستغل فرصة رمضان المبارك وقدسية مكة المكرمة وتوظفهما كأداة سياسية لكيل الاتهامات.

يأتي ذلك بينما بعث الرئيس الإيراني حسن روحاني برسالة إلى زعماء الدول الإسلامية في قمة منظمة التعاون الإسلامي، وعبر عن أسفه لعدم المشاركة فيها بسبب عدم احترام الأعراف المتعامل بها في دعوة الرؤساء.

من جانبه أعلن وزير الخارجية محمد جواد ظريف استعداده للذهاب إلى الرياض في حال كانت السعودية مستعدة لتغيير سياساتها تجاه بلاده.

وبحسب مدير المركز العربي للدارسات الإيرانية محمد صالح صدقيان، فإن الرد الإيراني يأتي في سياق سياسة روحاني منذ تسلمه منصب الرئاسة عام 2013، مشيرا إلى أنها كانت وما زالت تهدف إلى تلطيف الأجواء مع الدول الخليجية وفتح نافذة الحوار مع السعودية، إذ وصفها آنذاك بأنها "دولة كبيرة وتحتضن الحرمين الشريفين".

وفيما يخص الرد الإيراني على الموقف السعودي خلال قمم مكة المكرمة، أكد صدقيان أن الحكومة عادة ما ترد بلهجة لينة على السعودية وهو ما يؤكد رغبتها في تهدئة الأوضاع وعدم فتح مواجهة معها وحل المشاكل العالقة بينهما.

‪صدقیان: حكومة الرئيس روحاني عادة ما ترد بلهجة لينة على السعودية‬ (الجزيرة)
‪صدقیان: حكومة الرئيس روحاني عادة ما ترد بلهجة لينة على السعودية‬ (الجزيرة)

سبب التصعيد
وعزا مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في حديثه للجزيرة نت سبب التصعيد السعودي تجاه إيران إلى أن الرياض تعتقد بأن ما تسميه التمدد الإيراني في سوريا والعراق واليمن تجاوز الخطوط الحمر وبات يهدد أمنها الإقليمي، ولذا تطالب باحتواء هذا التمدد.

ورأى أن حل المشاكل العالقة في العلاقات السعودية الإيرانية يكمن في الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على المشتركات ثم إدارة الخلافات وليس حلها.

وأشار صدقيان إلى مبادرة وزير الخارجية الإيراني لتوقيع اتفاقيات عدم اعتداء مع دول الجوار، معتبرا زيارة عباس عراقجي مساعد الوزير إلى مسقط والكويت والدوحة بأنها تأتي في إطار الرغبة لفتح باب الحوار مع مجلس التعاون.

‪شكيبائي: إيران تعول علی مسار التهدئة لحل الخلافات مع جاراتها‬ (الجزيرة)
‪شكيبائي: إيران تعول علی مسار التهدئة لحل الخلافات مع جاراتها‬ (الجزيرة)

رسالة سلام
من جانبه وصف الكاتب والمحلل السياسي الإيراني مهدي شكيبائي في حديث للجزيرة نت قمم مكة المكرمة بأنها "متممة لمؤتمر وارسو" الذي عقد في فبراير/شباط الماضي للتحشيد ضد إيران، مؤكدا أن الرد الإيراني هذه المرة لن یكون مختلفا عن مؤتمر وارسو إذ يتشابهان من حيث الأهداف.

وأشار إلى أن التعاطي الإيراني المتمثل في "الصبر الإستراتيجي والشفافية" حيال قمم مكة المکرمة مؤشر علی أنها "تعول علی مسار التهدئة لحل الخلافات مع جاراتها".

وأكد أن طهران استبقت قمم مكة المكرمة بمبادرة لتوقيع اتفاق عدم الاعتداء المتبادل مع الدول الجوار، وهي مبادرة نابعة عن قناعة إيرانية بضرورة تفادي التصعيد مع الدول العربية والإسلامية لأنه يصب في خدمة مصالح أعداء الأمة الإسلامية.

وعلّق الكاتب علی التصعيد السعودي الإماراتي ضد بلاده بالقول "إن هاتين الدولتين لم تمثلا لا الدول العربية ولا الإسلامية بل هناك الکثير من الدول العربية والإسلامية ترغب بتوطيد العلاقات وتعزيز التعاون مع إيران، لكن للأسف الرياض تستغل احتضانها الحرمين الشريفين للحيلولة دون هذا التقارب العربي والإسلامي مع طهران".

وعن مصير الدعوة الإيرانية لتوقيع اتفاقية عدم اعتداء مع الدول الجوار والرسائل المتبادلة عبر زيارات المسؤولين الإيرانيين والخليجيين، قال إن إيران لا تستعجل لتلقي رد سريع بل ستواصل جهودها "الجبارة" للحوار مع جارتها والمساهمة في استقرار المنطقة.

وعلى مواقع التواصل، تفاعل العديد من الإيرانيين مع مستجدات قمم مكة المكرمة، ففي تغريدة له على تويتر طالب النائب بالبرلمان محمود صادقي بضرورة عدم الغفلة عما يجري في مكة محذرا من أن السعودية تنوي استغلال تفجيرات الفجيرة المشبوهة لتحقيق اجماع ضد إيران.

تغريدات.. قراءات
واعتبر بعض المغردين عقد السعودية قممها الثلاث في مكة المكرمة يأتي من خشية الرياض استهداف المؤتمرين بصواريخ جماعة الحوثي، من جهتهم وجه البعض الآخر انتقادات للحكومة الإيرانية لعدم تناسب نبرة ردها والاتهامات السعودية الأخيرة.

في حين اعتبر آخر قمم مكة بأنها تمهد لإعلان صفقة القرن. وغرد البرلماني سيد حسين نقوي أن قمة مكة تأتي لإبطال مفعول مسيرات يوم القدس العالمي. أما حسام الدين آشنا مستشار الرئيس روحاني فاعتبر أن زعماء بعض الدول الإقليمية يسعون للتخلص من القدس بدلا من تحريرها.

المصدر : الجزيرة